قبل عام واحد، اضطرت عائلة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى الفرار على عجل من سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري. ويبدو أن الأسد وعائلته وجدوا ملاذاً آمناً ومريحاً في العاصمة الروسية موسكو، حيث بدأت تتسرّب تباعاً تفاصيل عن نمط الحياة الفاخر الذي يعيشونه هناك.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كشفت في وقت سابق أن الأسد يُرجَّح أنه أقام في منطقة روبليوفكا، وهي حي مغلق للنخبة غرب موسكو. تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز أكد هذه المعلومات، مشيراً إلى أن العائلة أقامت في البداية في شقق فاخرة تابعة لسلسلة فنادق «فور سيزونز» في موسكو، حيث تصل كلفة الإقامة إلى نحو 11 ألف يورو في الأسبوع.
طائرات خاصة وحماية أمنية
وذكرت الصحيفة الأميركية أن عائلة الأسد نُقلت إلى تلك الشقق بواسطة موكب من السيارات المصفحة، بعد وصولها إلى موسكو على متن طائرات خاصة قادمة من العاصمة السورية دمشق. وتمت العملية تحت إشراف مباشر من أجهزة الأمن الروسية، التي حرصت على إبقائهم بعيداً عن الأنظار قدر الإمكان.
لاحقاً، انتقلت العائلة إلى بنتهاوس من طابقين في «برج الاتحاد»، أعلى ناطحة سحاب في موسكو. وفي أعلى البرج يقع مطعم «سيكستي» الفاخر، المعروف بين النخبة الروسية. ووفق نيويورك تايمز، أفاد سوري مقيم في روسيا بأنه شاهد الأسد شخصياً يتناول العشاء هناك أواخر العام الماضي.
احتفالات فاخرة ورسائل من مواقع التواصل
كما تكشف حسابات أبناء الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي من حين إلى آخر ملامح من حياة الرفاه التي لا تزال العائلة تنعم بها. ففي الشهر الماضي، أُقيم حفل ضخم في فيلا بإحدى ضواحي موسكو بمناسبة عيد الميلاد الثاني والعشرين لابنته زين.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، نظّمت ابنة شقيقه، شام، وهي ابنة ماهر الأسد أحد أبرز القادة العسكريين في النظام السابق الذي فرّ بدوره إلى موسكو، حفلاً استمر يومين بمناسبة عيد ميلادها الثاني والعشرين. وأُقيم الحفل في مطعم «باغاتيل» الفرنسي الفاخر في دبي، المعروف بديكوراته المطلية بالذهب، ثم على متن يخت خاص.
وكان اليخت مجهزاً بآلات دخان، وعدة حانات، وجاكوزي، وتبلغ كلفة استئجاره آلاف اليوروهات لبضع ساعات فقط، إضافة إلى استقدام منسقي موسيقى (دي جي) وفنانين آخرين دون أي اعتبار للتكاليف.
وتقيم الشابتان حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تدرس زين في فرع محلي لجامعة السوربون الفرنسية المرموقة. كما حصلت في حزيران/يونيو الماضي على شهادة من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية.
مساعد شخصي… ونهاية مختلفة
لكن الرحلة لم تكن مريحة للجميع. فقد روى نيويورك تايمز قصة المساعد الشخصي للأسد، الذي رافقه إلى روسيا، حيث أُسكن مع موظفين آخرين في جناح بفندق «فور سيزونز». إلا أنه فوجئ في صباح اليوم التالي بفاتورة باهظة. وعندما حاول الاتصال برئيسه، لم يتلقَّ أي رد، ولم يعاود الأسد الاتصال به مرة أخرى.
وكان الرجل قد غادر سوريا على عجل، من دون جواز سفر أو أموال، وبقي عالقاً في موسكو لفترة من الزمن، قبل أن ينجح أخيراً في العودة إلى بلاده بجهوده الخاصة. وهو يعيش اليوم مع عائلته حياة انعزالية في قرية جبلية.