الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بعد انتخابات تشرين .. “ميدل إيست آي” يقرأ المشهد: لا جديد تحت سماء العراق !
تغيير حجم الخط     

بعد انتخابات تشرين .. “ميدل إيست آي” يقرأ المشهد: لا جديد تحت سماء العراق !

مشاركة » الاثنين سبتمبر 27, 2021 11:17 am

1.jpeg
 
وكالات – كتابات :

اعتبر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني؛ أن انتخابات “العراق”، في 10 تشرين أول/أكتوبر المقبل، ستكون بمثابة استفتاء بين النخب القائمة المهيمنة، منذ العام 2003؛ والساعية إلى المحافظة على الوضع الراهن، وبين من هم من خارج هيكل الحكم من المنتمين إلى حركة الاحتجاج والساعين إلى إصلاح النظام.

ورأى الموقع البريطاني في تقرير له؛ أنه برغم استمرار حركة الاحتجاج، إلا أنه يمكن توقع فوز النخب العراقية في الانتخابات المقبلة، موضحًا أنه في ظل اللامبالاة والإزدراء للنخب السياسية في “العراق”، فإنه من المُرجح أن تكون المشاركة منخفضة؛ مثلما جرى في انتخابات العام 2018.

النتائج قد تفاجأ “الصدر”..

وأشار إلى أنه في ظل نسبة الإقبال المنخفضة على التصويت، سيكون من المتوقع أن يفوز تحالف “مقتدى الصدر” مجددًا، مضيفًا أن هناك احتمال أيضًا حدوث مفاجآت واضطرابات في العملية الانتخابية.

وذكر التقرير بأن ائتلاف “الصدر” حقق فوزًا مفاجئًا، في انتخابات العام 2018، وجاء في المرتبة الثانية تحالف (الفتح) بزعامة؛ “هادي العامري”؛ والذي يضم مرشحين من الفصائل الشيعية، فيما جاء ائتلاف رئيس الوزراء، آنذاك، “حيدر العبادي”، في المركز الثالث، وهي نتيجة كانت مفاجئة لأن المراقبين افترضوا أن رئيس الحكومة ستكون له الأفضلية لتحقيق انتصار.

وتابع التقرير أن هذه القوى الشيعية الثلاث تتنافس في هذه الانتخابات، لكن الإرباك الذي حصل سابقًا يُشير إلى أن النتائج قد تكون مفاجئة.

ورجح التقرير أن تحقق الكتلة الصدرية نتائج جيدة بسبب تنظيمها وقدرتها على حشد الناخبين، منافسة بذلك تحالف (فتح)؛ بزعامة “العامري”، مضيفًا أنه قد يكون بإمكان (التيار الصدري)، بعد ذلك، تشكيل تحالف بعد الانتخابات مع تحالف (قوى الدولة الوطنية)، بقيادة “العبادي” و”عمار الحكيم”.

أما بالنسبة للقوى السُنية، فإن رئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، يقود تحالف (التقدم) القوي في محافظة “الأنبار”، بينما سيُحقق ائتلاف عائلة “النجيفي” نتائج جيدة في محافظة “الموصل”.

تشكيل التحالفات..

وذكر التقرير أن بالإمكان توقع فوز الحزبين الكُرديين الأساسيين؛ وتشكيل تحالف مع أحد الفصائل الشيعية، إذ أنه وفقًا لمفاوضات غير رسمية قبل التصويت، سينضم “الحزب الديمقراطي” الكُردستاني، بقيادة الزعيم الكُردي، “مسعود بارزاني”، إلى ائتلاف غير رسمي مع الصدريين، لتشكيل حكومة، فيما سيتحالف “الاتحاد الوطني” الكُردستاني مع تحالف (الفتح).

“حركة تشرين” تحدي قائم..

إلا أن التقرير أشار إلى أن سلسلة مستمرة من الاحتجاجات، التي بدأت في تشرين أول/أكتوبر العام 2019، وتُعرف باسم: “حركة تشرين”، تُعارض هذه النخب وتتحداها من خلال تقديم مرشحيها أو تشجيع المقاطعة لنزع الشرعية عن الانتخابات.

وبحسب التقرير؛ فإن من بين الأهداف العامة لـ”حركة تشرين”؛ توفير فرص عمل والخدمات والحد من الفساد؛ الذي أصبح متفشيًا في “العراق”، بعد العام 2003. وتابع أن الحراك المعارض حقق بعض النتائج الملموسة، من بينها استقالة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، الذي تولى السلطة بعد انتخابات 2018.

كما أشار إلى أن رئيس الحكومة، “مصطفى الكاظمي”، تعهد بإجراء الانتخابات على وجه السرعة، فيما أدت ضغوط المتظاهرين إلى صياغة قانون انتخابي جديد وسع عدد الدوائر الانتخابية من: 18 إلى 83، بالإضافة إلى إلغاء نظام التصويت القائم على القوائم، حيث أصبح بإمكان الناخبين اختيار مرشح محلي فردي، قد يكون جزءًا من ائتلاف أو يعمل كمستقل.

ويُتيح القانون الانتخابي أيضًا بتمثيل أفضل للمناطق في البرلمان، كما يُخصص “كوتا” لمقاعد للنساء، مما يعني أن كل دائرة انتخابية ستختار نائبة واحدة على الأقل في البرلمان. وبالإضافة إلى ذلك، شدد المتظاهرون على وجود مراقبين دوليين لضمان شفافية عملية التصويت.

الانقسامات الداخلية..

وذكر التقرير البريطاني؛ أنه فيما سيخوض بعض النشطاء في الحراك الاحتجاجي، الانتخابات، إلا أنهم يفتقدون إلى وجود زعيم أوحد لهم، وهم فشلوا في تشكيل تحالف موحد، كما تتنازعهم الانقسامات الداخلية.

ولهذا، اعتبر التقرير أنه فيما حقق “حراك تشرين” إصلاحات تدريجية، إلا أن حدوث تغيير جوهري في “العراق”، بعد الانتخابات؛ يظل احتماله محدودًا.

وخلص تقرير (ميدل إيست آي)؛ إلى القول أنه من المرجح أن تحقق النخب الحزبية العرقية والطائفية، بعد عام 2003، تفوقها، لكن من غير المرجح أن يفوز أي حزب بأغلبية المقاعد، البالغ عددها: 329 مقعدًا، مما يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى حكومة ائتلافية.

واعتبر أن الصدريين وتحالف (الفتح)، إلى جانب حلفائهم، سوف يتنافسون فيما بعد الانتخابات، على المناصب، مما سيؤدي على الأرجح إلى حدوث عملية طويلة الأمد من أجل تشكيل الحكومة، مشيرًا إلى أن “الكاظمي” لم يُشكل تحالفه الانتخابي، في حين أن الصدريين بدون مرشح واضح لرئاسة الوزراء، ومن المحتمل أن يسمحوا له بالاستمرار في منصبه.

واعتبر أنه حتى في ظل وجود برلمان يهيمن عليه (التيار الصدري) وحكومة تكنوقراط، فإن: “الكاظمي؛ فشل في تخفيف مشاكل العراق مع الفساد والبطالة والخدمات وانعدام الأمن الناجم عن الميليشيات التي استهدفت النشطاء”.

ولهذا، خلص التقرير إلى القول أن: “احتمالات التغيير في مستقبل العراق محدودة”، مشيرًا إلى أنه: “كان لدى حركة تشرين الإمكانية للبروز كتحالف عابر للأعراق والطوائف، قادر على تعبئة الشيعة والسُنة والكُرد، لكن ثبت ان مثل هذه الوحدة بعيدة المنال منذ العام 2003”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير