الوثيقة | مشاهدة الموضوع - قضية حمزة تعود للجدل في الأردن: تعاطف مع الأمير وتساؤلات عن الرسالة الملكية
تغيير حجم الخط     

قضية حمزة تعود للجدل في الأردن: تعاطف مع الأمير وتساؤلات عن الرسالة الملكية

مشاركة » الأحد مايو 22, 2022 12:59 pm

8.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: عادت قضية الأمير حمزة إلى واجهة الجدل في الأردن بعد أن أصدر الديوان الملكي بياناً مفاجئاً متضمناً رسالة عامة من الملك إلى الأردنيين أبلغهم فيها بأنه تقرر وضع الأمير تحت الإقامة الجبرية مع تقييد اتصالاته وتحركاته، وهو ما جاء بدون أية مقدمات سابقة وتسبب بعودة الجدل حول الأمير على شبكات التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما تصدرت قضية الأمير حمزة اهتمامات الأردنيين، إذ صعد اسمه على أعلى قائمة الوسوم الأكثر تداولا على «تويتر» في الأردن، كما جاء الهاشتاغ «#قضية_الفتنة» والهاشتاغ «#رسالة_الملك» ضمن القائمة، وهو ما يؤشر بأن القضية استفردت باهتمام الأردنيين خلال الساعات والأيام التي تلت صدور القرار الملكي وتوجيه الرسالة للأردنيين. وأعلن الملك عبد الله الثاني رسمياً يوم الخميس الماضي فرض قيود على «اتصالات وتحركات وإقامة» ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، وذلك بعد أكثر من عام على اتهامه بالمشاركة في مؤامرة للإطاحه بالملك وتغيير نظام الحكم.
وقال الملك عبدالله الثاني في رسالة إلى الأردنيين «قرّرتُ الموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته» مشيرا إلى أن أخيه غير الشقيق «يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال».
وأعلن الأمير حمزة بن الحسين (42 عاما) الشهر الماضي تخليه عن لقب «أمير» بعد عام من اتهام الحكومة له بالتورط في ما سمي «قضية الفتنة» وهو اتهام لم يحاكم على أساسه، بل وُضع قيد الإقامة الجبرية، من دون أن يعلن ذلك رسميا إلى أن تم الإعلان من قبل الملك يوم الخميس الماضي.
وجددت هذه التطورات الجدل في الشارع الأردني وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وهو الجدل المستمر منذ العام الماضي، حيث سرعان ما علق الكثير من النشطاء على هذه التطورات، وذلك على الرغم من حساسية الموضوع، كونه يُمثل شأناً داخلياً للأسرة الملكية التي لا يجوز انتقادها بحسب القوانين المعمول بها في الأردن.

الملكة نور تغرد

وغردت الملكة نور، عقيلة الملك الراحل حسين ووالدة الأمير حمزة، على «تويتر» بعد وقت قصير من بث رسالة العاهل الاردني حيث قالت: «هناك أمور مبهمة وأغرب من الخيال يتم تداولها الآن». وكتب الإعلامي الأردني، والمذيع السابق في التلفزيون الأردني، لطفي الزعبي يقول: «ما يراه مجلس العائلة المالكة في الأردن لمصلحة الأردن نحن معه ونتفق عليه قلباً وقالباً، فالأردن أردنا واستقراره فوق كل الاعتبارات، نقف خلف سيدنا بكل توجهاته، ونحترم الأمير حمزة كأحد أبناء الحسين الباني، ونستمع بكل طاعة لتوجهات سيدنا في كل مسارات حياتنا».
أما الكاتب والباحث ناصر التميمي فعلق على البيان الملكي قائلاً: «يبدو أنها «إقامة جبرية» خمسة نجوم.. لا أتوقع أن الأمير حمزة يمثل خطراً على النظام في الأردن، لكن انتقاداته في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها الأردن تحرج السلطات».
وكتب النائب في البرلمان المحامي عبد الكريم الدغمي مغرداً: «نقف مع الشرعية الدستورية التي يمثلها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وولي عهده الأمين لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد الأردن وسنبقى صفاً واحداً مع القيادة الهاشمية الحكيمة، ونسأل الله أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه وأجهزته الأمنية وجيشه المصطفوي من كل مكروه».
وكتب مغرد يُدعى صلاح معلقاً على هذه التطورات ومؤيداً إجراءات الملك: «الأمير حمزة لعب على وتر هموم الناس بدون أن يقدم برنامجاً وطرحاً واحداً مفيداً، ولم يتم تقييد تحركاته إلا بعد أن تجاوز الحدود بتصرفاته غير العقلانية، وبدا واضحاً ان جلالة الملك استنفد كل الطرق والمحاولات قبل أن يوافق على تقييد تحركات حمزة».
وعلق المغرد السعودي أبو عبد الرحمن الزهراني يقول: «سيظل الأردن قلعة راسخة وحصوناً شامخة، وسيظل جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله وولي عهده الأمين على رأس الهرم يحمون هذا البلد بكل بسالة وشراسة من كيد الكائدين وعدوان المعتدين.. حفظ الله الأردن ملكاً وشعباً وأرضاً من كل شر وأدام عليه أمنه وأمانه».
وغرد عبد الله العابد: «سيبقى التاريخُ شاهداً على موقف الحكمة والايثار والإخلاص لسيدي الأمير الحسن بن طلال عندما سلم ولاية العرش إلى الراحل الكبير الملك الحسين. عندما سئل في مقابلة صحافية عن قبوله تسليم ولاية العرش بكل سلاسة قال: لن أضحي بالوطن والعرش الهاشمي. هذا هو الخُلق الهاشمي».
ونشر عبد الله المجالي مقطع فيديو يظهر فيه الملك عبد الله الثاني، وكتب معلقاً: «رسالة الملك كانت واضحة ولا يوجد توضيح أكثر من ذلك، لقد سرد التفاصيل الدقيقة كي يعلم الشعب أن الوضوح والحقيقة هو نهج القيادة، لا يوجد شيء مخفي عن الأردنيين وعندما يختم سيدنا رسالته بكلمة (أخوكم) فنحن أسرة واحدة والطريق مفتوح لمن يريد إصلاح نفسه».
وغرد عدي الطويل يقول: «رسالة الملك عظيمة واضحة ومتكاملة وشفافة، تضع النقاط على الحروف بشكل كامل وجذري». فيما كتب مغرد يُطلق على نفسه اسم الضاري: «صفات المعارض الأردني: يعيش الوهم، يرفض تحمل المسؤولية، ينكر الواقع، يعتبر نفسه وصياً، يتجاهل الحقائق، يبث القلاقل، ينكر الثوابت، يتقمص دور الضحية، ينتهح سلوك سلبي، عاجز عن خدمة الوطن وتقديم الحلول، متناقض، غير منطقي، يعتبر نفسه ضحية وبطلاً معاً».
وكتب عبد الناصر عبيدات منتقداً الأمير حمزة: «العمل للوطن ليس بحاجة إلى بطولات إلكترونية. كان المفترض أن نرى انجازاً واحداً على الأرض يُحسب للأمير حمزة ولكن بعد عام ونحن نرقب المشهد لم نجد إلا مزيداً من السلبية ومحاولة الظهور الإعلامي ومزيداً من تعقيدات الوضع لجر البلد لا سمح الله إلى الفتنة من جديد». وغرَّد عمر قداح يقول: «لن نستبعد أو نستغرب خروج تغريدة أو فيديو لاثارة الشارع، فالأمير يعتقد أن الإعلام الداعم له شكل حاضنة شعبية توافقه على ما أراده، وهذا وهم فالرسالة الملكية اليوم وضحت أبعاد كل ما قام به ويفكر به ولا أعتقد أن مثل هذه الأفعال تصدر من شخص يبحث عن مصلحة وطن».

تأييد حمزة

وفي المقابل، نشر حساب أردني شهير يُدعى «المفتش العام» صورة للأمير حمزة وكتب معلقاً: «حمزة الحسين أشهد الله أننا لم نرَ منك يوماً خيانة أو مقامرة بمستقبل شعب أو تطبيعا وهدر أموال ولم نلمس فيك أي خباثة أو كذب أو تمثيل على الشعب وتدليس، عرفناك أردنياً حراً تتكلم لغتنا وعاداتنا.. دمت حراً في قلوبنا».
أما أسماء الشويتر فنشرت مقطع فيديو قصير للأمير حمزة وكتب تقول: «أنت قِبلتي وقبيلتي، أنت ولائي وانتمائي، الله يحفظك سيدي حمزة».
وغردت نسرين حسين بالانكليزية: «بكل صدق ووضوح لا يهمني من يقف ضد من ومن يقف مع من، أين بلدي الحبيب من كل هذه الدراما؟.. ما أراه بوضوح هو أن الأردن يذهب بشكل مأساوي إلى مرحلة كارثية، ونريد مسؤولاً يقوم بإنقاذه في أسرع وقت ممكن».
وغرَّد علي الطراونة يقول: «القصور في عقلية إدارة الدولة جعلها حبيسة حلول (الاعتقال، التوقيف، الإقامة الجبرية) هذا يُدلل على أن صانع القرار عاجز عن احتواء التحديات المجتمعية إلا من خلال منطق القوة (القوة ليست الحل لكل المشاكل) لكن ما زال في مدرسة الاستبداد من لم يتعلم من غيره ويفهم الدرس على بساطته».
يشار إلى أن أزمة الملك مع أخيه الأمير حمزة بدأت العام الماضي عندما اعتقلت قوات الأمن الأردنية عدداً من مرافقي ومعاوني الأمير، ومن ثم أحيلت القضية إلى محكمة أمن الدولة واشتهرت باسم «قضية الفتنة».
وحوكم في «قضية الفتنة» رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد الذي كان موفدا خاصا للملك إلى السعودية. وأصدرت محكمة أمن الدولة في تموز/يوليو الماضي حكما بالسجن 15 عاما بحقهما بعد إدانتهما بمناهضة نظام الحكم وإحداث الفتنة.
أما الأمير حمزة فظل غائباً عن الأضواء طيلة الفترة الماضية وسط معلومات عن أنه تحت الإقامة الجبرية، إلى أن صدرت رسالة الملك يوم الخميس الماضي، والتي أكد فيها عبد الله الثاني أن الأمير حمزة «سيبقى في قصره» مضيفا «سنوفّر لحمزة كل ما يحتاجه لضمان العيش اللائق، لكنه لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر». أما أفراد عائلته فهم «لا يحملون وزر ما فعل، هم أهل بيتي، لهم مني في المستقبل، كما في الماضي، كل الرّعاية والمحبّة والعناية» وفق تعبير الملك الأردني.
وكان الملك عبد الله قد عين أخاه الأمير حمزة ولياً للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل الملك حسين، حيث كان ابنه الأمير حسين في الخامسة من العمر، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمّى عام 2009 الأمير حسين ولياً للعهد.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron