بغداد: مصطفى مجيد
النجف: حسين الكعبي
شرعت محافظة النجف الأشرف بخطوات جدية لمكافحة التصحر، أبرزها حملات لزراعة أشجار تتحمل الحرارة العالية، لإيقاف زحف الرمال وزيادة الرقعة الخضراء.
بالتزامن مع ذلك، يرى مختص أن ما تتم معالجته سنويا من أراض مبتلاة بالتصحر، لا يعالج المشكلة المتفاقمة، لكون ما يضاف سنويا من أراض رملية أكثر مما تتم معالجته.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن العالم يفقد 691 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية كل عام نتيجة استفحال مشكلة التصحر، بينما يتأثر 100 بلد بالتصحر من خلال إرغام قاطني الأراضي الزراعية على تركها واللجوء للمدن، وتقدر إحصائياتها أعدادهم بمليار نسمة، أي ما يشكل سدس سكان العالم.
وأطلقت دائرة بلدية النجف الأشرف بالتعاون مع العتبة العلوية المقدسة، حملة لتشجير شوارع مركز المدينة والطرق المؤدية لها، بحسب مسؤول إعلام بلدية النجف بشار السوداني، الذي أوضح لـ”الصباح”: أن المرحلة الأولى تتضمن تشجير مسافة عشرة كيلومترات بدءاً من مجسر الرضوية جنوب مدينة النجف مع امتداد الطريق القوسي المحيط بها من الجهة الجنوبية الغربية وصولا إلى ساحة المظفر.
وأضاف أن العتبة العلوية تبرعت بعشرة آلاف شتلة من الأشجار المتحملة للحرارة العالية وقلة المياه، كاشفا عن أن الحملة هي المرحلة الأولى ضمن اتفاق أولي مع العتبة لتشجير الطرق القوسية والحولية المؤدية إلى المدينة بالكامل لتحسين البيئة ومكافحة التصحر.
جهود مكافحة التصحر في العراق تحكمها ظروف وحقائق عدة، بحسب الخبير الزراعي ناصر عبد الأمير، موضحا: أن أي خطط أو برامج تتعلق بذلك، يتوجب أن تأخذ بنظر الاعتبار، مصادر المياه وأنواع النباتات التي يمكن زراعتها في المناطق الصحراوية، إضافة إلى جهود وطرق تثبيت الكثبان الرملية المتحركة، فضلاً عن إمكانية الحصول على مصادر المياه في المنطقة الغربية باعتماد المياه الجوفية التي يتوجب التعامل معها بحذر وعلمية.
وأشار في السياق ذاته إلى أهمية وضع معالجة عاجلة للحد من المعدلات المقلقة لنسب التصحر في العراق، التي أمست تزداد بشكل خطير، في ظل قلة هطول الأمطار، وتنامي العواصف الترابية الإقليمية التي تؤثر بشكل كبير في الواقع البيئي بالدرجة الأولى، مؤكدا أن ما تتم معالجته سنويا من أراض مبتلاة بالتصحر، لا يعالج مشكلة التصحر المتفاقمة، لكون ما يضاف سنويا من أراض رملية أكثر مما تتم معالجته.