الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مع انتهاء “هدنة الأربعينية”.. هل يسير العراق نحو التسوية أم يختار طريق الهاوية؟
تغيير حجم الخط     

مع انتهاء “هدنة الأربعينية”.. هل يسير العراق نحو التسوية أم يختار طريق الهاوية؟

مشاركة » الأحد سبتمبر 18, 2022 8:42 pm

5.jpg
 


مع انتهاء “هدنة الأربعينية” بين الأطراف السياسية في العراق التي تزامنت مع إحياء أربعين الإمام الحسين عليه السلام، يترقب العراقيون التطورات المقبلة في الاحداث بظل استمرار الأزمة السياسية في البلاد، حيث تنقسم التوقعات بين ترجيحات بانفراج قريبة للأزمة، وبين مخاوف من تصعيد جديد يودي بالبلاد نحو المجهول.

ورغم حديث بعض السياسيين في العراق عن انفراجة قريبة في الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد، إلا أن المخاوف تتعاظم من انزلاق البلاد إلى الهاوية في ظل تعنت أطراف الصراع حول مواقفهم، الأمر الذي ينذر باشتعال الأوضاع في أي لحظة وبعيدا عن الحسابات.

ولعل السؤال الأبرز هو : هل يسير العراق نحو الهاوية أم إلى التسوية بعد انتهاء “هدنة الأربعينية” بين الأقوى السياسية المتنافسة؟

بداية يقول الباحث السياسي في الشأن العراقي، رئيس اتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا، الدكتور علي المرعبي، في توقعاته بعد انتهاء “هدنة الأربعينية”، إن “العراق يدخل قريبا في منعطف مفصلي وتاريخي نتيجة انسداد الأفق السياسي لتحقيق المطالب التي يطمح لها الشعب العراقي”.
تصعيد خطير

وأضاف في حديث لـ”سبوتنيك”: “في ظل ازدياد التدخل الإيراني والدولي وغياب القرار الوطني السيادي المستقل، المترافق مع تفاقم البطالة، وتردي التعليم والصحة، وانهيار الاقتصاد بسبب الفساد والسرقات التي يقوم بها أطراف العملية السياسية، فإن الأمور تتجه نحو تصعيد كبير و خطير من الشعب العراقي الباحث عن حقه بالحياة و طرد القوى الخارجية من أراضيه”.

وتابع المرعبي: “لقد شكل الغزو الأمريكي للعراق اللاقانوني و اللاشرعي والقرارات التي اتخذها الحاكم الأمريكي بريمر، بداية مؤسفة لتفكيك مؤسسات الدولة العراقية وانهيار غير مسبوق للعراق، ونشر الطائفية والمذهبية، وتعميم الفساد بواسطة شلة من الخونة الذين اصطحبوهم معهم خلال الغزو، ثم أقدم الغزاة الأمريكيين على الاستيلاء على أموال العراق والسبائك الذهبية من المصرف العراقي الرسمي، وعلى كل عوائده والأصول المالية في بنوك العالم، خاصة بعد قرار الأمم المتحدة بإعلان العراق دولة تحت الاحتلال الأمريكي”.
انفجار مرتقب

وأشار إلى أنه “مع تصاعد المقاومة الوطنية العراقية وإنزال الخسائر البشرية والمادية بقوات الاحتلال الأمريكي، وبدء تحرك الرأي العام الأمريكي، قامت الإدارة الأمريكية بالإعلان عن سحب قواتها من البلد الذي دمرت به كل مقومات الدولة، وسلمت الأمور لعملاء طهران بعد التفاهم معها على كافة التفاصيل”، على حد تعبيره.

وأوضح الباحث السياسي أن “معاناة المواطن العراقي قد وصلت إلى حدود الانفجار الكبير، في ظل طبقة سياسية فاسدة وعميلة، وقامت بعمليات سرقات منظمة ومستمرة لثروات العراق، ولذا نستطيع القول بكل موضوعية أن قراءة متأنية لهذه الأوضاع تشير بوضوح إلى الانفجار الشعبي المرتقب”.
“تكسير عظام”

وحول التوقعات بعد انتهاء “هدنة الأربعينية”، ترى الباحثة في مركز بابل للبحوث والدراسات المستقبلية بالعراق، حوراء الياسري، أن “الشارع العراقي يتجه نحو تصعيد محتمل بعد انتهاء مراسم زيارة الأربعين بين طرفي النزاع (التيار الصدري والإطار التنسيقي)، حيث يعتمد الجانبان سياسة لي الأذرع وكسر العظام، فكلاهما يعتبر أن أي تراجع سيؤدي إلى خسارة لهيبته وكسر شوكته أمام جمهوره”.

وأضافت في حديث لـ”سبوتنيك”: “فمع إصرار الصدر على الانسحاب من مجلس النواب وضرورة حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، لا زال الإطار التنسيقي يشترط القبول بهذا المقترح بشروط متضاربة مع تطلعات الصدر، ومنها الحوار العام والشامل مع جميع الأطراف الذي أشار إليه العامري شريطة القبول بانتخابات مبكرة”.
نحو المجهول

وتابعت الياسري: “متوقع جدا أن يعود الإطار لفكرة التظاهر من جديد وتحويله إلى اعتصام مفتوح، ردا على خطوة الصدر التصعيدية المحتملة بالعودة إلى الشارع بغطاء “تشريني” ومكر صدري، تحت مسمى الثورة العراقية الكبرى ورفض لسيناريو متوقع آخر وهو حل الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وبدعم من مجلس الأمن والأمم المتحدة والذي سيصب في صالح الصدر أيضا، والرفض المستمر بين التيار والإطار قد يذهب بالعراق إلى الانزلاق نحو المجهول وهو خيار لا يحمد عقباه وسيكون وبالا على الجميع”.
ساعة الصفر

وتعليقا على الأزمة الراهنة، والتوقعات مع انتهاء “هدنة الأربعينية”، يقول المحلل السياسي العراقي، موفق الخطاب، إن “جميع المؤشرات والتحضيرات والخروقات والتصريحات والتحركات تنبئ بحدوث أمر جلل يلوح في الأفق، والكل قد وضع يده على الزناد بانتظار ساعة الصفر، وقد تنطلق في أي لحظة وليس شرطا بعد انتهاء الزيارة الأربعينية”.

وأضاف في حديث لـ”سبوتنيك”.. “بما أن جميع الأطراف المتصارعة قد وصلوا إلى نقطة اللاعودة بعد فشل كل المحاولات بالتقريب بينهم بالحد الأدنى، فلا مناص من المواجهة بعد تعنت كل طرف في مواقفه، وما يزيد الوضع احتقانا، هو الموقف اللامبالي من المحكمة الاتحادية في حسم موضوع حل البرلمان وإعطاء تفسيرات مموهة ومميعة لجميع الأطراف والإمساك بالعصا من المنتصف في وقت يجب فيه الحزم، كذلك التدخل الإقليمي السافر وتقوية طرف على حساب الآخر”.
شباب تشرين

وأشار الخطاب إلى أن “الشارع العراقي لم يعد يتحمل هذا الصراع إلى ما لا نهاية وقد سئم من كذب وفساد الطبقة الحاكمة وأحزابها وتحالفاتها الهشة المبنية على مصالح فردية وحزبية”.

وأكد أن “شباب تشرين لن يخوضوا انتفاضتهم المرتقبة بنفس الطريقة بسلميتها وعفويتها التي نادت بالإصلاح فجابهوهم بالحديد والنار، وما زال المجرم مطلق اليد متربعا على جماجم الشهداء، القادم يصعب التنبؤ به لكثرة الأطراف المتصارعة دولا وأحزابا ومليشيات وأفرادا”.
أمراء الحرب

أما الأمين العام لتيار “بناه العراق”، الدكتور رياض الإسماعيلي، فيشير إلى أنه “لم يعد بمقدور المتتبع للمشهد السياسي في العراق التكهن أو الحكم بما يحدث غدا، نتيجة التجاذبات السياسية وتلاطم الأمواج بمقدرات هذا الشعب و الصراعات بين الكتل السياسية التي تحولت إلى إمبراطوريات فساد، وتحول قادتها إلى أمراء حرب يتحكمون بمقدرات هذا الشعب، ويقودون أتباعهم الذين ربطوا مصيرهم معهم من خلال المغريات المادية والارتباط بالوظيفة نتيجة سياسة التجويع أو الخداع المذهبي، وإثارة نعرات الصراع نتيجة التخلف المعرفي وتسطيح العقول، من خلال سياسة ممنهجة ومعروفة”.

وقال الإسماعيلي في حديث لـ”سبوتنيك”، إن “نتيجة الأوراق المختلطة وما أكثرها، برزت طبقة جماهيرية واعية وقرأت المشهد بعقلانية وروية واتخذت موقف المراقب، أما التظاهرات السابقة فبدأت بتنظيم صفوفها وأطلقت دعوتها العامة للخروج بتظاهرة سلمية شاملة، وهناك مؤتمرات وطنية خلال هذا الشهر ستنطلق للمطالبة بإيقاف الدستور وإعلان حكومة مستقلة لتغيير المنهج الخاطئ وتعديل مسار العملية السياسية، وهي تنتظر أن يرى العالم عدالة قضية هذا الشعب لدعم الثورة القادمة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر القادم”.
أزمة سياسية حادة

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أكد في وقت سابق أن بلاده تمر بأزمة سياسية قد تكون الأصعب بعد 2003، لافتا إلى أن لديه أمل وعزيمة لإيجاد حلول لتجاوزها.

وشهد العراق، أواخر الشهر الماضي، اشتباكات دامية راح ضحيتها عشرات القتلى، وعدد كبير من المصابين، عقب اقتحام أنصار التيار الصدري عددا من المقار الحكومية في بغداد، فور إعلان زعيم التيار، مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي.

وجاء قرار الصدر باعتزال العمل السياسي، بعد أشهر من الصراع الذي خاضه التيار ضد الإطار التنسيقي “الذي يضم أحزابا وقوى شيعية”، من أجل تشكيل حكومة أغلبية، بعد فوز التيار الصدري بالأغلبية في البرلمان، كما يطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.

ولاحقا، انسحب أنصار الصدر من الشارع امتثالا لتوجيهات زعيم التيار، الذي انتقد العنف الذي تخلل الاحتجاجات، وبالمقابل يصر الإطار التنسيقي، على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، وتشكيل الحكومة بعيدًا عن التيار الصدري.

وندد التيار الصدري، على لسان وزير الصدر، محمد صالح العراقي، بطلب الإطار التنسيقي، عودة البرلمان للعمل من أجل تشكيل حكومة جديدة.

ويعاني العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، في أكتوبر 2021، من أزمة سياسية حادة، حيث لم تفض المشاورات بين الأطراف السياسية لتسمية رئيس للوزراء إلى نتيجة.

المصدر: وكالة سبوتنيك
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير