الوثيقة | مشاهدة الموضوع - حسن نصر الله في خطابه: إسرائيل وافقت على شروطنا حول “الحدود البحرية”
تغيير حجم الخط     

حسن نصر الله في خطابه: إسرائيل وافقت على شروطنا حول “الحدود البحرية”

مشاركة » الاثنين سبتمبر 19, 2022 3:39 pm

16.jpg
 
لقد حصل قائد الجيش اللبناني، الجنرال جوزيف عون، على نعمة في الأسبوع الماضي؛ ففي احتفال رسمي تسلم الدفعة الثانية التي وعدت قطر بنقلها للجيش اللبناني، وعلى الأقل سيكون لدى هذا الجنرال في الفترة القريبة ما يدفع منه رواتب جنوده. 60 مليون دولار هو إجمالي المساعدة المالية التي حصل عليها الجيش اللبناني الفقير، إضافة إلى احتياجات الغذاء الضرورية المخصصة لغرف طعام الجيش. قبل سنة تقريباً، أثار عون عاصفة عندما خرج لجمع الصدقات وطلب من نظيره الفرنسي رزمة مساعدات مستعجلة، فيها، ضمن أمور أخرى، الحليب والطحين وقطع غيار لسيارات الجيش. أكثر من أربعة آلاف جندي تركوا صفوفه للحصول على عمل يعيلهم وعائلاتهم. وقبل ذلك، وجه عون إصبع الاتهام إلى النظام في لبنان عندما انتقد قادته، وقال: “من أنتم أصلاً؟ وما خططكم؟”، أي كيف تنوون، أيها الزعماء الفاسدون، أن تحافظوا على وجود الجيش الوطني للدولة.

عون، المسيحي الماروني (58 سنة)، (لا توجد قرابة بينه وبين الرئيس اللبناني ميشيل عون)، شخص مثير للانطباع، مثقف ويتحدث أربع لغات، لديه تدريب وتجربة، كما يجب أن يكون لقائد رفيع في الجيش اللبناني، وهو مهذب أيضاً. بعد شهر ونصف ستنتهي فترة ولاية الرئيس عون. ومن الآن بدأ الحديث عن أن الجنرال هو مرشح مناسب لوراثته. جوزيف عون ليس المرشح المفضل لـ “حزب الله”، الذي يريد أن يرى سليمان فرنجية في القصر في بعبدا، ولكن توجد علاقة جيدة بينه وبين الجنرال رغم المواجهات التي حدثت في السنوات الأخيرة بين الجيش ومقاتلي “حزب الله” في المظاهرات الكبيرة التي جرت ضد النظام. إذا أراد عون، العسكري، أن يكون رئيساً لدولة هادئة فسيحتاج إلى الحرص على احترام شريكه في الحكم.

طاولة نصر الله مكتظة. وعليه قبل الحسم في قضية الرئاسة أن يصادق على تشكيل الحكومة وإعطاء المصادقة على الاتفاق حول موضوع الحدود البحرية الآخذ في التبلور بين إسرائيل ولبنان. حسب تقارير لبنانية، عرض حسن نصر الله على الرئيس اقتراحاً، يفيد بأن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، الذي تم تعيينه رئيساً للحكومة الانتقالية وبعد ذلك رئيساً دائماً للحكومة، يواصل شغل منصبه، وتواصل الحكومة السابقة عمله بدلاً من تشكيل حكومة جديدة.

حسب رأي حسن نصر الله، لا أهمية لنتائج الانتخابات التي جرت في أيار الماضي، أو غضب الجمهور الموجه للنظام أو الأزمة الاقتصادية التي تحتاج إلى قيادة جديدة وقوية؛ أي ما كان سيكون. يبدو أنه اقتراح مقبول لدى الرئيس ورئيس الحكومة، لذلك سيكون مقبولاً أيضاً للبرلمان، الذي قد يصادق على الحكومة. إذا كان هذا حال القرار النهائي فربما يعرض لبنان على المجتمع الدولي، لا سيما الدول المانحة والمؤسسات المالية، هيئة متفقاً عليها ومسؤولة، بحيث يمكن البدء في ضخ الأموال لها. في الواقع، يدور الحديث عن نفس الوزراء الذين دهوروا لبنان إلى الدرك الأسفل الاقتصادي، والذين بسببهم أجريت الانتخابات، لكنها حقيقة يجب ألا تزعج أحداً.

بخصوص ترسيم الحدود البحرية، في الخطاب الذي ألقاه حسن نصر الله السبت الماضي لإحياء ذكرى اليوم الأربعين على موت الأمام الحسين، مؤسس الشيعة والذي قتل في كربلاء في العام 680م، طرح نصر الله رؤية مرتبة: “يقف لبنان أمام فرصة تاريخية لن تتكرر. هذه فرصتنا الوحيدة لاستخراج النفط والغاز لمعالجة الأزمة الاقتصادية وحياتنا”، قال. يبدو أنه موقف يعطي فيه حسن نصر الله مباركة للاتفاق، بعد التهديدات التي وجهها لإسرائيل والولايات المتحدة. حسن نصر الله، كرئيس دولة، وضع شروط الحصول على موافقته، وقال أيضاً بأن إسرائيل وافقت عليها. “قبل بضعة أيام، أرسلنا رسالة غير علنية لإسرائيل حذرنا فيها بأنه إذا ما تم البدء في الاستخراج من حقل كاريش فمعنى هذا الأمر سيكون مشكلة. وقد تم تسلم توضيح علني من إسرائيل، جاء فيه بأن ما يحدث في حقل كاريش ليس استخراجاً للنفط أو الغاز، ولا حفراً، بل إعداد للأنابيب”.

أكد حسن نصر الله بأن حزبه ليس طرفاً في المفاوضات. “نتابع المفاوضات التي تجريها الحكومة اللبنانية عن كثب”. لا حاجة لتفسير مفصل أكثر لموقف توازن الردع الذي وضعه نصر الله في مسألة ترسيم الحدود. الحكومة اللبنانية ليست سوى موظف مطلوب منه التوقيع على الوثيقة، التي سيصادق عليها رئيس مجلس الإدارة في البداية. ولأن إسرائيل، حسب حسن نصر الله، تسملت الرسالة التي أرسلها لها وردت كما هو متوقع، فثمة تقدير بأن صياغة الاتفاق النهائي وصلت إلى المراحل الأخيرة. ولكن من الجدير إضافة ملاحظة تحذير: الحديث يدور عن لبنان، كل شيء فيه متوقع، حتى الحرب في اللحظة الأخيرة.

هناك موضوع تاريخي صغير آخر نسي تقريباً. يوم الأربعين للأمام الحسين هو أيضاً الذكرى السنوية الأربعين لمذبحة صبرا وشاتيلا. سعى حسن نصر الله لإحياء ذكرى هذه المذبحة التي ما زال هناك خلاف حول عدد القتلى فيها، 800 – 3000 شخص. كانت فرصة لتصفية الحساب مع الكتائب والقوات اللبنانية المسيحية، خصومه السياسيين. “العدو الإسرائيلي كان أحد المشاركين في المذبحة، ولكن كانت هناك مجموعات لبنانية معروفة مسؤولة عنها، وتعاونت معه… المذبحة جزء من لبنانكم. جزء مما فعلته أيديكم. هو صورتكم الحقيقية”، قال حسن نصر الله.

بقلم: تسفي برئيل

هآرتس 19/9/2022
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron