الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا يستمر القصف الإيراني لمواقع المعارضة في كردستان العراق؟
تغيير حجم الخط     

لماذا يستمر القصف الإيراني لمواقع المعارضة في كردستان العراق؟

مشاركة » الأربعاء نوفمبر 23, 2022 12:34 pm

12.jpg
 
كثّف الحرس الثوري مؤخرا عملياته العسكرية ضد ما يصفها بأنها "جماعات إرهابية انفصالية تأخذ من منطقة كردستان العراق مقرا لزعزعة الأمن في إيران".

ميدل ايست نيوز: بعد أن دأبت قوات الأمن الإيرانية على الاشتباك المسلح مع جماعات كردية معارضة على الحدود المشتركة مع العراق طوال الأعوام الماضية، كثّف الحرس الثوري مؤخرا عملياته العسكرية ضد ما يصفها بأنها “جماعات إرهابية انفصالية تأخذ من منطقة كردستان العراق مقرا لزعزعة الأمن في إيران”.

ومع دخول الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني شهرها الثالث، يتواصل قصف الحرس الثوري المتجدد لمقار الأحزاب الكردية المعارضة بالمدفعية والصواريخ والمسيرات، وسط بيانات رسمية تعتبر العمليات “دفاعا عن النفس”، وتهدد بأن طهران لن تتهاون بشأن أمنها الحدودي، وسترد على تهديدات “الجماعات الانفصالية”، حسب ما أفادت به قناة الجزيرة.

وتصنّف إيران أحزابا كردية معارضة لها تتمركز في شمال العراق -مثل حزب الحياة الحرة لكردستان، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وحزب كوملة- بأنها “إرهابية مسلحة”، متهمة إياها بالعمل على تجزئة البلاد وانفصال المناطق الكردية عن الجمهورية الإسلامية.
أسباب القصف

ويعزو الباحث السياسي الإيراني حسن هاني زاده سبب قصف الحرس الثوري لمقار المعارضة الكردية المتمركزة شمالي العراق إلى دورها في احتجاجات بلاده الأخيرة، وكشف عن تسلل نحو 1200 عنصر كردي معارض عبر الحدود المشتركة مع إقليم كردستان العراق، ودخولهم الأراضي الإيرانية عقب وفاة الشابة مهسا أميني منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وكشف هاني زاده عن أن التقارير الأمنية الإيرانية تظهر أن هذه العناصر انطلقت من 50 قاعدة تابعة للجماعات المسلحة شمالي العراق، وقد تم القبض على أعداد منها وكانت بحوزتهم أسلحة خطيرة.

وأضاف أن العدد الآخر لا يزال ماضيا في “إثارة الشغب وعمليات التخريب”، مستدركا أن هذه العناصر كانت مدربة مسبقا على يد ضباط أجهزة الاستخبارات الأجنبية، ولا سيما الموساد الإسرائيلي والسي آي إيه الأميركي، على حد قوله.

وكان اللواء محمد تقي أصانلو قائد مقرّ حمزة التابع للحرس الثوري غربي البلاد، أعلن الأسبوع الماضي عن اعتقال أكثر من 100 عنصر مسلح من الأحزاب الكردية المعارضة في الاحتجاجات الأخيرة، مضيفا أن قوات الأمن الإيرانية تمكنت كذلك من توقيف شحنات سلاح مهربة عبر الحدود المشتركة الواقعة شمال غربي البلاد.
تحييد التهديدات

وتابع هاني زاده أن طهران تواصلت مرارا مع السلطات العراقية في بغداد وأربيل، وطالبت بنزع سلاح هذه الجماعات المعادية وطردها من العراق، إلا أنها لم تلمس تحركا جادا للوفاء بالاتفاقات الثنائية بينهما، مما يفرض على القوات المسلحة الإيرانية التحرك العملي لتحييد التهديدات التي تستهدف أمنها القومي.

وخلص الباحث الإيراني إلى أن بلاده سوف تواصل استهداف مقار الأحزاب الكردية حتى القضاء عليها نهائيا أو طردها من الأراضي العراقية، على غرار عناصر مجاهدي خلق التي أجبرت على إخلاء معسكر أشرف في ديالى عام 2013.

وفي بيانه الأخير، أعلن الحرس الثوري فجر أمس الاثنين أن ضرباته ألحقت أضرارا كبيرة بمن سماهم “الإرهابيين التابعين للاستكبار العالمي في كردستان العراق”، مضيفا أنه “على العراق إخراج المجموعات المعادية لنا والمدعومة من واشنطن وتل أبيب من أراضيه”.

من جانبه، يرى الباحث الإيراني في الشؤون السياسية رضا صدر الحسيني، في “تطور نشاط الأحزاب الكردية المعارضة لإيران وتجاوزها الخطوط الحمر” عاملا وراء تجدد عمليات الحرس الثوري ضدها، مؤكدا أن هذه الجماعات أقدمت على خطوات معادية تهدّد الأمن القومي الإيراني لا يمكن السكوت عنها.
نشاط متزايد

وتابع صدر الحسيني قائلا إن “تحريات الأجهزة الأمنية الإيرانية تظهر أن نحو 30% من مثيري الشغب في المناطق الكردية الإيرانية كانوا على علاقة بالجماعات الانفصالية المسلحة، وقد تلقى بعضهم تدريبات في مقار الأحزاب الكردية المعارضة لطهران شمالي العراق”.

وكشف الباحث الإيراني عن اتفاق الجانبين الإيراني والعراقي على نزع سلاح هذه الجماعات الكردية المعارضة لإيران خلال الأيام العشرة القادمة، مؤكدا أن أصابع الحرس الثوري ستبقى على الزناد حتى تحييد خطر هذه الجماعات الانفصالية.

وأشار إلى أن احتجاجات المناطق الكردية المحاذية لمنطقة كردستان العراق كانت أكثر عنفا مقارنة مع المناطق الإيرانية الأخرى، حيث بلغت حدّ تصفية عدد من العناصر الأمنية الإيرانية وإحراق منازلهم، عازيا السبب إلى حملات الدعاية التي تقوم بها المعارضة الكردية في بعض المدن غربي إيران.

وأوضح صدر الحسيني أنه خلال الشهرين الماضيين تبيّن أن عددا من أقرباء الشابة الكردية مهسا أميني التي توفيت إثر توقيفها في مقر شرطة الأخلاق الإيرانية، كانوا على علاقة رسمية مع الأحزاب الكردية المعارضة لطهران، وتسببت مواقفهم -بعد خروجهم من البلاد- في صب الزيت على نار الاحتجاجات.

وعن تداعيات استمرار القصف الإيراني لمقار الأحزاب الكردية المعارضة لطهران على الأراضي العراقية، وعما إذا كان تكرارها سيضر بالعلاقات بين البلدين الجارين، قال الباحث الإيراني إن الاتصالات مستمرة بين طهران وبغداد، وإن “العمليات لا تنوي سوى صد التهديد الموجه لإيران وتفكيك معاقل الجماعات الإرهابية”، على حد تعبيره.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير