الوثيقة | مشاهدة الموضوع - جيريمي كوربن: في كاليه.. تدفع بريطانيا المال وتوفر الهرا وات والرصاص للفرنسيين لقمع اللاجئين
تغيير حجم الخط     

جيريمي كوربن: في كاليه.. تدفع بريطانيا المال وتوفر الهرا وات والرصاص للفرنسيين لقمع اللاجئين

مشاركة » الأحد يناير 22, 2023 12:40 pm

17.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” مقال رأي للنائب في البرلمان البريطاني، وزعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربن، شرح فيه سياسات الكراهية التي تمارسها حكومة المحافظين تجاه المهاجرين وذلك بعد زيارة قام بها إلى معبر للمهاجرين في كاليه الفرنسية.

وتحت عنوان “لو كان لديك شك في الآثار البغيضة لسياسة الهجرة للمحافظين، اذهب إلى كاليه وعاين ما رأيت”. وقال إن مخيمات اللاجئين في كاليه ينتشر فيها المرض والعنف والفقر، فالفرنسيون خلقوا مكان إرهاب بائسا دفعت الحكومة البريطانية لهم لكي يقيموه.

وقال: “الجحيم هو أرض لا أشجار فيها تتعرض للغاز المسيل للدموع وتزحف فيها الأمراض المعدية، والجحيم هو طفل ينقب في النفايات للنجاة، والجحيم هو مخيم لجوء في كاليه”.

وقال كوربن: “في كل مرة أزور فيها، أتعلم المزيد حول الظروف الشيطانية التي أجبر البشر على تحملها في المخيم، بعد فرارهم من رعب الحروب والكوارث الطبيعية والفقر. وقد ضحى اللاجئون هناك بكل شيء من أجل الوصول لمكان الأمان”.

وبدلا من ذلك وجدوا أمامهم “أرضا قاحلة، وخيامهم تسبح بالوحل، التي تمنحهم حماية من البرد القارس، ويتسول الأطفال من أجل الماء الملوث بالبراز، حيث تندفع الجرذان إلى بيوت الناس المؤقتة”.

ويقول إن الرجفة التي تعتري الإنسان لرؤية جرذ لا تقارن بعويل الأطفال الذين يتوقون لحضن الأم.

فواحد من أهم نقاط الفصل في الموقع هي كاليه، فبعد تدمير “الغابة” عام 2016، فرض الفرنسيون محور “نقاط التثبيت الصفرية” لمنع اللاجئين من الإقامة في مناطق أخرى، وتتم عمليات الإجلاء بشكل يومي حيث تصادر أو تدمر الأغطية والخيام والهويات والهواتف المحمولة والأدوية. وفي حملة المضايقة هذه، يتعرض المهاجرون للضرب والرصاص المطاطي ويختنقون بالغاز المسيل للدموع.

ونقل كوربن عن مراقبي حقوق الإنسان المستقلين في شمال فرنسا، أنهم كانوا شهودا على تصرفات السلطات الفرنسية التي بالت على أمتعة الناس. وفي عمليات المضايقة، يتم فصل الأطفال عن أمهاتهم، وعادة ما تكون هي المرة الأخيرة التي يشاهدون فيها بعضهم البعض، على الأقل أحياء.

ويقول كوربن: “ربما كانت السلطات الفرنسية هي من يهاجم اللاجئين، لكن الحكومة البريطانية هي من يعطيهم الهراوات والطلقات”. وأضاف أن الحكومة البريطانية دفعت في عام 2021، 55 مليون جنيه إسترليني لحرس الحدود الفرنسي لمنع أي محاولة لعبور الحدود إلى الأراضي البريطانية. وتنفق الأموال على الأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة وتكنولوجيا الاستشعار. وعلق كوربن أن بريطانيا التي تحاول التحلل من واجباتها الدولية تجاه اللاجئين تقوم بدفع المال لفرنسا لتجريم المهاجرين.

ولدى الشرطة نفس الرغبة كالحكومتين الفرنسية والبريطانية وهي اختفاء المهاجرين. وحتى قبل تولي سويلا برافرمان، وزارة الداخلية، كانت بريطانيا هي الأقل بين الدول الأوروبية في مجال قبول طلبات اللجوء.

وبالنسبة للكثير، فتذكيرهم أن خططهم تجاه اللاجئين تعد خرقا لميثاق الأمم المتحدة 1955 والميثاق الأوروبي حول اللاجئين، ربما يدفعهم لإعادة النظر في سياساتهم، لكن ليس وزيرة الداخلية برافرمان، فهي ترى ضرورة انتهاك هذه المواثيق لمنع المهربين من جلب المهاجرين.

ولم يردعها القانون الدولي، فبرافرمان تريد تحقيق حلمها ورؤية الطائرات تنقل المهاجرين إلى رواندا.

ويقول كوربن إن الحكومات المتعاقبة التي عملت على تجريم اللاجئين، قامت بالتخلي عن مسؤوليتها الدولية للقطاع الخاص. وأشار إلى “نداء كاليه” وهي مظلة لثماني منظمات تقوم بتوفير الدعم الإنساني لمن هم بحاجة إليه. ويعمل الفريق الملتزم والمتطوعون على ملء الفراغ الذي خلقه الفرنسيون والبريطانيون بأفعالهم المتهورة.

وعندما سأل كوربن عما يجب عمله والمساعدة في الجهود، قالوا التبرع توفير طرق للأمان. وأضافوا “يمكننا منع الناس من الغرق في البحر عبر السماح لهم بالوصول إلى هنا من خلال العبّارات والقطارات والطائرات” كما يقول. و”بدلا من تمويل القمع للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى شواطئنا، على بريطانيا لعب دور قيادي في إحياء الالتزام بحقوق المشردين حول العالم”.

ويقول إن الطريقة الوحيدة التي نستطيع فيها هزيمة سياسة الكراهية هي سياسة العطف. ويجب الاعتراض على سياسة المحافظين تجاه اللاجئين، ليس لأنها تفتقد الحكمة المالية، بل لأنها تفتقد الاحترام الأساسي لحقوق الإنسان. مضيفا: “اللاجئون ليسوا بيدقا يمكن للساسة اللعب به، فهم بشر لديهم آمال وأحلام ويجب عدم التضحية بها من أجل حسابات الانتخابات”.

ويشير كوربن إلى أن بريطانيا بحاجة إلى سياسة هجرة قائمة على العطف والكرامة والعناية، وتعمل على إنهاء الفقر والانهيار البيئي والحروب والتشرد حول العالم، ووقف الخطاب البغيض عن “الغزاة” واستبداله بخطاب قوي: اللاجئون مرحب بهم هنا.

وكما تكتب راسن شاير في قصيدتها: “لا يُلقي أحد أبناءه في المياه إلا عندما تكون المياة آمنة أكثر من اليابسة”. وبالنسبة للكثيرين، فالسياسة البراغماتية هي أهم من سياسة المبادئ، وربما غيرت رحلة لهم إلى كاليه من مواقفهم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير