الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لقادة إسرائيل: لا تتنازلوا عن التطبيع مع السعودية
تغيير حجم الخط     

لقادة إسرائيل: لا تتنازلوا عن التطبيع مع السعودية

مشاركة » الأربعاء مارس 15, 2023 3:25 am

4.jpg
 
عقد مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لقاءات مهمة جداً مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان وفريقه، بمشاركة نائب رئيس هيئة الأمن القومي غيل رايخ، ومندوبين آخرين. كان للقاء أهمية عليا بالتقدم المشترك.

وحسب البيان المشترك الذي صدر بعد اللقاء، ثمة تفاهمات بين الطرفين لكن لا تزال هناك خلافات حول طريقة العمل اللازمة، وأساساً الوتيرة. وفقاً لسلم الأولويات الذي قرره رئيس الوزراء نتنياهو، فإن إيران والسعودية على رأس القائمة الإسرائيلية، أما المضيفون فطرحوا أيضاً أسئلة عن السلطة الفلسطينية، والحرم والضفة، وروسيا وأوكرانيا والصين.

إيران والسعودية كانتا بالفعل في مركز الحديث، في ضوء استمرار السلوك الإيراني العدواني في النووي وفي دعم الإرهاب، والمخاطر كنتيجة لتقربها من روسيا ودعمها لها في حربها في أوكرانيا، ومحاولات إيراني للتموضع في سوريا. واضح أن أهمية توثيق التعاون مع السعودية طرحت في اللقاءات التي جرت قبل بيانات عن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، برعاية الصين.

طهران في الطريق إلى الخط الأحمر

صورة الوضع الاستخباري حول الوضع النووي واضحة للدولتين. والمعنى الناشئ عنها والأعمال الفورية التي يجب اتخاذها غير متفق عليها بعد. لقد خصبت طهران كميات من اليورانيوم تكفي لبضع قنابل بمستوى 60 في المئة. وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد وصلت طهران لتخصيب ما نسبته 84 في المئة أيضاً وقد تنتقل فوراً إلى تخصيب بنسبة 93 في المئة المناسبة للقنبلة. إضافة إلى ذلك، تمنع إيران مراقبي الوكالة من الوصول إلى مواقع مشبوهة وترفض الإجابة عن أسئلة الوكالة.

جوهرياً، لا يوجد معنى حقيقي للفرق بين التخصيب إلى 60 في المئة أو إلى 84 في المئة ولا حتى إلى 93 في المئة. فقد بدأت المشكلة الحقيقية عندما انتقلت طهران إلى تخصيب مكثف بنسبة 20 في المئة، ومر العالم على ذلك مرور الكرام. فالتخصيب إلى 20 في المئة يشكل نحو 70 في المئة من الزمن اللازم للوصول إلى 90 في المئة، ويتطلب تقريباً 100 في المئة من المعرفة التكنولوجية اللازمة لذلك. وبالمقابل، من المهم أن نتذكر بأن العالم اعتبر الاقتراب من التخصيب لـ 90 في المئة خطاً أحمر، والسلوك الإيراني الاستفزازي والاستخفافي وأساساً انعدام الرد العالمي أمر إشكالي جداً. يجب أن تعاقب إيران على سلوكها، على الأقل الآن، في رد واضح ومناسب.

لدى إسرائيل رغبة حقيقية لمساعدة الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق جيد واسع وشامل يغلق كل القنوات الإيرانية إلى القنبلة لفترة طويلة جداً. ولن يحصل هذا قبل أن تستوعب إيران بأن إسرائيل و/ أو الولايات المتحدة ستهاجمها في إيران. ومع أن لإسرائيل قدرات مستقلة، فمن المجدي أن تشارك الولايات المتحدة في الاستعدادات والهجوم.

يحظر على إسرائيل بأي حال أن تطلب من الولايات المتحدة ميزانية إضافية أو أسلحة إضافية. ما تحتاجه إسرائيل من الولايات المتحدة هو المرونة وتقديم موعد التوريد للأسلحة التي سبق أن اشتريت (مثل طائرات شحن الوقود) أو توشك على أن تشترى وزيادة مكثفة للنصب المسبق في إسرائيل بأسلحة متطورة (JDAM، مدفعية وغيرها) وفي المستقبل أيضاً أسلحة دفاعية فاعلة من أنواع مختلفة من إنتاج إسرائيلي/أمريكي، بما فيها صواريخ الاعتراض، وبالطبع بعد أن تشترى لاحتياجات أمريكية وتنصب في هذه الأثناء في إسرائيل.

إسرائيل والولايات المتحدة ملزمتان بوضع تهديد عسكري حقيقي ورسالة جاهزية حقيقية للعمل بشكل مشترك. ثمة أهمية عالية لقول أمريكي واضح بأن لإسرائيل قدرة مستقلة لمهاجمة إيران، وأن الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا الهجوم، من قبل ومن بعد. إذا ما حصل هذا، إلى جانب ضغط اقتصادي مكثف ودعم فاعل للاضطرابات في إيران، فلعله يؤدي إلى تغيير في إيران. وإلا، ينبغي تنفيذ التحذيرات عندها.

ميزان العلاقات الجديد مع السعودية

لقد عقد اللقاء المذكور قبل البيان المفاجئ عن استئناف علاقات السعودية وإيران، الذي يشكل تدهوراً ذا مغزى في ميزان القوى في الخليج وفي العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، وبالطبع يؤثر على إسرائيل أيضاً. تضمن الإعلان موقفاً من استقلالية كل دولة وقدرتها على أن تقرر طريقها في المستقبل، وربما في ذلك تلميح من جانب السعودية بالذات لرغبة مستقبلية للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل.

رغم الإعلان، لا تزال هناك إمكانية للإصلاح، ولا يزال هناك ما يمكن اقتراحه على السعودية، وأساساً من جانب الولايات المتحدة، ومن جانب إسرائيل. ربما تقترح الولايات المتحدة على السعودية تعاوناً واتفاقات كتلك التي لها مع إسرائيل والهند وتايوان، دون المس بالتفوق النوعي الإسرائيلي، مثل تورد عتاد عسكري محدد مسبقاً غير منوط بالسياسة الأمريكية الداخلية، وقتال حقيقي مشترك ضد العدوانية الإيرانية رغم استئناف العلاقات، واتفاق تجارة حرة، وتعاون إقليمي مع إسرائيل في التنمية والتكنولوجيا وحتى دخول مستقبلي لتعاون في الدفاع ضد الصواريخ حين يتاح، بما في ذلك توريد أسلحة منسقة أمريكيا – إسرائيليا.

على أي حال، ليس صحيحاً أن تقترح الولايات المتحدة على السعوديين دائرة وقود نووي كاملة ومستقلة ووعود لا يكون ممكناً تنفيذها في الكونغرس، مثل ميثاق دفاع كامل على نمط الناتو والـ Article 5.

أما السعوديون بالمقابل، فيمكنهم أن يقدموا للولايات المتحدة ولإسرائيل اتفاق سلام كاملاً، بما في ذلك جلب دول إضافية (ماليزيا، إندونيسيا، الباكستان) إلى طاولة المباحثات. وبالطبع، كم المهم ألا يحسنوا العلاقات مع إيران وبالتأكيد ليس مع الصين.

الموضوع الصيني الذي طرح على هوامش اللقاءات في واشنطن على ما يبدو، مهم جداً للولايات المتحدة، خصوصاً بعد أن كانت الصين هي العراب في التقدم بين السعودية والولايات المتحدة، ما يشكل “إصبعاً مزدوجاً في العين” الأمريكية. إسرائيل ملزمة بتبني النهج الأمريكي بكامله، واختيار الجانب الأمريكي في كل نزاع، بما في ذلك التعاون مع الولايات المتحدة في دعم تايوان.

بقلم: يعقوب نيجل

إسرائيل اليوم
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron