بيروت – «القدس العربي»: لم تمض 24 ساعة على رد “حزب الله” بصواريخ “فادي1″ و”فادي 2” على ضواحي حيفا مستهدفاً قاعدة “رامات ديفيد” ومجمعات صناعات عسكرية، حتى صعّدت إسرائيل غاراتها بشكل وحشي وارتكبت مجازر في أكثر من منطقة جنوباً وشرقاً وشمالاً، أوقعت حسب آخر أرقام لوزارة الصحة اللبنانية أكثر من 350 شهيدا بينهم 24 طفلا وجرح 1246.
ووصلت الغارات إلى بيروت العاصمة وطالت الاعتداءات للمرة الأولى جرود منطقة بنت جبيل واستعملت فيها غزارة نارية غير مسبوقة أدت إلى نزوح جماعي كبير من الجنوب تسبب في أزمات سير خانقة وفتحت المدارس والمؤسسات الرسمية لاستقبال النازحين في الجبل وبيروت.
اللافت غياب الموقف الأمريكي والأوروبي الرادع لتوسيع الحرب، الأمر الذي فسره محللون بأنه “كرت أبيض” لنتنياهو لشهرين حتى حلول الانتخابات الأمريكية، في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث العسكري الإسرائيلي عن عدم استبعاده الدخول البري إلى لبنان، قائلا إن إسرائيل “ستفعل كل ما هو ضروري”.
وقال جيش الاحتلال إنه هاجم خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 1100 هدف في لبنان باستخدام ما يزيد عن 1400 نوع من الذخيرة عبر نحو 650 طلعة جوية.
ومما أشعل الموقف وزاده تعقيداً تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ أطلقت طائرات حربية ستة صواريخ على مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، مستهدفة حسب ادعاء صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قائد الجبهة الجنوبية علي كركي.
وعلى الفور ضربت عناصر “حزب الله” طوقاً أمنياً في مكان الغارة وهرعت سيارات الإسعاف لنجدة المصابين. وتوقع محللون رداً قوياً من الحزب على الاستهداف. ولم ينفجر بعض الصواريخ التي أطلقت وسقط 7 جرحى بينهم حالة حرجة جداً، وأعلن الحزب بعدها أن كركي نجا من محاولة الاغتيال.
وردّ “حزب الله” بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه منطقة إصبع الجليل، وبعد الظهر طالت الصواريخ منطقة وسط حيفا للمرة الأولى وجنوب حيفا، وصفد والكرمل وغرب بحيرة طبريا ومنطقة “هشارون” في تل أبيب ومناطق قريبة من مطار بن غوريون. وتحدث الاعلام الإسرائيلي عن توسيع “حزب الله” نطاق إطلاق الصواريخ وإصابات عديدة.
وترافقت الغارات مع تهديدات إسرائيلية للسكان بإخلاء المنازل التي يزعم أن “حزب الله” حوّلها إلى ثكنات عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ.
واستمرت الغارات المعادية طيلة النهار وشملت أقضية النبطية وصور وبنت جبيل مخلّفة مئات الشهداء والجرحى، حيث كانت غرفة عمليات الطوارئ في وزارة الصحة تصدر تحديثاً لعدد الضحايا الذي وصل مساءً إلى 350 شهيداً و1200 جريح قد يكون بينهم مسؤول للحزب في قضاء صور، إضافة إلى أضرار جسيمة في المنازل والسيارات والمحال التجارية واشتعال الحرائق. وتسببت هذه الغارات بحركة نزوح كثيفة من قرى وبلدات الجنوب حيث شهد الأوتوستراد الساحلي من صور إلى صيدا وصولاً إلى مثلث خلدة وبيروت زحمة سير خانقة.
وإزاء حركة النزوح الكبيرة، أوعز وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بفتح المدارس، فيما بدأ العديد من المدارس والمعاهد الرسمية في بيروت والشمال وفي مناطق جبل لبنان وتحديداً الشوف وعاليه وبعبدا باستقبال النازحين.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية “بأن العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء” .
وتأثرت حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وأوقفت 14 شركة طيران رحلاتها إلى لبنان حسب ما افاد كشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود.
ومساءً قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة سترسل عدداً صغيراً من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط تحسباً لتصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية، لكنها لم تحدد العدد بدقة أو مهمة القوات المرسلة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر لصحافيين “زيادة في توخي الحذر، نرسل عدداً صغيراً إضافياً من أفراد الجيش الأمريكي لتعزيز قواتنا الموجودة بالفعل في المنطقة” .
رجل أعمال مقرّب من نتنياهو: الأردن بعد لبنان وغزة
هدّد رئيس اتحاد المقاولين الإسرائيليين السابق روني مزراحي، في حديث لوسائل الإعلام الإسرائيلية، الأردن، في معرض حديثه عن الدمار الكبير الذي فعله الاحتلال في غزه وجنوب لبنان.
وقال مزراحي، وهو رجل أعمال مقرّب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: “ما نراه في لبنان اليوم سيكون في الأردن تاليا” .
وأضاف: “لا نريد أن نؤذي الناس، بل نريد تدمير المنشآت، وهذا ممكن، ولدينا القدرات لذلك، لأن الدولة التالية ستكون الأردن” .
إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل كلها لأسبوع
صدّقت حكومة الاحتلال بشكل مستعجل على إعلان حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية في كل أنحاء إسرائيل.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن “قرار التصديق على إعلان حالة الطوارئ سيدخل حيز التنفيذ فورا ولمدة أسبوع”.
وعاشت مناطق واسعة في الشمال الإسرائيلي أمس الإثنين حالة استنفار وطوارئ لليوم الثاني على التوالي، بعد أن استهدف “حزب الله” مناطق في الجليلين الأعلى والأسفل ومنطقة حيفا بصواريخه.
وأسرع سكان في مدينة حيفا الى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار مساء أمس، وفق ما نقلت مراسلة لوكالة فرانس برس. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن نحو نصف مليون تلميذ إسرائيلي سيشملهم حظر التعليم في منطقة الشمال، بعد ان انتقلت كل الضفوف الدراسية في الشمال وما بعده لتصبح عن بعد، من بينها 110 في منطقة حيفا وحدها.