غزة – خاص بـ “رأي اليوم”- نادر الصفدي:
داخل الغرف المُغلقة، تعكف الكثير من الأوساط على صياغة مبادرة “تحظى بقبول جميع الأطراف” وقد تكون الحاسمة والأخيرة من أجل وقف إطلاق النار وبشكل دائم في قطاع غزة، وبدء مرحلة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس”.
ورغم أن الجانب الإسرائيلي يرفض وبشكل قاطع أي مبادرات توقف الحرب في غزة قبل “تحقيق الأهداف” التي يتغنى بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طوال أيام التصعيد في قطاع غزة، إلا أن التحركات هذه المرة قد تكون مختلفة عن سابقاتها، وفق ما تُروج له الكثير من وسائل الإعلام.
فخلال الساعات الماضية كثر الحديث عن مبادرات تُطرح على الطاولة من هناك وهناك من أجل وقف إطلاق النار بغزة، وأن هناك حركة للوسطاء غير مسبوقة في العواصم العربية من أبرزها الدوحة والقاهرة، من اجل التوافق على صيغة توقف المجازر التي تجري بالقطاع والمستمرة منذ 389 يومًا.
ولعل آخر هذه المبادرات ما كشف عنه، 3 مسؤولين إسرائيليين بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، بحث مع نظيريه الإسرائيلي والقطري خلال اجتماع يوم الأحد صيغة جديدة حول غزة وتبادل الأسرى تفيد بوقف القتال لمدة 28 يومًا، مع إطلاق حركة “حماس” سراح حوالي 8 أسرى إسرائيليين وإطلاق إسرائيل سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، حسب ما نقل موقع “أكسيوس”.
إلا أن تلك الصيغة لم تتضمن مطلب “حماس” الرئيسي الذي طالما تمسكت به خلال الأشهر الماضية، ألا وهو الانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع وإنهاء الحرب.
وفي السياق، زعم أحد المسؤولين الإسرائيليين، أن “تل أبيب” قد توافق على هدنة مؤقتة، لكن “حماس” تتمسك بهدنة أوسع من شأنها أن تؤدي إلى خطوات إسرائيلية لا رجعة فيها، كما أوضح أنه “إذا لم يخفف أي من الطرفين موقفه، فلن يتم التوصل إلى اتفاق”.
علما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شدد أمس الاثنين على أنه لن يوافق إلا على اتفاق جزئي وليس على إنهاء الحرب، وبالتالي من غير المرجح حدوث أي انفراجه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر، حيث يتوقع أن تقوم كل من إسرائيل وحماس بتعديل مواقفهما بناءً على النتائج، خاصة بعد رفض نتنياهو علنًا المبادرة التي تقدمت بها مصر من أجل هدنة مؤقتة لأيام مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين، وهو الأمر الذي فجر غضب القاهرة.
وكان بيرنز التقى، الأحد، في الدوحة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الموساد ديفيد بارنيا.
فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل عدة ساعات من بدء المحادثات أن بلاده اقترحت اتفاقاً جزئياً، يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 12 يوماً والإفراج عن أربعة أسرى.
هذا ويتوقع أن يجتمع الوسطاء القطريون والمصريون مع مسؤولي حماس خلال الأيام المقبلة لمناقشة الخطة الجديدة، على الرغم من عدم ارتفاع حظوظ التفاؤل وفق عدد من المراقبين.
يذكر أن حوالي 50 أسيرا إسرائيليا (من بين 100) ما زالوا محتجزين، على قيد الحياة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، بعدما أسرتهم حركة حماس إثر هجومها المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
وفي إسرائيل، تبقى ردود الفعل على هذا المخطط حذرة ومتحفظة، رغم أن هناك فرصة واضحة للتوصل إلى اتفاق، لكن من ناحية أخرى، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مسؤولين في المنطقة يقدرون أن تقدما حقيقيا في المحادثات لا يمكن أن يحدث قبل الانتخابات في غضون أسبوع، وأنه من المتوقع أن ينتظر نتنياهو وقال التقرير إن نتنياهو لن يتخذ قرارًا قبل ذلك الحين، ومعرفة من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة.
ويُنظر إلى ترامب بالطبع على أنه المرشح المفضل لنتنياهو، وادعى المعلقون الذين تحدثوا للصحيفة أنه قد يكون أكثر انفتاحا من هاريس على احتلال إسرائيل طويل الأمد لقطاع غزة، فضلا عن العمليات العسكرية الأكثر شمولا في لبنان أو إيران.
وتقول صحيفة يديعوت احرنوت “فإن إصرار حماس على مطلب إنهاء الحرب لا يزال يشكل عقبة رئيسية أمام أي تقدم.
وصرح نتنياهو خلال النقاش الذي دار في كتلة الليكود بأنه يعارض وقف الحرب مقابل إطلاق سراح المختطفين، لكنه سيدرس إمكانية التوصل إلى صفقات جزئية. وقال “سنعيد الجميع إلى بيوتهم”، مضيفا أن “النصر الشامل ليس مجرد شعار بل خطة عمل”.
في القمة التي عقدت في قطر، ناقش الطرفان “مخططًا جديدًا موحدًا”، يجمع المقترحات السابقة و”يأخذ في الاعتبار أيضًا القضايا الرئيسية والتطورات الأخيرة في المنطقة”.
كما أفادت التقارير أن المناقشات حول هذه القضية ستستمر في الأيام المقبلة بين الوسطاء ومع حماس، من أجل “دراسة جدوى المحادثات واستمرار محاولة الدفع نحو التوصل إلى اتفاق”.
ووفق هذه المتغيرات.. هل حان موعد انتهاء حرب غزة؟ وهل ستوافق “حماس”؟ وما هو ثمن هذه الصفقة؟ أم هي فخ من نتنياهو لإنتظار صديقه ترامب؟