الوثيقة | مشاهدة الموضوع - محللون وخبراء: القوى السياسية لم تتعلم من تجربة 2014 و”سيناريو حلب” قد ينتقل إلى العراق
تغيير حجم الخط     

محللون وخبراء: القوى السياسية لم تتعلم من تجربة 2014 و”سيناريو حلب” قد ينتقل إلى العراق

مشاركة » الأحد ديسمبر 01, 2024 1:37 am

بغداد/ تميم الحسن

وصل وزير الدفاع ثابت العباسي إلى سنجار، المدينة الحدودية مع سوريا، التي شهدت أسوأ انتهاكات إنسانية نفذها “داعش” ضد السكان قبل 10 سنوات.
ويستعيد العراقيون منذ أيام ذكريات سقوط الموصل، التي تقترب ذكرى تحريرها الحادية عشرة بعد أكثر من أسبوع، مع الأنباء المقلقة المتواترة من سوريا حول انهيار القوات السورية في حلب أمام تقدم الفصائل الجهادية.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع، أمس، بأن زيارة العباسي إلى سنجار جاءت “للاطلاع على الأوضاع الأمنية ضمن القاطع وتفقد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا”.
وترتبط سوريا مع العراق بحدود تمتد لأكثر من 600 كيلومتر.
ووصل وزير الدفاع إلى قاطع عمليات غربي نينوى في سنجار برفقة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات والعمليات المشتركة وقائد القوات البرية، وفق البيان.
وأكد العباسي أن الجيش بصنوفه وتشكيلاته كافة “جاهز ويواصل مهامه لحماية حدود العراق وسمائه من أي خطر، جنبًا إلى جنب مع بقية أبطالنا في القوات الأمنية الأخرى”.
وأضاف: “ساهرون ليلًا ونهارًا لأمنكم وأمن العراق، ولن نسمح بتسلل أي إرهابي أو مخرّب إلى أرض بلدنا الحبيب”، وفق بيان صدر يوم الجمعة.
ويواجه العراق نقصًا في منظومة الدفاع الجوي، لكنه يضع إجراءات برية مكثفة على الحدود.
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن “خلف قوات الحدود توجد قطاعات الجيش العراقي لتأمين هذه المناطق”.
وأوضح في تصريحات صحفية أن الحدود محصنة “من خلال قوات الحدود والكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة”.
وفي حزيران 2014، أعلن تنظيم “داعش” ما عرف بـ”كسر الحدود”، حيث تضمنت المشاهد دخول عناصر التنظيم إلى الأراضي العراقية من الحدود السورية.
في مرحلة حرجة
يقول اللواء المتقاعد صفاء الأعسم إن ما جرى في حلب “كان مفاجئًا من حيث الخطط وسرعة التقدم، وهذا أمر مقلق جدًا للعراق”.
ويستمر التصعيد في سوريا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، حيث تعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها الفصائل إلى حلب، ثاني أكبر المدن السورية، منذ استعادة الجيش السوري السيطرة الكاملة عليها عام 2016.
وأكد الأعسم في اتصال مع (المدى) أن “عدد المسلحين المشاركين في عملية حلب يبلغ 300 ألف، وتحركوا بعد ثلاث ساعات من وقف إطلاق النار في لبنان. هذا الأمر يحتاج إلى تجهيزات، بما في ذلك ملابس وأسلحة، لا تقل عن ستة أشهر”.
بدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة تمر بها المنطقة مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام السوري.
ويرى الأعسم أن “المسلحين في سوريا قد يتمددون جغرافيًا نحو العراق، حيث توجد ستة معسكرات تضم سجناء (داعش) وعوائلهم، أبرزها مخيم الهول الذي يضم ستة آلاف أسرة”.
ويقلل الأعسم من تأثير تحرك “خلايا نائمة” داخل العراق، قائلًا: “بقايا التنظيم لا تتجاوز 2000 عنصر، ومعظمهم منعزلون”.
تتواجد الفصائل المسلحة في أحياء حلب بشكل شبه كامل، وفق المرصد السوري، مع انسحاب كامل للقوات السورية من المدينة وغيابها في عدد كبير من الأحياء.
وكان المستشار السياسي لرئيس الوزراء، فادي الشمري، قد دعا أبناء محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين إلى “عدم تصديق الشائعات”، مطالبًا إياهم في تغريدة على منصة “إكس” بالإسراع في “التبليغ عن الحالات المشبوهة التي تستهدف أمن مدنهم وعدم السماح للعدو بالتسلل عبر الثغرات”.
تحليل سياسي
سياسيًا، يعتقد إحسان الشمري، أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، أن العراق سيتأثر سريعًا بالجغرافية السورية أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، “لأن هذا هو التاريخ، وما جرى في 2014 خير دليل على ذلك”.
وقال: “ما جرى في حلب يمثل صراعًا لرسم نفوذ جديد في المنطقة، وصراعًا بين مجموعة دول (الخمس): تركيا، سوريا، إسرائيل، أمريكا، وإيران”.
وأضاف: “كان يجب على سوريا أن تنتقل إلى صيغة جديدة للحكم وتنفيذ الاتفاقات السابقة، لكنها لم تعالج وجود هذه الجماعات ولم تصل إلى توافقات مع بعض الدول”.
وأشار الشمري إلى أن “سقوط حلب بهذه السرعة أعاد للعقلية العراقية ذكرى سقوط مدينة الموصل، والعراق لا يزال أمام تحدٍّ كبيرٍ في ظل اشتراطات تفكيك النفوذ الإيراني وسلاح الفصائل”.
وأكد أن “العراق جزء من معادلة جديدة في الشرق الأوسط يُرسم فيها النفوذ، وقد لا تُرسم الحدود على المدى المتوسط، لكن العراق جزء من الترتيب الجديد”.
ويرى الشمري أن “القوى السياسية لم تستفد من دروس 2014 أو احتجاجات 2019، مشيرًا إلى أن العراق يواجه متغيرات كبيرة جدًا تستدعي القلق الداخلي”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير