بيروت (لبنان) (أ ف ب) – تخوض فصائل سورية موالية لأنقرة الأحد مواجهات على محورين في محيط مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هجوم منفصل عن ذاك الذي تشنه هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.
وباتت مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة القوات الحكومية الأحد، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها على غالبية أحياء المدينة، ما عدا الأحياء الشمالية ذات الغالبية الكردية والتي تخضع لنفوذ المقاتلين الأكراد.
وبدأت تلك الفصائل هجوما مباغتا الأربعاء على مناطق سيطرة القوات الحكومية في محافظة حلب وجوارها، وتمكّنت من التقدم بسرعة في مدينة حلب والسيطرة على مطارها الدولي إضافة الى عشرات البلدات والمدن في محافظتي إدلب وحماة، مع “انسحاب قوات النظام” منها تباعا، بحسب المرصد.
والأحد، أفاد المرصد عن هجوم مواز بدأته فصائل سورية موالية لأنقرة السبت في ريف حلب الشرقي، تمكنت خلاله من السيطرة على بلدتي السفيرة وخناصر الاستراتيجيتين، إضافة الى مطار كويرس العسكري، بعد اشتباكات خاضتها مع قوات النظام، أسفرت عن مقتل تسعة من عناصرها على الأقل.
وفي ريف حلب الشمالي، خاضت تلك الفصائل اشتباكات مع المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركيا، تركزت في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هجمات الفصائل الموالية لأنقرة تهدف إلى قطع طريق إمداد القوات الكردية الى مدينة منبج، الواقعة شمال شرق محافظة حلب، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.
واستنكرت الإدارة الذاتية الكردية في بيان الأحد “الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية”، معتبرة أن هدفه “تقسيم سوريا”.
ورأت أن “الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدّد كل سوريا”.
وتصنّف أنقرة الوحدات الكردية منظمة “إرهابية”. وخاضت ضدها مع فصائل سورية تدعمها سلسلة هجمات منذ العام 2016 أسفرت عن سيطرتها على شريط حدودي واسع.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا متشعب الأطراف، أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.