يستمر الجيش التركي بالتوغل في الأراضي العراقية شمالاً ووصل إلى عمق 25 كيلومتراً حتى اليوم، جاعلاً من سيادة العراق مستباحة ودون أن تستمع أنقرة لأي مطالبة بكف قواتها وما تسببه من أضرار مادية للمزارعين والمدنيين.
ولم تسفر الشكاوى والمطالبات العراقية التي بلغت حد التلويح باللجوء إلى الأمم المتحدة منذ سنوات عن أي تغيير في المشهد، فيما تؤكد قوى سياسية وجود اتفاقات سرية بين تركيا وأطراف كردية في إقليم كردستان للتغاضي عن العمليات العسكرية المستمرة للجيش التركي.
وتؤكد قوى سياسية عراقية أن ذرائع تركيا للقيام بهذه العمليات واهية وغير واقعية، لافتةً إلى أن التوغل التركي سيستمر مالم يواجه بإجراءات رادعة وقوية.
في هذا الصدد، يقول النائب ثائر مخيف في حديث، إن “تجاوز القوات التركية في الأراضي العراقية مسافة 25 كيلومترًا فضلا عن قيامها بإنشاء معسكرات وقواعد ثابتة باستخدام كتل كونكريتية يشير إلى نيتها البقاء لفترات طويلة داخل العمق العراقي”، مبينا ان “هذا التوغل يستدعي تصعيد الجهود الدبلوماسية لمواجهة هذا الانتهاك”.
وأضاف، ان “الحكومة العراقية قد أبلغت الجانب التركي بعدم شرعية هذه التحركات وطالبت بسحب القوات التركية إلا أن أنقرة تبرر وجودها بذرائع واهية”، موضحا ان “تركيا تدّعي حماية أراضيها من داخل الحدود العراقية وهو أمر غير قانوني وغير مقبول دوليا”.
وشدد على “ضرورة اتخاذ موقف صارم لحفظ السيادة العراقية ومنع أي تدخل أجنبي ينتهك القوانين الدولية”.
في الأثناء، تنخرط تركيا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مشروع إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا، التي تؤكد قوى سياسية عراقية أنها تمثل العمق الأمني للعراق.
وذكرت صحيفة مورننغ ستار البريطانية في تقرير ترجمته لوكالة، وتناولت فيه هجمات “جبهة النصرة” الإرهابية على حلب وأدلب، أن “الدكتاتورية الإرهابية العلنية للقوى الأكثر رجعية في سوريا في شمال غرب البلاد لم تكن لتستمر حتى الآن لولا الوجود غير القانوني لجيوش حلف شمال الأطلسي على الأراضي السورية، ذلك ان وجود الجيش التركي هو الذي منع الجيش السوري من القضاء على آخر معقل للحكم الارهابي في البلاد، تمامًا كما أن وجود الجيش الأمريكي في الشمال الشرقي هو الذي منع إعادة دمج المناطق الكردية”.
من جانبه، أكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أحمد الهركي في حديث ، إن “تصاعد الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وارد، بعد الأحداث في سوريا، لكن الأمر يتعلق بالجغرافيا السورية أكثر”.