الوثيقة | مشاهدة الموضوع - واشنطن بوست: سقوط حلب تذكير بحرب لم تنته أبدا ويكشف عن هشاشة نظام الأسد وهيمنته الفارغة
تغيير حجم الخط     

واشنطن بوست: سقوط حلب تذكير بحرب لم تنته أبدا ويكشف عن هشاشة نظام الأسد وهيمنته الفارغة

مشاركة » الاثنين ديسمبر 02, 2024 2:04 pm

8.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

رأى المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” إيشان ثارور في مقال، أن التطورات الأخيرة في سوريا هي تذكير بحرب لم تنته أبدا. وقال إن التراجع الدرامي لقوات الأسد في الأيام الأخيرة، ربما كشف عن سيادة بشار الأسد الجوفاء.

وعلق قائلا: “عادت الحرب الأهلية المشتعلة إلى المسرح العالمي. فقد شنت هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية مسلحة، هجوما خاطفا من معقلها في الشمال الغربي في أواخر الأسبوع الماضي للسيطرة على معظم حلب، أكبر مدينة في البلاد، والتقدم جنوبا نحو مدينة حماة في وسط البلاد. ويبدو أن مقاطع الفيديو التي نشرتها هيئة تحرير الشام تظهر مقاتليها يرفعون علما بالقرب من قلعة حلب التاريخية ويقيمون نقاط تفتيش في المدينة وحولها”.

وأضاف الكاتب أن حلب كانت قبل عقد من الزمان، بمثابة مقبرة الحرب الأهلية السورية، وتمزقت عاصمة البلاد الاقتصادية نتيجة لحملات القمع الوحشية من النظام والغارات الجوية الروسية وتغول الجهاديين وافتراسهم. وفي عام 2016 استعادت القوات الموالية للأسد المدينة بدعم من روسيا ووكلاء إيران. وكان النصر بتكلفة باهظة على الشعب السوري، وبدا كأنه يؤكد نجاح الأسد في قمع انتفاضة 2011 المؤيدة للديمقراطية التي تحولت إلى مجموعة من التمردات والثورات المضادة التي استمرت لسنوات.

وأصبحت مجموعة متشابكة من الفصائل والقوى الخارجية التي باتت تدفع الصراع، الذي خلف ما يقرب من نصف مليون سوري وأجبر حوالي 5 ملايين على الفرار من البلاد.

ويضيف الكاتب أن الأسد، فقد السيطرة على محافظة إدلب في شمال- غرب البلاد، حيث تحكم هيئة تحرير الشام وميليشيات مسلحة أخرى مدعومة من تركيا. كما خسر بعض المناطق في الشمال- الشرقي، التي يتحكم فيها فصيل كردي تحالف بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، استمر المسلحون المتطرفون من تنظيم الدولة الإسلامية بالعمل في الصحراء السورية.

وقد سمح دمار الدولة السورية بظهور تجارة إقليمية مزدهرة في مادة الكبتاغون.

ومع ذلك، وجد الأسد استراحة في الهدوء النسبي وعملت العديد من الدول العربية، بما فيها دول الخليج الغنية، على إصلاح العلاقات مع نظامه الذي تجنبته يوما ما.

ويعلق ثارور أن الانهيار الدرامي في الأيام الأخيرة، قد يكشف عن مدى فراغ هيمنة الأسد. فقد بدا الأمر وكأن قوات النظام قد اختفت أمام هجوم هيئة تحرير الشام. وبينما كانت الكتائب الموالية للحكومة تستعد لشن هجوم مضاد، عادت الخطوط العريضة الدموية القديمة للحرب الأهلية إلى الظهور: حيث ضربت الغارات الجوية للنظام وروسيا بلدات في محافظة إدلب، وفرّ المدنيون واشتبكت الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا مع الوحدات الكردية في إعادة للمعارك التي اندلعت بالتوازي مع معركتها ضد النظام. واكتفت الحكومات الأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة، بإصدار بيانات ضعيفة تحث على خفض التصعيد.

وقال ثارور إن التطورات الأخيرة مرتبط بالنزاعات الطاحنة في مناطق أخرى. وربما كانت قدرة الكرملين على حماية الأسد محدودة بسبب غزوه المكلف لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تعرض “حزب الله”، الذي حوّل مقاتلوه مسار الحرب الأهلية السورية لصالح الأسد، لضربات شديدة من جانب إسرائيل. وعلى مدار العام الماضي، قصفت إسرائيل أهدافا في مختلف أنحاء سوريا مرتبطة بـ”حزب الله” وحلفاء الأسد الإيرانيين.

ودفع حجم هذا القصف مسؤولا في الأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر للتحذير من “عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل” والتي من شأنها أن تؤدي إلى “عواقب خطيرة وغير متوقعة”.

ثم جاء وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بين إسرائيل و”حزب الله”، وهو الانفراج الذي يبدو أنه أعطى جماعات مثل هيئة تحرير الشام وتحالف من الميليشيات التي تدعمها تركيا الزخم للاستفادة من تميزها ضد نظام ضعيف.

ونقل الكاتب عن أندرو تابلر، الذي شغل منصب مدير شؤون سوريا في البيت الأبيض في عهد ترامب، لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “إنه تحول تكتوني” أي زلزالي، “فقد تدخلت القوى الإقليمية والدولية في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، والآن تتجمع صراعات أوكرانيا وغزة ولبنان وتتداخل في حلب”.

وقال ثارور إن هشاشة الأسد، بالنسبة للمراقبين للشأن السوري، تعطي مثالا مرا. وكتب دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني السابق، على وسائل التواصل الاجتماعي: “مع تدمير جيش بوتين في أوكرانيا، فمن المرجح أنه لا يستطيع توفير قوات كافية لإنقاذ الأسد”.

وأكد كوليبا أن سقوط حلب في أيدي النظام في عام 2016 “كان مقدمة قاتمة” للغزو الروسي والمذابح اللاحقة للمدنيين الأوكرانيين في عام 2022. وكتب: “في سوريا تعلم الطيارون الروس كيفية تدمير المدن الأوكرانية وتسويتها بالأرض. وكان فشل العالم في الوقوف في وجه بوتين والأسد في ذلك الوقت بمثابة دعوة مفتوحة لبوتين لغزو أوكرانيا”.

وقال ثارور إن تقدم المعارضة السورية، ركز الضوء على هيئة تحرير الشام ومزاعمها بأنها فكت علاقاتها مع تنظيم القاعدة.

ودعت الهيئة في المناطق التي احتلتها إلى الهدوء. ووعدت بمعاملة الأقليات الدينية والعرقية بطريقة منصفة. وأشار ثارور إلى وصف وزارة الخارجية الأمريكية لهيئة تحرير الشام بأنها: “كيان مثير للقلق” بسبب انتهاكات المجموعة للحريات الدينية للمجتمعات الموجودة التي تعيش وسطها. ويعلق الكاتب أنه لم يتضح بعد فيما إن كانت مكاسبها تعكس قوتها أو ضعف نظام الأسد، أو كليهما.

ونقل الكاتب عن سام هيلر، وهو زميل في مؤسسة القرن، ويتابع سوريا: “بفضل تركيا، كان لديهم الوقت والمساحة في إدلب للتنظيم والاستعداد لهذا”، وأضاف: “لم يكن مشروع حكم هيئة تحرير الشام في إدلب مجرد تمرين في بناء الدولة والشرعية السياسية، بل إنه أيضا كان مشروعا مدرا للموارد، ويبدو أن هيئة تحرير الشام استثمرت بعض الأموال التي تراكمت لديها في تطوير هذه القدرة العسكرية”.

ورغم معرفته بأن النظام السوري كان على مدى السنوات الماضية، منهكا ومستنزفا اقتصاديا، إلا أنه فوجئ من عدم استعداد القوات السورية والقوات المساعدة لها لشن هجوم مضاد قوي حول حلب وبدلا من ذلك انهارت في هزيمة فوضوية، كما قال.

وقد أدرك المحللون هشاشة النظام المتأصلة، لكنهم لم يتوقعوا هذا التحول في مسار الأحداث و”القوة المتجددة للتمرد وقدرته على تنظيم وتدريب وتخطيط وتنفيذ مثل هذه الحملة المذهلة”، حسب قول إميل الحكيم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير