دمشق ـ« القدس العربي»: تشن القوات الأمنية التابعة للإدارة السورية الجديدة، منذ مساء الأربعاء، عمليات مداهمة وتمشيط في عدد من المدن والقرى، لملاحقة “فلول مليشيات الأسد”، وذلك بعد مظاهرات وتوتر طائفي شهدته البلاد، إثر انتشار مقطع فيديو صور عند تحرير مدينة حلب، يظهر اعتداء مسلحين مجهولين على موقع قيل إنه مقام الشيخ العلوي أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون، وبالتزامن تم تعيين أنس حسان خطاب، رئيساً للاستخبارات العامة.
وأطلقت إدارة العمليات العسكرية “عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول ميليشيات الأسد في الأحراش والتلال” في ريف محافظة طرطوس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وجرى بموجب العملية “تحييد عدد من فلول ميليشيات الأسد. بينما تستمر في مطاردة آخرين”.
وشهدت قرية خربة المعزة بريف طرطوس، مساء الأربعاء، مواجهات عنيفة بين إدارة العمليات العسكرية ومسلحين تابعين للقيادي في جيش النظام سهيل الحسن والقاضي السابق محمد حسن كنجو، المطلوب بتهم تتعلق بإصدار أحكام إعدام تعسفية خلال فترة عمله في النظام السابق، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 14 عنصراً من قوى الأمن العام وإصابة 10 آخرين، بالإضافة إلى مقتل 3 من بقايا قوات الأسد.
وأمس أعلن عن اعتقال كنجو المعروف بأنه المسؤول الأول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا سيئ السمعة. جاء ذلك في بيان لغرفة عمليات “ردع العدوان”، عبر منصة “تلغرام”، أعادت نشره رئاسة الجمهورية العربية السورية على المنصة ذاتها. ونشرت الغرفة 3 صور لكنجو، اثنتان بالزي الرسمي والأخيرة بملابس مدنية خلال إلقاء القبض عليه.
وفي حمص، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعة القيادي في النظام السابق شجاع العلي في رقية بلقسة في الريف الغربي. ووفق قناة “حلب اليوم”، فإن علي متهم بحالات قتل وخطف. وتحدثت مصادر عن مقتل 4 من قوات الأمن خلال المعارك.
المكتب الإعلامي لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد عبد الرحمن شرح في تصريح خاص لـ “القدس العربي” أسباب التوتر حيث قال : ما حدث من نشر إشاعات مفتعلة عن حرق لمزار إحدى الطوائف وما تبعه من تجييش إعلامي كان له دور في تحرك أبناء تلك الطائفة بذات الوقت وفي مناطق عدة. وتابع: لكن ما حدث من مظاهرات، لا يمكن ربطه بحادثة استهداف إحدى دورياتنا في ريف طرطوس، إلا أن الفلول تحاول استغلال التظاهرات لجر المنطقة لحرب أهلية ستؤدي لحالة من الفوضى والدماء.
سياسياً، استقبل القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وفدا عراقيا حكوميا ترأسه رئيس جهاز المخابرات العراقية، حميد الشطري، وجرى “بحث التطورات على الساحة السورية، ومتطلبات الأمن والاستقرار في الحدود المشتركة بين البلدين”، وفق بيان عراقي وظهر في اللقاء أنس حسان خطاب، الذي جرى تعيينه أمس رئيسًا للاستخبارات العامة، من قبل القيادة العامة في سوريا وفق ما ذكرت وكالة “سانا”.
ووفق موقع “تلفزيون سوريا”، خطاب من مواليد 1987، يتحدر من بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي، وكان يدرس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق. وحسب التقارير، يعدّ خطاب الذراع الأمني الأقوى بالنسبة للشرع، خاصّةً بعد قرار الأخير استئصال تنظيم “حرّاس الدين”، التي تروي حسابات مقرّبة منه على منصّات التواصل الاجتماعي، بأنّ “حدود/ بدران” نجح باختراق تنظيمهم عبر عدد من الأمنيين.