لندن ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: شهد “البيت الأبيض” مواجهة حادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث وجه ترامب انتقادات لاذعة لضيفه، معتبرا تصريحاته “غير محترمة”، مطالبا إياه بمغادرة واشنطن والعودة “حين يكون مستعدا للسلام”، وأنه يخاطر بتفجير حرب عالمية ثالثة.
وشارك نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في الانتقادات الموجهة لزيلينسكي، وأدت هذه المواجهة إلى إلغاء المؤتمر الصحافي بين الرئيسين ومغادرة الرئيس الأوكراني البيت الأبيض مبكرا، كما تم تعليق الموافقة على “اتفاق المعادن” الذي كان ترامب قد اقترحه. ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خط المواجهة، فقال معلقا على المشادة إن روسيا هي المعتدية وأوكرانيا هي المعتدى عليها، وإنه ينبغي احترام من يقاتلون منذ البداية. وساند رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الرئيس الأوكراني قائلا: لستم وحدكم.
من جهة أخرى، وصف مسؤول روسي كبير الجدل الحاد بين الرئيس الأمريكي ونظيره في البيت الأبيض الجمعة بأنه “تاريخي” .
وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأحد المفاوضين الروس في المحادثات الروسية الأمريكية التي عقدت في 18 شباط/فبراير في السعودية، في منشور على منصة إكس، إن المشادة “تاريخية”. وقال الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف وهو المسؤول الثاني حاليا في مجلس الأمن الروسي، إنه “للمرة الأولى، قال ترامب الحقيقة للمهرج مدمن الكوكايين” .
واعتبر مراقبون ما جرى في المكتب البيضاوي أمرا “غير مسبوق”، حيث لم يسبق أن تعرض زعيم أجنبي لمثل هذه الإهانة العلنية من قبل رئيس أمريكي ونائبه.
وظهر زيلينسكي في موقف صعب أمام ضغوط ترامب، الذي ذكّره بأن بلاده في ورطة وأنه لا يملك أوراق قوة دون الدعم الأمريكي، ليرد زيلنسكي بالقول: “نحن لا نقوم بلعبة ورق هنا”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توترات متزايدة بين كييف وواشنطن، حيث أبدت الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، تململا واضحا من استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا دون تقديم الأخيرة ما تعتبره واشنطن “امتنانا كافيا”.
وخلال اللقاء، قال نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، إن زيلينسكي “يروج لدعاية مغلوطة”، منتقدا ما وصفه بعدم إظهار الشكر للولايات المتحدة على مساعداتها.
وبلغت المواجهة بين الزعيمين ذروتها عندما خاطب ترامب زيلينسكي قائلا: “بلادك في ورطة وأنت لا تنتصر في الحرب”، مطالبا إياه بالموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا فإن واشنطن “ستنسحب”.
ولم يقتصر المشهد على التوبيخ اللفظي، بل رافقته أيضا تصرفات جسدية لافتة، مثل لمْس ترامب كتف زيلينسكي أثناء تحذيره، في موقف اعتبرته مراسلة “الجزيرة” غير معتاد في البروتوكولات الدبلوماسية داخل البيت الأبيض.
وكانت أجواء اللقاء تبدو إيجابية في البداية رغم أن ترامب وصف زيلينسكي قبل أسبوع بـ”الدكتاتور”، إلا أن حدّة النقاش والتوتر خلال الاجتماع أظهرت خلافات جوهرية بين الجانبين.