غزة ـ “القدس العربي”: أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء قسري لمناطق واسعة شرق مدينتي دير البلح وخان يونس وسط وجنوبي القطاع، تمهيدا لهجوم برّي كبير مرتقب.
وشهد القطاع تصعيدا إسرائيليا خطيرا، عادت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام سياسة القتل القائمة على حرق النازحين في الخيام، وارتكاب العديد من المجازر التي مسحت فيها أُسرا جديدة من السجل المدني، وأدت كذلك إلى استشهاد خمسة صحافيين، حيث كانت أعنف الغارات في خان يونس.
كما تواصل الهجوم البري الكبير على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، وسمعت من جديد أصوات قذائف أطلقها الاحتلال على المناطق الشمالية، والغربية التي يقيم فيها نازحون.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد ما لا يقل عن 140 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 361 خلال الـ 24 ساعة الماضية، لافتة إلى أن حصيلة العدوان الاسرائيلي وصلت الى 53339 شهيدا و121034 إصابة منذ السابع من تشرين الأول /اكتوبر 2023.
وتحت وطأة التهجير القسري لسكان مناطق شمال قطاع غزة من منازلهم، اقترفت قوات الاحتلال سلسلة مجازر دامية، راح ضحيتها الكثير من المواطنين، واستشهد خمسة صحافيين، من بينهم الصحافي عزيز الحجار وزوجته وأولاده، في قصف استهدف منطقة بئر النعجة شمالي القطاع، كذلك استشهد الصحافي خالد أبو سيف وزوجته الصحافية نور قنديل وطفلهما.
وقال مواطنون من شمالي القطاع، اضطروا للنزوح صوب مدينة غزة، إن القصف الإسرائيلي ازداد بمعدل غارة أو قصف مدفعي كل أقل من خمس دقائق، فيما سُمعت أصوات انفجارات ناجمة عن نسف مبان في مناطق التوغل. وأشاروا إلى أن الوضع في تلك المناطق لم يعد يحتمل، وأن هناك جثامين لشهداء ما زالوا تحت الأنقاض وفي مناطق التوغل، فيما هناك أسر لا تستطيع النزوح بسبب شدة الغارات التي تحاصر مناطق سكنهم، وأخرى لعدم توفر وسائل نقل.
واضطرت عائلات للنزوح مشيا على الأقدام، وأخرى استقلت عربات تجرها الحيوانات، تحمل القليل من الأمتعة، في رحلات النزوح المتواصلة صوب مدينة غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداده لإنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة “بشروط”، وذلك بعد إصراره لشهور طويلة على استمرارها حتى تحقيق ما يسميه “النصر المطلق” .
وذكر مكتب نتنياهو في بيان، أمس الأحد، أن “فريق التفاوض في الدوحة يعمل على استنفاد كل الفرص للتوصل إلى صفقة، سواء وفق مخطط ويتكوف أو في إطار وقف القتال، بما يشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، ونفي مقاتلي “حماس”، ونزع سلاح القطاع” .
بموازاة ذلك وسّع الجيش الإسرائيلي من جرائم إبادته في غزة، معلنا عن “عملية برية في شمالي وجنوبي قطاع غزة” .
وفي 13 مارس/ آذار الماضي، طرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحا للتفاوض، بعد أن تنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
ويقضي المقترح بإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء ونصف الأسرى القتلى، مقابل بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوما، من دون تعهد بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه “حماس” التي تطالب بإيقاف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أي صفقة مقترحة.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية فإنها “المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن إمكانية إنهاء الحرب ضمن صفقة شاملة، بغض النظر عن الشروط التي وضعها” .

“هآرتس”: إسرائيل تجنّد مرضى نفسيين للقتال في غزة وانتحار 35 جندياً

رام الله ـ الأناضول: كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن تجنيد الجيش الإسرائيلي في قوات الاحتياط مصابين بأمراض نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة لتعويض النقص الكبير في تعداد الجنود، مع ارتفاع عدد من أقدموا على الانتحار إلى 35 جندياً منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة.
وقالت في تقرير إنه منذ بداية الحرب انتحر ما لا يقل عن 35 جنديا إسرائيليا “في الخدمة الفعلية”، من بينهم 28 حالة حتى نهاية عام 2024.
ووفقا لمعطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية، يتلقى العلاج في قسم إعادة التأهيل 78 ألفا من جميع حروب إسرائيل، بعضهم تجاوز سن الثمانين.
ومن بين هؤلاء هناك 26 ألفا مصابين نفسيا، منهم حوالي 11 ألفا مُعترف بهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
وفيما يتعلق بالحرب الحالية، يُعالج القسم أكثر من 17 ألف مصاب، من بينهم نحو 9 آلاف مصاب نفسي “ما يعكس الأبعاد النفسية العميقة والمتزايدة للصراع الجاري”، وفق “هآرتس” .
وكشفت الصحيفة عن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى تجنيد المرضى النفسيين في صفوف الاحتياط لتعويض النقص الحاصل مع استمرار الحرب 19 شهرا.

11 جندياً إسرائيلياً يفضلون السجن على القتال في قطاع غزة

رام الله ـ الأناضول: أفادت وسائل إعلام عبرية بأن 11 جنديا إسرائيليا رفضوا دخول قطاع غزة للقتال بسبب “الإرهاق الشديد” الذي يعانون منه، وباتوا مهددين بالزج بهم في السجن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “في الأيام الأخيرة، طلب 11 جنديا من لواء مشاة من قائد الكتيبة عدم الدخول إلى غزة، وذلك بسبب الإرهاق الشديد الذي يعانون منه منذ بدء المناورات البرية ” .
وهدد قائد الكتيبة الجنود بالسجن لمدة 20 يوما لرفضهم تنفيذ الأوامر، وفق المصدر ذاته.