في الوقت الذي تواصل فيه إيران لعب دور محوري في ملف الطاقة بالعراق، تصاعدت التحركات الأميركية للحد من نفوذ طهران، وسط تقارير عن انسحابات عسكرية أميركية متسارعة من سوريا والعراق.
وفي هذا الإطار قال وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، في مقابلة تلفزيونية، إن خطة انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد لم تشهد أي تغيير، وإنه من المقرر أن تُخلي بعض هذه القوات قواعدها العسكرية، وتنتقل إلى إقليم كردستان العراق.
وذلك بعد انتشار تقارير، في وقت سابق، عن انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وأوضح الوزير العراقي، في حديث لقناة “الحدث” الإخبارية، يوم الجمعة 6 يونيو (حزيران)، أن وجود فلول تنظيم داعش في المنطقة يجعل من الضروري- في رأي بغداد- استمرار وجود القوات الأميركية هناك.
وتأتي تصريحات وزير الدفاع العراقي في وقت كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد فيه بأن القوات الأميركية تغادر المنطقة بوتيرة متسارعة.
وبحسب تقرير هذا المرصد، فقد غادرت قوافل عسكرية أميركية قواعدها في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز في سوريا.
وأعلن المبعوث الأميركي الجديد لشؤون سوريا، توماس باراك، أن الولايات المتحدة تعتزم تقليص وجودها العسكري في سوريا إلى قاعدة واحدة فقط.
ووفقًا لتقارير إعلامية عراقية، فإن انسحاب القوات الأميركية من سوريا يثير قلق الحكومة العراقية، ولهذا السبب ناقش رئيس جهاز الاستخبارات العراقي مرتين مع الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، خلال مرحلة الانتقال السياسي، قضايا تتعلق بأمن الحدود المشتركة والتهديدات الجدية التي يشكلها تنظيم داعش.
استقلال العراق عن إيران في ملف الطاقة
من جانب آخر، طالبت واشنطن العراق بتسريع جهوده لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، محذّرة من أن استمرار الاعتماد على الغاز الإيراني يُضعف استقرار وسيادة البلاد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لموقع “شفق نيوز” العراقي إن “بغداد ستكون أكثر استقرارًا، وذات سيادة أقوى من خلال تحقيق استقلالها في مجال الطاقة والابتعاد عن النفوذ المدمّر للنظام الإيراني”.
وبحسب التقرير، فقد شددت واشنطن على ضرورة التعاون بين بغداد وأربيل؛ من أجل بدء إنتاج الغاز في أقرب وقت ممكن.
وفي مطلع يونيو الجاري، تم توقيع اتفاقين كبيرين في قطاع الطاقة بين شركات أميركية وحكومة إقليم كردستان العراق، ما أثار رد فعل غاضبًا من بغداد.
وخلال زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، إلى واشنطن في مايو (أيار) الماضي، تم الإعلان عن اتفاقيات مع شركتي: “HKN Energy” و”WesternZagros” بهدف تطوير حقلي غاز “ميرن وطوبخانه- كردامير” في غرب الإقليم، قرب الحدود السورية.
وتُقدّر القيمة الإجمالية لهذه المشاريع، على مدى عمرها التشغيلي، بنحو 110 مليارات دولار.
ومن جهة أخرى، دعا زعيم تيار الحكمة في العراق، عمار الحكيم، يوم السبت 7 يونيو، في تصريح له إلى إعلان “حالة تأهب استراتيجية” من أجل مواجهة أزمة الكهرباء في البلاد بشكل جذري ونهائي.
ويُذكر أن أحد المصادر الرئيسة لتمويل النظام الإيراني خلال السنوات الأخيرة، في ظل العقوبات، كان تصدير الطاقة إلى العراق، وهو تصدير يتم عبر استثناءات ممنوحة من الولايات المتحدة.
غير أن المشكلات الهيكلية، التي يعانيها قطاع الطاقة في الداخل الإيراني جعلت نظام طهران غير قادر على تزويد العراق بالطاقة، كما كان يفعل في السابق.