ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لوكالة اسوشييتدبرس الأميركية أزمة غلق المجالات الجوية في كل أنحاء الشرق الأوسط وإلغاء رحلات الطيران كرد فعل على شن إسرائيل هجومها الجوي الواسع على إيران الجمعة مما تسبب ذلك بمحاصرة عشرات الالاف من مسافرين ومقيمين وهم عالقين غير قادرين على الهروب من أجواء الحرب او العودة لبلدانهم، كان من بينهم طلبة عراقيون قطعوا أكثر من ألف كم للعودة الى منازلهم وهم يشاهدون نيران القذائف والطائرات المسيرة تحوم فوق رؤوسهم.
وكان العراق وبسبب قربه الجغرافي من إيران قد أقدم على غلق جميع المطارات، وكانت تقارير قد أفادت بان إسرائيل استخدمت جزءا من المجال الجوي العراقي لشن هجماتها على إيران، بينما تم اسقاط طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية كانت تحلق في الاتجاه المعاكس فوق العراق. وقد توصلت بغداد الى اتفاق مع تركيا يسمح للعراقيين العالقين في الخارج بالتوجه الى تركيا، إذا استطاعوا ذلك، ويعودون من هناك الى العراق عبر المنافذ الحدودية المشتركة بين البلدين.
ويشير التقرير الى ان قسما من العراقيين العالقين في إيران قرروا المغادرة برا. من بينهم الطالب الجامعي، يحيى الشريفي، برفقة عشرات آخرين من الطلبة العراقيين الذين كانوا يدرسون في مدينة تبريز الإيرانية الواقعة في شمال غربي البلاد، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مطار المدينة ومصفاها النفطي نهاية الأسبوع الماضي.
وكان الطالب الجامعي الشريفي وعشرات من زملائه الاخرين قد هيأوا اموالهم لدفعها لسواق سيارات الأجرة ليقلوهم ليلا باتجاه حدود العراق الشمالية لإقليم كردستان التي تبعد مسافة قدرها 320 كم، حيث كانت الصواريخ والطائرات المسيرة تحوم فوق رؤوسهم.
وقال الشريفي ” كان منظرا مخيفا جدا، بدا وكأنه العاب نارية في السماء المظلمة”.
وفي الوقت الذي وصل فيه الى عاصمة إقليم كردستان أربيل كان عليه ان يقطع 710 كم أخرى للوصول الى بيته في مدينة الناصرية جنوبي العراق.
مواطنون من بلدان أخرى واجهوا نفس المشاكل وهم مضطرين لترك مشاهد الحرب للعودة الى بلدانهم. أيمن حسين، 55 عاما رجل اعمال أفغاني، كان متواجدا في مدينة قم عندما شنت إسرائيل هجومها على إيران ووقعت ضربة جوية قرب الفندق الذي كان يقيم فيه. اضطر حسين لمغادرة مدينة قم عند حدوث الضربة الجوية الاحد متوجها الى العاصمة طهران، ولكن مع ازدياد شدة المواجهة بين إيران وإسرائيل لم يجد سائق اجرة يوصله الى الحدود.
يقول حسين “الرحلات والأسواق وكل شيء مغلق، انا أقيم في قبو داخل فندق صغير. أحاول الحصول على سيارة اجرة تقلني الى الحدود، ولكن من الصعب العثور على سيارة اجرة في هذه الظروف، ولا يوجد أحد ممن يأخذنا معه”.
وكانت إسرائيل قد شنت هجوما واسعا يوم الجمعة بتوجيه ضربات جوية على العاصمة الإيرانية طهران ومناطق أخرى، اسفرت عن مقتل مسؤولين عسكريين كبار وعلماء نوويين وتدمير بنى تحتية حيوية. وكان من بين الأهداف منشأة لتخصيب اليورانيوم على بعد 27 كم عن مدينة قم، وردت إيران بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ.
وكانت الهجمات التي استمرت لأيام بين الخصمين اللدودين قد فتحت فصلا جديدا من خلافاتهم خلال العصر الحديث. أطراف عديدة في المنطقة أعربوا عن خشيتهم من احتمالية توسع نطاق الحرب وهم يشاهدون موجات الهجمات تنفذ عبر سمائهم ليلا. وأدت هذه المواجهات الى اجبار أغلب بلدان الشرق الأوسط على اغلاق مجالاتها الجوية. واقدمت عشرات المطارات على إلغاء رحلاتها الجوية أو قلصت منها على نحو كبير، الامر الذي تسبب بمحاصرة عشرات الآلاف من المسافرين العالقين، مع عدم تمكن آخرين الهروب من أجواء الحرب أو السفر الى بلدانهم.
جون كوكس، طيار متقاعد وخبير سلامة ملاحية، قال للاسوشييتدبرس إن عواقب هذه الحالة ستكون ضخمة، مشيرا الى ان هذه الاضطرابات ستكلف اثمان باهظة.
ومضى بقوله “لديك آلاف المسافرين أصبحوا فجأة في مكان لا ينبغي ان يكونوا فيه، وطواقم طائرات أيضا أصبحوا في مكان لا يفترض ان يكونوا فيه، وكذلك طائرات هبطت في مكان لا يفترض ان تذهب اليه”.
وكانت طائرات متوجهة الى مناطق مقصودة في رحلتها قد تلقت رسائل بتغيير وجهتها بسبب إغلاق المجالات الجوية واضطرت للهبوط في مطارات بلدان أخرى لم تكن وجهتها.
وكانت إيران قد علقت رحلاتها الجوية الجمعة من والى مطار خميني الدولي، وهو المطار الرئيسي في البلاد الواقع على مشارف طهران. وأعلنت إسرائيل السبت انها قصفت مطار مهر آباد في هجوم مبكر، وهو منشأة في طهران تابعة للقوات الجوية الإيرانية وللرحلات التجارية الداخلية.
• عن أسوشييتدبرس