واشنطن,-(أ ف ب) – أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت ردا على سؤال من وكالة فرانس برس الثلاثاء أن الحكومة الأميركية «ملتزمة تماما» بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان. وقالت خلال مؤتمر صحافي «نحن على تواصل منتظم مع شركائنا العرب، ونريد أن يصل هذا الصراع إلى نهاية سلمية»، لكن «الواقع هو أن الوضع الميداني معقد جدا». وشهد تشرين الأول/أكتوبر مقتل أكبر عدد من الأشخاص في السودان في أعمال عنف استهدفت مدنيين، وذلك منذ بدء الحرب الأهلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن منظمة «أكليد» غير الحكومية المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات حول العالم. في شهر واحد، سجّلت المنظمة مقتل 1545 شخصا في هجمات على مدنيين. اما بالنسبة لجميع الضحايا، فأحصت المنظمة مقتل أكثر من 3 آلاف شخص الشهر الماضي، وهو ما يقارب العدد المسجل في تشرين الأول/أكتوبر 2024 حين قتل 3240 شخصا بينهم 966 في هجمات استهدفت مدنيين، عندما كثّفت قوات الدعم السريع أعمال العنف في ولاية الجزيرة في وسط السودان. وتُحصي «أكليد» أعداد الضحايا من خلال جمع بيانات من مصادر مختارة مختلفة تعتبرها موثوقة وبينها وسائل إعلام ومؤسسات وشركاء محليين. وفي المجموع، منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، وثّقت المنظمة مقتل حوالي 49800 شخص في السودان، بينهم حوالي 15300 في هجمات استهدفت مدنيين. وسُجِّل نصف عدد القتلى في منطقتي شمال دارفور والخرطوم (حوالي 14,000 و11,200 على التوالي). وسُجِّل بضع مئات من القتلى في منطقة أبيي المتنازع عليها والتي يطالب بها كل من السودان وجنوب السودان. وهذه الحصيلة ليست شاملة، إذ لا تضم الضحايا الذين لم يُبلّغ عنهم ويُخشى أن عددهم مرتفع. وشردت الحرب الملايين وأثارت أسوأ أزمة إنسانية حالية، بحسب الأمم المتحدة. تدور الحرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي يسيطر على شرق البلاد وشمالها، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو والتي تسيطر حاليا على كامل دارفور.
وبعد حصار دام 18 شهرا، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان.
في الفاشر والمناطق المحيطة بها وحدها، سجلت «أكليد» مقتل 2،176 شخصا في تشرين الأول/أكتوبر، بينهم 1،385 مدنيا.