الخرطوم – «القدس العربي» ووكالات: تعرّض المدنيون في مدينة الفاشر لإطلاق النار في الشوارع واستُهدفوا في غارات بطائرات مسيرة وتعرضوا للدهس بالشاحنات، حسبما وصف شهود الأيام الأولى التي سيطرت فيها قوات «الدعم السريع» على المدينة، مقدمين في شهاداتهم لـ «رويترز» لمحة عن الاستيلاء العنيف على واحدة من أكبر المدن السودانية.
وتحدثت «رويترز» إلى ثلاثة أشخاص فروا إلى مدينة الدبة التي تقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر في شمال السودان، وشخص فر إلى بلدة طويلة القريبة.
وقال أحد الشهود إنه كان ضمن مجموعة تحاول الفرار من القصف المكثف عندما حاصرتهم شاحنات قوات «الدعم» وأمطرت المدنيين بنيران الرشاشات وسحقتهم بمركباتها.
وفي حديث عبر الهاتف من طويلة، قال شاهد لم يرغب في ذكر اسمه حرصا على سلامته، إنهم دهسوا الشباب وكبار السن والأطفال. وأضاف أن بعض المدنيين اختطفهم مسلحو قوات «الدعم».
وبيّن شاهد آخر يدعى عبد الله أنه رأى أيضا مدنيين فارين تستهدفهم الطائرات المسيرة. وقال إنه رأى 40 جثة على الأرض في موقع واحد في الفاشر.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس الجمعة من أنّ مصير مئات الآلاف من الفارّين من العنف العرقي في مدينة الفاشر في غرب السودان لا يزال مجهولا، وذلك غداة إظهار صور بالأقمار الصناعية مؤشرات إلى وجود «مقابر جماعية» .
وقال جافيد عبد المنعم الرئيس المنتخب حديثا لمنظمة «أطباء بلا حدود»، إنّ «مصدر قلقنا الرئيسي هو أنّه على الرغم من أننا رأينا حوالي 5 آلاف شخص يخرجون من الفاشر باتجاه طويلة، فإنّنا لا نعرف أين ذهب مئات الآلاف الآخرون» .
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، إن المدنيين المصدومين والمحاصرين يُمنعون من مغادرة الفاشر. وأضاف في بيان «أخشى أن تستمر الفظائع البشعة مثل الإعدامات التعسفية والاغتصاب والعنف بدوافع عرقية داخل المدينة» .
ولفت إلى أن طرق الخروج لمن يتمكنون من الفرار كانت مسرحا «لقسوة لا تُصدق»، مضيفا في الوقت نفسه، أوجه تحذيرا شديدا بشأن الأحداث الجارية في كردفان. وتحدث عن «استعدادات واضحة» لمعارك في المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات «الدعم السريع» .