الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أحمد المجذوب: سوريا بين الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية وصمت السلطة.. تمدد عسكري علني وخسارة متسارعة للأرض
تغيير حجم الخط     

أحمد المجذوب: سوريا بين الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية وصمت السلطة.. تمدد عسكري علني وخسارة متسارعة للأرض

مشاركة » الأحد ديسمبر 14, 2025 4:46 am

توسّع الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري لم يعد يقتصر على التوغلات اليومية أو الضربات الجوية، بل بات يتخذ شكل عمليات ميدانية واسعة وعلنية، حيث شهدت ريف دمشق وريف القنيطرة ودرعا خلال الأشهر الماضية سلسلة تحركات عسكرية غير مسبوقة، تكشف حجم الاختراق الأمني بعد سقوط نظام الأسد وصعود أحمد الشرع إالى السلطة.



من أبرز الحوادث التي جرت في الفترة الماضية، دخول قوة إسرائيلية كبيرة إلى قرية بيت جن في ريف دمشق، حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 20 سورياً من أبناء القرية. إلا أنَّ الأهم لم يكن في حجم الجريمة وحده، بل في ردة فعل الشباب السوري الحر الذين انتفضوا دفاعاً عن أرضهم، وتمكنوا من إحراق دبابة إسرائيلية وقتل عدد من جنود جيش الاحتلال. هذه المقاومة الشعبية المفاجئة بحسب تقديرات سياسية أثارت غضب أحمد الشرع، لأنه لا يريد نشوء أي قوة ردع محلية في الجنوب، نظراً للاتفاقيات السرية التي يُعتقد أنها جرت بينه وبين الإسرائيليين والأميريكيين، والتي سمحت فعلياً للاحتلال بالتحرك براحة داخل الأراضي السورية.



ولا تتوقف المؤشرات عند بيت جن. فقبل فترة من تلك الحادثة، نفذَّت قوة إسرائيلية إنزالاً مظلياً في منطقة الكسوة بريف دمشق، حيث بقيَّ الجنود داخل المنطقة نحو أربع ساعات يفككون أجهزة تجسس ومراقبة كانت تابعة للنظام السابق، العملية مرت بلا أي اشتباك أو أي رادع، وجرى التعتيم الشامل عليها من قبل إعلام الشرع، في محاولة واضحة لعدم كشف حجم التغلغل الإسرائيلي أو إحراج السلطة الجديدة.



ثم جاء المشهد الذي أثار موجة استهجان واسعة: “فيديو مصوّر لرتل من عناصر الأمن العام السوري يمرّ أمام دورية إسرائيلية في الجنوب وهم يهتفون بسقوط بشار الأسد وبتحرير سوريا” بينما جيش الاحتلال يتموضع أمامهم بارتياح تام من دون اي اصطدام أو اعتراض. لم يكن المشهد صادماً بسبب الهتافات، بل لأن الرتل السوري يعبر أمام قوة احتلال داخل الأراضي السورية وكأنه يمرّ أمام نقطة شرطة محلية، في إشارة صريحة إلى مستوى الاختراق والسيطرة الإسرائيلية على الجنوب.



هذه الوقائع مجتمعة ترسم صورة واضحة: منذ سقوط النظام، توسّع الاحتلال الإسرائيلي داخل الاراضي السورية بلا أي رادع، بينما تنشغل السلطة الجديدة بإشعال الانقسامات الطائفية والمذهبية وتوجيه السوريين نحو صراعات داخلية تمنعهم من التفكير بالعدو الحقيقي الذي يبتلع أراضيهم. وفي المقابل، يتصدر المشهد تساؤلات جديّة حول سر رفع العقوبات الأميريكية عن سوريا في هذا الوقت، إذ تربط مصادر سياسية بين هذا القرار وبين مشروع الاحتلال الأميركي المباشر في سوريا، وتسليم الجنوب لإسرائيل، ليبقى السوريون أمام معادلة واحدة: الأرض تُسلب، والسلطة تلهي الشعب بالانقسامات الطائفية، والاحتلالان الأميركي والإسرائيلي يتقدمان بثبات وبأريحية.



ناشط إعلامي، مهتم بالشأن السياسي السوري والإقليمي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron