الوثيقة | مشاهدة الموضوع - فورين بوليسي: 2025.. العام الذي بدأ فيه العالم الاعتراف بالإبادة الجماعية في السودان
تغيير حجم الخط     

فورين بوليسي: 2025.. العام الذي بدأ فيه العالم الاعتراف بالإبادة الجماعية في السودان

مشاركة » الأحد ديسمبر 28, 2025 10:37 am

5.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

في عام 2025، ومع دخول الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث، بدأ المجتمع الدولي يطلق تحذيرات جدية بشأن جرائم ضد الإنسانية فيما يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أسوأ أزمة إنسانية في العالم. الأرقام صادمة: فقد أسفر الصراع عن مقتل ما يُقدَّر بنحو 150 ألف شخص، وتشريد قرابة 13 مليونًا، وترك أكثر من 21 مليون إنسان يواجهون جوعًا حادًا. وتشير تقارير إلى أن برك الدم والمقابر الجماعية باتت مرئية من الفضاء.

وفي سعيهما للسيطرة على البلاد، وُجِّهت اتهامات بارتكاب فظائع لكلٍّ من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من قبل جهات إقليمية ودولية. غير أن قوات الدعم السريع، على وجه الخصوص، تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية ضد مجتمعات غير عربية، بما في ذلك من الولايات المتحدة. وقد أدى سقوط مدينة الفاشر في إقليم دارفور بيد قوات الدعم السريع في أكتوبر إلى استمرار مجازر بحق آلاف المدنيين.

لكن الاعتراف لا يساوي الفعل. فما زال الصراع يُوصَف بأنه “الحرب المنسية”. وكما قال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في حديثه إلى رافي أغراوال من مجلة فورين بوليسي في مايو: “الفرق بين السودان وغزة هو أن المجتمع الدولي في حالة لا مبالاة تجاه السودان”. وفي نوفمبر، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”البدء بالعمل على السودان”، غير أن الانخراط الأمريكي لم يُفضِ حتى الآن إلى أي اختراقات ملموسة.

وخلال هذا العام، نشرت مجلة فورين بوليسي مقالات لصحافيين ومحللين وباحثين سعوا إلى فهم طبيعة الصراع، واستكشاف أبعاده الجيوسياسية، ودراسة ما يمكن للعالم فعله من أجل العمل على إنهاء الحرب في السودان.

كيف يمكن وقف الإبادة الجماعية في السودان؟

بعد فترة وجيزة من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، طرح الخبيران القانونيان معتصم علي، ويوناه دايموند حجة قوية تحدد الخطوات التي ينبغي على المجتمع الدولي، من المحكمة الجنائية الدولية إلى الولايات المتحدة، اتخاذها لوقف عمليات القتل الجماعي في السودان.

وكتب علي ودايموند: “يجب أن تكون جميع الخيارات مطروحة لحماية المدنيين والوفاء بوعد “لن يتكرر ذلك مرة أخرى”“. وأضافا: “يتعيّن على الدول استهداف قيادة قوات الدعم السريع وسلاسل إمدادها وفرض عقوبات عليها، وكذلك على الجهات النافذة في الخارج التي تمكّنها”.

لماذا بات نشطاء الديمقراطية السودانيون يدعمون الجيش الآن؟

مع تحقيق القوات المسلحة السودانية تقدمًا كبيرًا في مطلع العام، تناول ياسر زيدان، المحاضر السابق في الجامعة الوطنية السودانية، تطورًا غير متوقع في الحرب: “حشد نشطاء ديمقراطيين سودانيين شباب كانوا في السابق من أشد منتقدي المؤسسة العسكرية”. ويكتب زيدان أن بعض هؤلاء النشطاء “حملوا السلاح ضد قوات الدعم السريع، معتبرين أن هذه الميليشيا تمثل التهديد الأكبر لسيادة السودان ومستقبله”.

وقد أثار مقال زيدان جدلًا في فورين بوليسي. فبعد أسابيع من نشره، كتب الطبيب السوداني محمد بهاري ردًا قال فيه إن النشطاء الذين انضموا إلى صفوف الجيش فعلوا ذلك بدافع اليأس، وأن الاعتقاد بأن القوات المسلحة السودانية ستدعم الديمقراطية هو “وهم خطير”.

على واشنطن مواجهة أبو ظبي بشأن السودان

تربط الولايات المتحدة بالسودان علاقة متوترة منذ استقلاله عام 1956، اتسمت بقطع العلاقات الدبلوماسية، وفرض عقوبات قاسية، وقيود على المساعدات.

ومع ذلك، تكتب سُهى موسى، الصحافية والمحللة الأمريكية من أصل سوداني، أن “الولايات المتحدة، على الرغم من تاريخها المضطرب مع السودان والمخاوف المشروعة لدى كثير من السودانيين والمراقبين الدوليين من دورها، قد تكون الجهة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغط فعّال على [الإمارات العربية المتحدة] لسحب دعمها لقوات الدعم السريع”.

وفي مقال حديث، تبحث موسى كيف يمكن لترامب أن يصبح صانع سلام في السودان، ولماذا قد يصبّ ذلك في مصلحة الولايات المتحدة نفسها.

الحاجة الملحّة إلى ضغط دولي لإنهاء الحرب في السودان

في الشهر الماضي، أجرى جون هالتيوانغر من فورين بوليسي مقابلة مع شارلوت سلينته، الأمينة العامة للمجلس الدنماركي للاجئين، حول حجم الكارثة الإنسانية في السودان، والحاجة إلى ضغط مستدام لإنهاء الحرب، وتأثير ثقافة الإفلات من العقاب على المعايير الإنسانية الدولية.

وقالت سلينته: “لقد دعم المجتمع الدولي السودان بالمساعدات الاقتصادية والإنسانية، لكن ليس بالقدر المطلوب على الإطلاق”. وأضافت: “علينا أن نتذكر أن المساعدات الإنسانية تتعامل فقط مع نتائج الصراع، ولا تعالج أسبابه الجذرية. إن الاكتفاء بإدارة العواقب بدلًا من منعها هو ما جعل هذه الأزمة تتفاقم إلى هذا الحد”.

توثيق جرائم الحرب في السودان يبدأ الآن

ما الذي يمكن للمجتمع الدولي فعله في السودان إلى جانب الضغط على أطراف الصراع؟ في مقال حديث، تتناول جانين دي جوفاني كيف غيّرت التطورات التكنولوجية، ولا سيما الاستخبارات مفتوحة المصدر، أدوات التحقيق في جرائم الحرب.

وتكتب دي جوفاني: “من المؤسف أنه فات الأوان لمنع ما وصفته وزارة الخارجية الأمريكية بالفعل بأنه إبادة جماعية”. لكنها تضيف: “الآن هو وقت الانتقال إلى التوثيق والملاحقة القضائية المحتملة. وقف العنف المستمر أمرٌ ملحّ، وكذلك جمع الأدلة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير