الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بعد الحداد والإضراب.. هل يتجه شمال وغرب العراق للانخراط بالمظاهرات؟
تغيير حجم الخط     

بعد الحداد والإضراب.. هل يتجه شمال وغرب العراق للانخراط بالمظاهرات؟

مشاركة » الاثنين ديسمبر 02, 2019 12:04 pm

16.jpg
 
أحمد الدباغ-الموصل

تدخل المظاهرات الشعبية الواسعة في العراق شهرها الثالث، إذ تتمثل مطالب المتظاهرين بإصلاحات سياسية واقتصادية، وتعديل الدستور واستبعاد الأحزاب الحالية الحاكمة.

كان اللافت في هذه المظاهرات عدم مشاركة مدن شمال وغرب العراق فيها بعد مرور كل هذه المدة، إلا أن الوضع قد يتغير بعد وقفات مناصرة شهدتها مدن الموصل وتكريت (شمالا)، والرمادي والفلوجة (غرب).

آلاف الطلاب والموظفين ارتدوا الزي الأسود وتجمعوا في ساحات الجامعات حدادا على القتلى من المتظاهرين في محافظتي النجف والناصرية (جنوبي البلاد) الذين سقطوا أخيرا خلال الاحتجاجات.

مصطفى الذي ارتدى ملابس سوداء هو أحد طلاب كلية القانون في جامعة الموصل، يقول إنه وزملاءه وقفوا أمس الأحد في ساحة جامعة الموصل لقراءة سورة الفاتحة على أرواح المتظاهرين السلميين الذين قتلوا جنوبي البلاد.

وأضاف للجزيرة نت أن تضامنهم مع المتظاهرين جاء نتيجة عدم مقدرتهم على مشاركة المتظاهرين في حراكهم نتيجة للوضع السياسي والأمني المعقد للموصل، ونتيجة للتهم الجاهزة التي قد تلصق بهم في حال قاموا باحتجاجات.
وقفات تضامنية في جامعة الموصل مع مظاهرات بغداد والجنوب (الجزيرة نت
18.jpg
 


دوافع المشاركة
الصحفي محمد سالم يؤكد أن الوقفات التضامنية التي شهدتها المحافظات الشمالية والغربية تمت بتسهيلات من قبل الأجهزة الأمنية والحكومات المحلية، بهدف امتصاص الغضب الشعبي ولكبح جماح الشباب للحيلولة دون خروجهم في مظاهرات جماعية كما يحدث في بغداد ومدن جنوبية.

أما الكاتب الصحفي محمود الجمّاس فيرى أن خروج شباب الموصل ليس بجديد، إذ إن عشرات الشباب من الموصل وتكريت والأنبار كانوا قد التحقوا بالمظاهرات في ساحة التحرير ببغداد منذ أيامها الأولى.

وعن الوقفات التضامنية، كشف الجماس أن طلاب جامعة الموصل ومنذ شهر دخلوا في إضراب عن الدوام بنسبة 70%، إلا أن ارتفاع أعداد القتلى من المتظاهرين أخيرا جعل من الإضراب عاما وشاملا.

وأكد أن الأجهزة الأمنية في الموصل لا تزال تمسك بزمام الأمور، في الوقت الذي لم يستبعد فيه تصاعد الموقف في حال استمر الضغط على المتظاهرين في وسط وجنوب البلاد.

أسباب التخوف
يرى العديد من الخبراء والمسؤولين في محافظات شمال وغرب العراق، أن الوضع السياسي والأمني لهذه المحافظات لا يسمحان لها بالتظاهر.

النائب في البرلمان عن نينوى أحمد الجبوري يرى أن مسؤولي وسكان مدينة الموصل يدركون أن وضع مدينتهم بالغ الحساسية.

وأضاف للجزيرة نت أن خروج المظاهرات في الموصل قد يؤدي إلى إضعاف وإشغال الأجهزة الأمنية عن واجباتها في مكافحة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية وبالتالي الخوف من تدهور الوضع الأمني كما حصل في عام 2014 واكتساح التنظيم للمدينة.

أما المحلل السياسي رعد هاشم من محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) فيعتقد أن هناك العديد من التوجهات التي تسعى لإبقاء المدن الشمالية والغربية بعيدة عن المظاهرات.

ويقسم هاشم هذه الجهات إلى مسلحة هددت أبناء هذه المدن بعدم المشاركة في التظاهرات وتهديدهم باعتبارهم من الموالين لتنظيم الدولة وأنهم سمحوا للتنظيم بالسيطرة على مدنهم في عام 2014.

ويلفت هاشم في حديثه للجزيرة نت إلى أن هناك جهة وطنية من أبناء تلك المدن ترى أن التظاهرات إن خرجت فإنها لن تخدم هذه المدن على اعتبار حجم الدمار والخراب الكبيرين اللذين لا تزال مشاهدهما حاضرة في كل زقاق وحي بسبب الحرب والخوف من تكرار المشهد.
وقفات تضامنية موصلية مع المظاهرات (الجزيرة نت)
17.jpg
 

من جانبه، يعتقد الخبير الأمني والإستراتيجي هشام الهاشمي أن الوقفات في مدن شمال وغرب البلاد ما هي إلا وقفات تضامنية أكثر مما هي تشاركية أو تنسيقية.

وأشار إلى أن تخوف هذه المدن من عودة تنظيم الدولة ليس السبب الوحيد في عدم تظاهرهم ضد الحكومة، إذ إن سكان هذه المناطق وصلوا إلى حالة من اليأس تجاه أي تغيير سياسي حقيقي قد يحدث في البلاد.

ويعلل الهاشمي ذلك بالإشارة إلى أن احتجاجات الموصل وتكريت والأنبار في عامي 2013 و2014 انتهت بقمع من نوع آخر، بعد أن انتُزِع السلاح من أهلها وتركت مدنهم لعدو متوحش متمثل بتنظيم الدولة، بحسب تعبيره.

وبالتالي فإن السكان لا يخشون من المشاركة قدر خوفهم من تكرار السيناريو المميت الذي لم يتعافوا منه حتى الآن.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron