طهران – الزمان
قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي لاريجاني، إنّ إيران مستعدة للدخول في اتفاق مع القوى الغربية يتضمن الامتناع عن إنتاج القنبلة النووية مقابل شروط محددة، فيما أكّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنّ بلاده سترد بالشكل الملائم على الخطوة الأوروبية، التي وصفها بـ»غير الفنية»، في إشارة إلى المشروع المقدم ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذّرًا من أنّ هذا الإجراء «سيدخلنا في مسار معقد». وفي مقابلة مع الموقع الرسمي للمرشد الأعلى الإيراني، دعا لاريجاني القوى الغربية إلى استخلاص الدروس من سياساتها الخاطئة، مشيرًا إلى أنّ القرارات التي أصدرتها تلك القوى ضد إيران تسببت في مشاكل اقتصادية، إلا أنّ إيران استجابت بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة تجاوزت 60%.
وأضاف لاريجاني مخاطبًا القوى الغربية: «ليس أمامكم إلا خياران: العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوافق عليها سابقًا، أو القبول بشروطنا».
وتابع لاريجاني: «لنتفق على أن نتجنب نحن إنتاج القنبلة النووية، وعلى أن تقبلوا أنتم بشروطنا المستندة إلى تجارب الماضي. دعونا ننتقل إلى اتفاق جديد وننصحكم بعدم تكرار سلوكياتكم الخاطئة السابقة؛ فهذا هو الحل الذي نقترحه». وأعلنت إيران الجمعة إنها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة» ردا على قرار تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.
وأيّد مشروع القرار الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت على ما أفاد مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس. ولم تستطع فنزويلا المشاركة.
بعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لوكالة فرانس برس إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».
والجمعة جاء في بيان مشترك صادر عن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانية «أصدر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أمرا باتخاذ إجراءات فعالة، بما فيها وضع مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة وبأنواع مختلفة في الخدمة».
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحول إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو-235) لاستخدامات عدة. كذلك، أوضحت السلطات الإيرانية أنه «بموازاة ذلك، سيتواصل التعاون الفني وعلى صعيد الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بموجب التزامات قطعتها إيران. ومع أجهزة الطرد المركزي الجديدة الموضوعة في الخدمة، ستتمكن إيران «من زيادة كبيرة في قدرتها على تخصيب» اليورانيوم على ما قال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للتلفزيون العام
وقال خبير الشؤون السياسية في طهران هادي محمدي «لا تقف إيران وراء حلقة الاستفزازات هذه».
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس إن إجراءات الرد «يمكن سحبها» إذا تراجعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قرارها «أو في حال فتح مفاوضات».
في سياق متصل، حذّر عراقجي، في مقابلة تلفزيونية، من أنّ الضغوط لن تؤدي إلى النتائج المرجوة، ولن تثني إيران عن قرارها مواصلة التعاون الإيجابي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضح: «لدينا إرادة حقيقية للتعاون مع الوكالة وحل المشكلات العالقة، لكن التحرك الأوروبي يتعارض مع هذا التوجه».
وكشف عراقجي عن مساعٍ إيرانية لإيجاد أرضية تفاهم مشترك لحل المشكلات العالقة، مشيرًا إلى أنّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، أبدى تفاؤلًا ورحب بهذا التوجه.
وأوضح أنّ «دعوة غروسي إلى طهران هدفت إلى فتح صفحة جديدة من التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية»، لكنه اعتبر أنّ «الزيارة حملت أبعادًا سياسية».
وأضاف عراقجي أنّ ملف البرنامج النووي الإيراني يواجه تعقيدات أكبر مقارنة بالسابق، مستبعدًا إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات مع مجموعة 5+1، نظرًا لتغير العديد من المعطيات.
وأشار إلى أنّ «علينا انتظار القرارات التي ستتخذها الإدارة الأميركية الجديدة»، مؤكدًا أنّه إذا استمرت واشنطن في سياسة الضغوط القصوى والسلوكيات العدائية، فإن موقف طهران سيكون واضحًا وحاسمًا.
وختم بالقول إنّ إيران لا تمتلك في الوقت الحالي أي قناة اتصال مع الإدارة الأميركية الجديدة، فيما يتم التواصل عند الضرورة مع الإدارة الحالية عبر السفارة السويسرية في طهران