ثلاثة شروط لوقف النار..انسحاب حزب الله من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني وقطع التسليح عبر سوريا
بيروت-(أ ف ب) – نيويورك- واشنطن -الزمان
تستعد إسرائيل ولبنان لاعلان وقف اطلاق النار في غضون ساعات بحسب مصادر أمريكية،و أعربت واشنطن الإثنين عن اعتقادها بأن وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بات «قريبا»، لكن المحادثات ما زالت جارية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الإثنين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي «نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين» من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنه لفت إلى عدم التوصل إلى أي اتفاق بعد في انتظار موافقة المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي اذ .
فيما صرح مسؤول اسرائيلي الاثنين انّ مجلس الوزراء الامني «سيتخذ مساء الثلاثاء قرارا» بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
بحسب ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية. بعد إشارات قوية عن موافقة رئيس الحكومة نتانياهو على المقترح الامريكي الفرنسي،
وقبل ذلك بقليل أعلن في نيويورك السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون «نحن نحرز تقدما على هذه الجبهة». فيما اكدت مصادر في واشنطن لـ» الزمان» ان الولايات المتحدة سوف تكون الضامن والمراقب لتنفيذ اتفاق الهدنة الذي بات حتميا ونهائيا، وان إسرائيل مطمئنة لصحة التنفيذ بسبب الدور الأمريكي الذي لاقى ترحيبا لبنانيا أيضا، و يتضمن الاتفاق بعد وقف النار لمدة ستين يوما أولية، شرطين أساسيين، الأول عدم عمل حزب الله جنوب نهر الليطاني حيث سينتشر الجيش اللبناني، والثاني منع تسليح حزب الله وقطع طريق تمويله بالسلاح من ايران عبر سوريا. وبشأن موافقة ايران على الاتفاق، قالت المصادر ان مستشار المرشد الإيراني الأعلى ابلغ المفاوض اللبناني نبيه بري ان الأولوية هي وقف الحرب في إشارة الى موافقة ضمنية على التفاصيل.
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الذي ترأس اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع الإثنين، عن «تفاؤله» بإمكان التوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
في مؤتمر صحافي، قال تاياني الذي تتولى بلاده الرئاسة السنوية لمجموعة السبع «أنا متفائل بشأن لبنان»، لافتا إلى أنه يشعر بذلك على الرغم من أن «الأمر أكثر تعقيدا مما هي عليه الحال في غزة».
تأتي تصريحات تاياني على خلفية ضغوط دولية متزايدة تمارس سعيا لوقف القتال، بعدما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد من بيروت إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، وهو ما دعت إليه مجددا الأمم المتحدة الإثنين.
جدّد الجيش الإسرائيلي غاراته على حزب الله في لبنان حيث تخوض وحداته الخاصة والمدرعة معارك شرسة مع الحزب الموالي لإيران في الجنوب وخاصة محور «الخيام»، وسط تفاؤل في الأوساط السياسية من إمكانية التوصل الى اتفاق هدنة في غضون أيام، في وقت تكثف فيه الأسرة الدولية عبر الضغوط الامريكية والفرنسية على الطرفين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ودعا مسؤول في الأمم المتحدة الإثنين الأطراف المعنية الى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وذلك في ظل تقارير عن اتجاه الطرفين لابرام اتفاق يستند إلى مقترح أميركي. وقال مهند هادي أمام مجلس الأمن الدولي باسم موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند «أحيي الجهود الدبلوماسية الجارية للوصول الى وقف الأعمال القتالية وأدعو الأطراف الى الموافقة على وقف إطلاق النار المرتكز على التطبيق الكامل للقرار 1701».
ووضع القرار حدا للأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب تموز/يوليو 2006 التي استمرت قرابة شهر. ويقضي القرار باقتصار الوجود العسكري في جنوب لبنان على الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).
وتشترط اسرائيل تفكيك «بنى تحتية» عسكرية أقامها حزب الله في الجنوب على رغم القرار الدولي، والتراجع الى شمال نهر الليطاني.
وتجددت الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله مع ثلاث غارات جديدة صباح الاثنين بعد انذارات بالاخلاء بحسب الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «مراكز قيادة تابعة لحزب الله».
وفي جنوب البلاد، سقط 12 قتيلا في غارات اسرائيلية على منطقة صور على ما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية.
وبحسب موقع أكسيوس، يتّجه الطرفان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني. ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي، إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس.
وأشار الموقع إلى ضمانات أميركية لدعم تحرك عسكري إسرائيلي في حال قيام حزب الله بهجمات.
وحذر إيتامار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين من أي اتفاق لوقف النار مشددا على أنه سيكون «خطأ كبيرا». وتخشى دوريت سيسون البالغة 51 عاما وهي من شمال إسرائيل أن يصب وقف إطلاق النار في مصلحة حزب الله كما حصل في العام 2006 بعد الحرب التي تواجه فيها مع إسرائيل. ورأت أن الحزب تمكن يومها «من إعادة تسليح» نفسه وبات يملك الآن «أنفاقا وصواريخ وكل الذخائر الممكنة. يملك كل شي». ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل)، في جنوب البلاد.
وتؤكد إسرائيل انها تريد القضاء على قدرات حزب الله وحركة حماس. وتعهدت القضاء على الحركة الفلسطينية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته داخل الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، ما تسبب باندلاع الحرب في قطاع غزة. وتسعى إلى منع حزب الله من إطلاق الصواريخ باتجاه أراضيها للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح من شمال البلاد.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي نفّذ غارات جوية أخرى الاثنين في قطاعات مختلفة من جنوب لبنان حيث تدور «اشتباكات شرسة» مع عناصر حزب الله.
وأوضحت «تدور الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال وبشكل شرس في محيط بلدية الخيام بعدما تقدمت قوات الاحتلال مدعومة بدبابات الميركافا (…) تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري على وسط الخيام وعلى أطرافها».
وقال مراسلون على صلة بحزب الله ان خسائر الحزب داخل الخيام كبيرة لاسيما وجود اعداد كبيرة من الجرحى ومن الصعب اخلاؤهم الى أماكن امنة.
وقالت الوكالة اللبنانية إن قصفا إسرائيليا استهدف قلعة الشقيف، وهي قلعة صليبية استخدمها الجيش الإسرائيلي كقاعدة له خلال احتلاله الذي استمر 22 عاما لجنوب لبنان، وانتهى عام 2000.
وأعربت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الاثنين عن «قلق بالغ» إزاء هجمات تعرض لها الجيش اللبناني ونسبها إلى اسرائيل، غداة مقتل جندي بغارة اسرائيلية على مركز عسكري في جنوب لبنان.
وقالت في بيان إنها تشعر «بقلق بالغ إزاء الضربات العديدة التي تعرضت لها القوات المسلحة اللبنانية داخل الأراضي اللبنانية».
وأضافت أن «القوات المسلحة اللبنانية» أفادت «عن سلسلة من الضربات الإسرائيلية» أسفرت عن «مقتل 45 جندياً»، قضى 19 منهم أثناء تأدية الواجب، وفقا للجيش.
وأعلن الجيش اللبناني الأحد أن غارة اسرائيلية على موقع للجيش قرب مدينة صور أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 18 آخرين، بينهم مصابون بجروح بليغة.
وأعلنت الحكومة اللبنانية مساء الأحد تعليق التدريس الحضوري في كلّ المدارس والمعاهد والجامعات، الرسمية والخاصة، في العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها، والاستعاضة عنه بالتعليم عن بُعد.
وتقدر وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من 3750 شخصا قتلوا في البلاد منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم منذ أيلول/سبتمبر هذا العام.
وهذا الرقم لايشمل مقاتلي حزب الله في الجنوب والبقاع.
على الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا خلال 13 شهرا.