الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إجماعٌ إسرائيليٌّ: الجولاني كنزُ للكيان ورفضه سيؤدّي لمُنازلة أردوغان.. كلّ يومٍ تصلنا رسائل طمأنة منه.. “الرئيس” شطب العدوّيْن اللدوديْن إيران وحزب الله عن الخريطة
تغيير حجم الخط     

إجماعٌ إسرائيليٌّ: الجولاني كنزُ للكيان ورفضه سيؤدّي لمُنازلة أردوغان.. كلّ يومٍ تصلنا رسائل طمأنة منه.. “الرئيس” شطب العدوّيْن اللدوديْن إيران وحزب الله عن الخريطة

مشاركة » الثلاثاء مارس 11, 2025 11:18 am



2.jpg
 
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
يقول المثل العربيّ إنّه “مع الأكل تزداد الشهيّة”، وهذا الأمر إذا ترجمناه للغة السياسة ينطبِق على دولة الاحتلال الإسرائيليّ، التي تُواصِل اعتداءاتها ضدّ سوريّة واحتلال أراضيها وتوجيه التحذيرات لما يُسّمى في تل أبيب بـ “نظام مجموعة الإرهابيين في دمشق”، ومع ذلك يُجمِع الخبراء والمُحللين والمُستشرقين في الكيان على أنّ النظام الذي يقوده أبو محمد الجولاني هو أسهل بكثير من النظام السابق، بقيادة د. بشّار الأسد، لأنّه أبعد كليًّا حزب الله وإيران عن الأراضي السوريّة، وهو الأمر الذي كان يقُضّ مضاجع قادة الدولة العبريّة من المستويين الأمنيّ والسياسيّ على حدٍّ سواء.
وبحسب المُستشرق، بروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، فإنّه “يسود وقف نارٍ في قطاع غزة، رممت حماس قوتها في ظلّه وعادت لتحكم القطاع وسكانه بيدٍ عليا”.
ad
وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل هايوم) العبريّة: “أمّا في لبنان وإنْ أبقى الجيش الإسرائيليّ وجوده على طول خط الحدود، مع وجودٍ رمزيٍّ، تبدو صورته جميلة في وسائل الإعلام، لكن تنظيم حزب الله عاد ليرمم قدراته وقوته، بحكم اتفاق الهدنة الذي وقعنا عليه قبل ثلاثة أشهر”.
وأردف المستشرق: “لكن لمَنْ يسأل عن وجهة طاقة إسرائيل اليوم، فتبدو نحو مغامرةٍ في سوريّة، مغامرة سخيفة، عديمة أيّ منطقٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ، ستُلحِق الضرر بإسرائيل في المستقبل”.
وشدّدّ البروفيسور زيسر على أنّه “في بداية كانون الأول (ديسمبر)، حُسِمَ أمر دمشق حين انهار نظام بشار الأسد، شيطاننا المعروف والمحبب. فقد حافظ الأسد على الهدوء على طول الحدود، لكنّه سمح لإيران بالتموضع في بلاده وساعدها على جعل حزب الله تهديدًا لنا، واستولى أحمد الشرع على مكانه الذي عرفناه كأبي محمد الجولاني، زعيم (جبهة تحرير الشام)، جسم تعود جذوره إلى (القاعدة) و (داعش)”.
ad
ولفت المستشرق إلى أنّه “لا يمُرّ يوم دون أنْ يبعث لنا الشرع برسائل تهدئة، بل وحتى مصالحة. متحدثون بلسانه تنبأوا بإمكانية إقامة سلام معنا، فيما هو نفسه يعود ليشرح بأنّ سوريّة دولة مدمرة، ووجهتها ليست للحرب، وكلّ ما يطلبه هو علاقات جيرة طيبة مع الدول المحيطة بها. العدوّ بل وحتى الشيطان بالنسبة للشرع هو إيران وحزب الله، اللذان لن يغفر لهما دورهما في سوريّة بذبح مئات آلاف السوريين في خدمة الأسد”، طبقًا لمزاعمه.
وتساءل بروفيسور زيسر: “هل يمكن الثقة بالشرع وتصديق كلامه؟ ليس مؤكدًا. ينبغي التعامل معه وفقًا لقاعدة (احترمه وشك فيه)، متابعة أفعاله وليس تصريحاته فقط، وعدم السماح بتثبيت كيان إرهابٍ في شمالنا، إذا ما اختار الشرع بالفعل طريق المواجهة، الأمر الذي لا يبدو معقولاً الآن. في الوقت نفسه، ليس لإسرائيل مصلحة لجعل نفسها عدوًّا لسوريّة الجديدة ما لم تبث عداءً وعدوانًا تجاهنا”.
واستدرك قائلاً: “غير أنّ إسرائيل ارتكبت في الأشهر الثلاثة الأخيرة كلّ خطأ ممكن في سوريّة. أولاً، احتلال أراضٍ داخل سوريّة دون حاجةٍ أمنيّةٍ، بل لأنّ الأمر ممكن ولأنّ صورة الأمر تبدو جميلة. ثانيًا، إعلان فارغ من المضمون عن إقامة منطقة مجردة من السلاح من جنوبي دمشق، وهو أمر غير عملي. وأخيرًا، إعلان بأننا سنأتي لنجدة الدروز، الذين لا يريدون نجدتنا على الإطلاق”.
وأشار أيضًا إلى أنّ “الدروز في سوريّة مثل إخوانهم في لبنان وإسرائيل، يرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من الدولة التي يعيشون فيها. هم اليوم يكافحون في سبيل مكانتهم في سوريّة حيال الشرع ورجاله الذين لاحقوهم بل وقتلوا منهم في الماضي. ولكن الدروز رأوا ولا يزالون يرون أنفسهم كسوريين، ولن يطرأ على بالهم طلب مساعدة مباشرة من إسرائيل. فهم يعرفون بشكلٍ أفضل منّا بأنّ سياستنا تتغيّر مثل مؤشر اتجاه الريح، لكن مستقبلهم يبقى في المجال السوريّ، وهم لا يريدون أنْ يوصم هذا المستقبل بوصمة التعاون معنا”.
و”هكذا”، أكّد المُستشرق، “نجحت إسرائيل في فرض نفسها كمسألةٍ مركزيّةٍ على جدول الأعمال السوريّ بعد أنْ اعتبرنا كثيرون من السوريين حتى كعنصرٍ إيجابيٍّ وعاطفٍ، وبالتأكيد في ضوء الضربات التي أوقعناها على حزب الله. أمّا الآن، فيعود الجميع ليروا فينا أزعر، كلّ رغبته استعراض القوة، والتوسع والاستيلاء على أراضٍ ليست له”.
ورأى المستشرق: “ندفع سوريّة إلى أذرع تركيا، وَمَنْ لا يريد الشرع سيتلقى اردوغان، ندافع عن إسرائيل من أراضي إسرائيل. لو فعلنا هذا في 7 أكتوبر، ما وقعت الكارثة. ندافع عن إسرائيل بتشخيص القدرات العسكرية للعدوّ وإبادتها. لو فعلنا هذا قبل الأوان في لبنان، لوفرنا على أنفسنا مشاكل كثيرة”.
واختتم مقاله بالتأكيد أنّنا “لا ندافع عن إسرائيل بتصريحاتٍ عليلةٍ وبخطوات علاقاتٍ عامة، لا تخدم أمننا القومي بل تمس به”، على حدّ تعبير المستشرق الإسرائيليّ.
يُشار إلى أنّ الإعلام العبريّ احتفى بالمجازر التي ارتكبها النظام الجديد في الأيّام الأخيرة وراح ضحيتها أكثر من ألف مدنيٍّ سوريٍّ، لأنّ هدف إسرائيل هو إشعال فتيل الحرب الأهليّة للقضاء على ما تبقّى من سوريّة، التي كانت حتى العام 2011، أيْ قبل اندلاع ما تُسّمى بالثورة، دولة اكتفاءٍ ذاتيٍّ، وبات اليوم دولةً ممزقةً وفاشلةً.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى أحدث خبر