جنيف- باريس – لندن -الزمان
أعلنت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني، يمكن استخدامه لدى من تجاوزت أعمارهم 65 عامًا.
فيما سُجّلت رسمياً أكثر من 500 ألف وفاة جراء كوفيد-19 منذ بدء تفشي الوباء في الاتحاد الأوروبي، حيث يبدو أن الوضع يتحسّن في عدد من الدول الأعضاء، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات السلطات.
وتمّ تجاوز عتبة 500 ألف وفاة مساء الثلاثاء في الاتحاد الأوروبي. والأربعاء عند الساعة 12,00 ت غ، أُحصيت في الاتحاد 501,531
وفاة من أصل 20,548,666 إصابة معلنة.
وفي توصياتها المرتقبة حول هذا اللقاح، نصحت المجموعة الاستراتيجية الاستشارية لخبراء منظمة الصحة العالمية أيضاً باستخدام هذا اللقاح «حتى مع انتشار نسخ متحوّرة في بلد ما».
وقال رئيس مجموعة الخبراء أليخاندرو كرافيوتو في مؤتمر صحافي إن «الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا يجب أن يحصلوا على اللقاح».
وتأتي هذه التوصيات في وقت راكم اللقاح الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني وجامعة أوكسفورد في الأسابيع الأخيرة، النكسات مع التشكيك في فعاليته لدى من هم فوق 65
عاماً وفي الدول التي سجلت نسخًا متحوّرة شديدة العدوى للفيروس.
ورخّصت دول عدة والاتحاد الأوروبي استخدام لقاح أسترازينيكا الذي كانت بريطانيا أول من استخدمه على نطاق واسع بدءاً من كانون الأول/ديسمبر.
إلا أن بعض الحكومات فضّلت استخدامه فقط لمن هم دون 65 عاماً وحتى 55 عاماً، بسبب نقص البيانات الكافية حول فعاليته لدى الفئة العمرية الأكبر.
وتحدّثت جنوب إفريقيا استناداً إلى دراسة، الأحد عن احتمال أن تكون فعالية هذا اللقاح «محدودة»
ضد النسخة المتحوّرة التي اكتشفتها وتعد أشد عدوى من الفيروس الأصلي ومسؤولة بشكل كبير عن الموجة الثانية من الإصابات لديها.
وفي توصياتها، أشارت مجموعة الخبراء إلى أن «هذه الدراسة أُجريت لتقييم فعالية (اللقاح)
ضد كافة درجات خطورة المرض، إلا أن حجم العينة الصغير لم يسمح بتقييم فعالية اللقاح ضد الأنواع الخطيرة من كوفيد-19
بشكل خاص».
وقالت المجموعة «نظراً إلى ذلك، توصي منظمة الصحة العالمية حالياً باستخدام لقاح (أسترازينيكا)
… حتى مع انتشار نسخ متحوّرة في بلد ما».ويبلغ معدّل فعالية لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد وفق نتائج التجارب 70%، وهو أقلّ إقناعاً من لقاحي فايزر/بايونتيك ومودرينا اللذين تتجاوز فعاليتهما 90%.
إلا أن هذا اللقاح يستخدم تقنية تقليدية ما يجعله أقل كلفة وأسهل في التخزين إذ يمكن حفظه في برادات وليس في ثلاجات درجات حرارتها منخفضة جداً، وبالتالي فهو مهيأ أكثر لحملات التلقيح واسعة النطاق.
وقالت المسؤولة العلمية في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان للإعلام «إنه أحد اللقاحات التي يمكن حفظها في برادات عادية وسيكون إذاً مفيداً جداً».
فيما أعلنت مجموعة استرازينيكا البريطانية الأربعاء إنشاء شراكة مع «اي دي تي بيولوجيكا»
الألمانية لتكون قادرة على إنتاج المزيد من اللقاحات لأوروبا بدءاً من الفصل الثاني من هذا العام.
وأشار بيان إلى أنّ المجموعتين «تنظران في إمكانات تسريع إنتاج لقاح أسترازينيكا»
خلال الأشهر المقبلة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه أسترازينيكا التي طوّرت لقاحها بالتعاون مع أوكسفورد، انتقادات بسبب تأخر تسليم الجرعات للاتحاد الأوروبي الذي تسبب بتجاذب بين المفوضية الأوروبية ولندن.
وأشارت المجموعة البريطانية الأربعاء إلى أنها بدأت في 5
شباط/فبراير تصدير أولى 17
مليون جرعة سيتمّ توزيعها في الأسابيع المقبلة في الاتحاد الأوروبي وسيليها مزيد من الجرعات في آذار/مارس.
إلا أنها تسعى إلى تسريع الوتيرة من خلال هذه الشراكة مع الشركة المصنعة الالمانية «للمساعدة في التلقيح الفوري في أوروبا».
وينص الاتفاق على زيادة قدرات التصنيع في منشأة تابعة للشركة في ألمانيا لإنتاج ملايين الجرعات شهرياً بحلول نهاية 2022.
ويُفترض أن يسمح هذا الاستثمار الذي لم يُكشف عن تفاصيله بعد، بإنتاج لقاحات أخرى من نوع لقاح أسترازينيكا وسيجعل من المختبر الألماني أحد أهمّ المصنّعين في أوروبا.
وقال المدير العام لمجموعة أسترازينيكا باسكال سوريو وفق ما جاء في البيان، إن «هذا الاتفاق سيساعد بشكل كبير أوروبا في زيادة قدراتها الإنتاجية للقاح، ما سيتيح الاستجابة إلى التحديات الحالية المرتبطة بالوباء وبضمان عرض استراتيجي للمستقبل».
واغتنم سوريو الفرصة «لشكر الحكومة الفدرالية الألمانية والمفوضية الأوروبية لدعمهما»، في مسعى لتهدئة التوتر الأخير بين المجموعة والاتحاد الأوروبي الناجم عن التأخير في التسليم.
ويراكم لقاح المجموعة البريطانية الذي يحيي آمالاً كبيرة لأن كلفته منخفضة وحفظه سهل، النكسات.