واشنطن- “القدس العربي”: تصاعدت التكهنات بشأن احتمال انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، بعد أن رصدت مواقع تتبع الطيران تحركات عشرات طائرات التزوّد بالوقود التابعة لسلاح الجوّ الأمريكي، انطلقت من قواعد عسكرية في الولايات المتحدة باتجاه أوروبا يوم الأحد.

ووصفت وسائل إعلام متخصصة في الشؤون العسكرية هذه التحركات بأنها “نشر جماعي غير مسبوق”، حيث رصدت نحو 30 طائرة من طراز KC-135R وKC-46A وهي تعبر الأطلسي، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وذكرت مجلة “ذي أفيييشنيست” أن معظم هذه الطائرات حطت في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، وقاعدة مورون الجوية ومحطة روتا البحرية الجوية في إسبانيا، في حين وصلت طائرتان إلى قاعدة أفيانو في إيطاليا، وأخرى إلى مطار بريستويك في المملكة المتحدة. كما حلقت بعض الطائرات فوق منطقة البلقان متجهة جنوبًا، على الأرجح نحو قاعدة سودا باي في اليونان أو قاعدة إنجرليك في تركيا.

وفي هذا السياق، كتب تايلر روجواي في موقع “ذا وور زون”: “رغم أن تحركات طائرات التزوّد بالوقود في هذا الاتجاه ليست غريبة تمامًا، إلا أن هذا الحجم من التحرك المتزامن يبدو استثنائيًا، خاصة في ظل الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط”. وأضاف أن “السبب الدقيق لهذا النشر المكثف لا يزال غير واضح، إلا أن معظم الاحتمالات تشير إلى تغيّر محتمل في نهج الصراع بين إسرائيل وإيران، أو استعدادات لمثل هذا التغيّر”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولَين أميركيَّين – طلبا عدم الكشف عن اسميهما – أن الهدف من نشر هذه الطائرات هو منح إدارة الرئيس دونالد ترامب “مرونة في التحرك” في الشرق الأوسط. واعتبر خبراء عسكريون أن هذه الخطوة قد تمهد لتوسيع الدعم الأمريكي لإسرائيل، أو حتى لشنّ ضربات أمريكية مباشرة على إيران.

ورغم أن إدارة ترامب أقرت مؤخرًا بأن إيران لا تسعى حاليًا لامتلاك أسلحة نووية، فإنها تصرّ على أن إسرائيل “تتصرف بشكل أحادي” لمنع طهران من تطوير مثل هذه الأسلحة. وفي تصريح له يوم الأحد، لم يستبعد ترامب تدخل القوات الأمريكية قائلًا: “من الممكن” أن تنخرط الولايات المتحدة في الحرب.

وتتهم إيران الولايات المتحدة بالتواطؤ في القصف الإسرائيلي، الذي تقول طهران إنه أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، 90% منهم من المدنيين، محذّرة واشنطن من “عواقب وخيمة” إذا قررت التورط بشكل أوسع في النزاع.

وخلال مشاركته في قمة مجموعة السبع (G7) في ألبرتا، كندا، يوم الإثنين، تهرّب ترامب من الإجابة المباشرة بشأن تدخل بلاده المحتمل، مكتفيًا بالقول: “لا أريد الحديث عن ذلك. لسنا منخرطين الآن، ولكن من الممكن أن ننخرط”.

ويُذكر أن للولايات المتحدة بالفعل وجودًا عسكريًا كبيرًا في المنطقة، يقدّر بنحو 40 ألف جندي موزعين على قواعد مزوّدة بأنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية قادرة على اعتراض الصواريخ.

وفي وقت سابق، استبدل البنتاغون قاذفات B-2 المتمركزة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بطراز آخر، يُعتقد أنه أكثر ملاءمة لتنفيذ عمليات في الشرق الأوسط، لا سيما القاذفات B-52 القادرة على حمل ذخائر خارقة للتحصينات، والتي يُعتقد أنها مخصصة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.

وفي مقابل الغارات الإسرائيلية، أطلقت إيران موجات من الصواريخ أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا في إسرائيل وإصابة المئات.

وفي وقت متأخر من يوم الإثنين، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية – التي تعرّضت بدورها لقصف إسرائيلي أسفر عن قتلى – أن طهران “تستعدّ لأضخم وأعنف هجوم صاروخي في التاريخ على الأراضي الإسرائيلية”، رغم أن تقارير أفادت بأن الحكومة الإيرانية أبدت استعدادًا للتفاوض على وقف إطلاق النار بشرط تقديم واشنطن ضمانات بعدم مهاجمة إيران.