الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إلى أيّ مدى تصحّ تقديرات الخُبراء الإسرائيليين التي تؤكّد أن إيران تملك مخزونًا من اليورانيوم المُخصّب يُؤهّلها لإنتاج 13 قنبلة نوويّة في غُضون أشهر؟ ولماذا تراجعت الوكالة الدوليّة للطّاقة عن تعنّتها وأصدرت “صكّ براءةٍ” لطِهران؟ وكيف سيردّ نِتنياهو على هذ
تغيير حجم الخط     

إلى أيّ مدى تصحّ تقديرات الخُبراء الإسرائيليين التي تؤكّد أن إيران تملك مخزونًا من اليورانيوم المُخصّب يُؤهّلها لإنتاج 13 قنبلة نوويّة في غُضون أشهر؟ ولماذا تراجعت الوكالة الدوليّة للطّاقة عن تعنّتها وأصدرت “صكّ براءةٍ” لطِهران؟ وكيف سيردّ نِتنياهو على هذ

مشاركة » السبت يونيو 03, 2023 12:01 pm

8.jpg
 
أصدرت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة “صكّ براءةٍ” لإيران، وأعلنت أمس إغلاق التحقيق في المُنشأة النوويّة “ماريفان” المُشتَبه في إقدامها على تخصيب اليورانيوم بنسبة قد تصل إلى أكثر من 80 بالمِئة اللّازمة لتركيب قنابل نوويّة، الأمر الذي يُشكّل صدمةً لدولة الاحتِلال الإسرائيلي.
إغلاق الوكالة لمِلف التحقيق يُعتبر تسليمًا للأمر الواقع، والقُبول دون تحفّظ بالرّواية الإيرانيّة، تمهيدًا للتوصّل إلى اتّفاقٍ نوويّ “جزئيّ” لرفع العقبات الأمريكيّة المفروضة على إيران التي فقدت أنيابها ومخالبها عمليًّا مثلما تُلمّح بعض التقارير الإخباريّة الغربيّة المُسرّبة في الأيّام القليلة الماضية كثمرةٍ لمُفاوضاتٍ سِريّةٍ أمريكيّةٍ إيرانيّة انعقدت في سلطنة عُمان في الأسابيع القليلة الماضية.
الاستراتيجيّة الإيرانيّة في تجاهل كُل ضُغوط الوكالة الدوليّة على طِهران، ووصلت في بعض جوانبها إلى درجة الابتزاز، حقّقت نجاحًا كبيرًا زادَ من قلق بنيامين نِتنياهو الذي ذهب إلى الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة عام 2019 حاملًا وثائق تؤكّد إنتاج إيران لكميّاتٍ من اليورانيوم تُؤهّلها لإنتاج أسلحة نوويّة، واستندت الوكالة الدوليّة للطّاقة النوويّة إليها لبدء تحقيقاتها التي انتهت بطَردِ مُفتّشيها.
الإيرانيّون “مُلوك” في فن المُناورة وكسب الوقت، ونجحوا في “تدويخ” الوكالة المذكورة، ومُفتّشيها، الذين لا يعرفون إلا أعداد محدودة من مُفاعلاتها النوويّة التي تزيد عن عشرة بعضها “سرّي” مِثل مُنشأة “فوردو” النوويّة السريّة المُشيّدة في قعر جبل قرب مدينة “قم”، وكشفها الجاسوس البريطاني علي رضا أكبري الذي عمل نائبًا لوزير الدفاع الإيراني، وجرى القبض عليه وإعدامه قبل بضعة أسابيع.
ad
الخُبراء الاسرائيليّون الذين يعيشون حالةً مُزدوجةً من الغضب واليأس، يقولون إن إيران يُمكن أن تدخل النادي النووي خلال 12 يومًا، وإن لديها مخزونًا من اليورانيوم المُخصّب يُمكّن عُلماءها من إنتاج إنتاج 7 قنابل نوويّة خِلال 3 أشهر ولديها ما يكفي من اليورانيوم المُخصّب لإنتاج 6 قنابل أخرى في غُضون أشهر قليلة إذا أرادت، حسب ما قالته إحدى الصّحف الإسرائيليّة اليوم.
الوكالة الذريّة المذكورة آنفًا أكّدت هذه المعلومة بطريقةٍ غير مُباشرة في تقريرها الذي أصدرته يوم أمس وقالت فيه إن مخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب بنسب مُتعدّدة بلغ 4744.5 كيلوغرام من بينها 470.9 من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 20 بالمِئة، أيّ أكثر من 23 مرّة من الكميّة المنصوص عليها في اتّفاق أيّار (مايو) عام 2015 الذي ألغاهُ الرئيس السابق دونالد ترامب مشكورًا.
السّلطات الإيرانيّة تعمل بصمتٍ، ووفق مُخطّط نووي مدروس بعنايةٍ، يتمثّل أوّلًا باستِخدام أحدث معدّات التّخصيب المُصنّعة محليًّا، وبناء بعض المُنشآت النوويّة على عُمُق مِئة مِتر تحت الأرض، بِما يجعلها مُحصّنةً من أيّ هُجوم للقاذفات الأمريكيّة مِثل B2 أو B52 القادرة على حمل “أمّ القنابل” (57 GBU) الوحيدة القادرة على اختِراق التّحصينات الجبليّة، ولا تملك مثلها دولة الاحتِلال لأنّ وزنها (القنبلة) يزيد عن 12 طُنًّا، ولا تصل قُدراتها التفجيريّة إلى أكثر من 60 مِترًا تحت الأرض، أيّ أنها لن تصل إلى المُنشآت الإيرانيّة.
إيران كسبت معركتها النوويّة ضدّ الولايات المتحدة الأمريكيّة ودولة الاحتِلال الإسرائيلي حتّى الآن، مثلما فشل نِتنياهو وجِنرالاته بعويلهم وهلعهم من إقناع الإدارة الأمريكيّة بتوجيه ضربات مُشتركة للمُفاعلات النوويّة الإيرانيّة فوق الأرض أو تحتها، لأنّها تُدرك جيّدًا، أن هذه الضّربات لن تنجح في إنهاء المشروع النووي الإيراني أوّلًا، ولأنّ الرّد الإيراني سيكون مُدَمِّرًا لدولة الاحتِلال، والقواعد الأمريكيّة ثانيًا، ولأنّها، أيّ إدارة بايدن، التي رفضت استِقبال نِتنياهو في واشنطن، لا تُريد خوض حربين ضدّ إيران، وأُخرى ضدّ الروس في أوكرانيا في وقتٍ واحد ثالثًا.
نِتنياهو وجِنرالاته سيستمرّون في الصّراخ والعويل، ولكنّه صراخٌ قد لا يجد تجاوبًا من الغرب، وأمريكا تحديدًا، مهما علت مُستويات ارتفاعه، لأن الغرب ضاق ذرعًا بالعبء الإسرائيلي الذي بات مُكلفًا جدًّا.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron