ضربة ناجحة
في المقابل، قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الهجوم بالطائرات المسيرة، على المنشأة الدفاعية الإيرانية في أصفهان، حقق نجاحا هائلا، وفقا لعدد من مصادر المخابرات الغربية.
وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أمضتا أسبوعا كاملا في إجراء تدريبات عسكرية، حول مهاجمة أهداف مثل إيران، لذا فإن تنفيذ هذا الهجوم فورا بعد هذه التدريبات قد يكون بمثابة رسالة بشأن جديتها.
وقدروا أن زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى إسرائيل، قبل الهجوم مباشرة، كانت دليلا على الحاجة إلى اجتماع خاص -وجها لوجه- بين قادة وكالة المخابرات المركزية وجهاز الموساد.
كما نقل مراسل موقع أكسيوس -عن مصدر وصفه بالمطلع- أن القصف الذي استهدف منشأة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية كان دقيقا وناجحا، موضحا أنه تم استهداف 4 مواقع مختلفة في المنشأة بدقة، وأن جميع الضربات حققت أهدافها.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن المسؤولين الأميركيين حددوا قبل أسابيع علنا إيران باعتبارها المورد الرئيسي للطائرات دون طيار إلى روسيا، لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وقالوا إنهم يعتقدون أن موسكو كانت تحاول أيضا الحصول على صواريخ إيرانية لاستخدامها في الصراع.
لكن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن اعتقادهم أن هذه الضربة، في أصفهان، كانت مدفوعة بمخاوف إسرائيل الأمنية، لا باحتمال تصدير الصواريخ إلى روسيا.
ومن جانب آخر أشارت واشنطن بوست إلى أن إسرائيل نفذت سلسلة من الضربات السرية داخل إيران خلال العقد الماضي، بتوجيه من نتنياهو، على الرغم من أنها نادرا ما تدلي بتصريحات علنية.
وتنقل الصحيفة عن إيلي جيران-مايه، كبير زملاء السياسة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، القول إن ضربة السبت تشير إلى أن نتنياهو عاد، وأن الولايات المتحدةَ ربما تمنح إسرائيل مساحة عمل أكبر لاستهداف إيران، بسبب الجمودِ في الملف النووي الإيراني، وإحباط الغرب من دعم إيران لموسكو عسكريا في حرب روسيا على أوكرانيا.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة بالمسيرات في إيران نفذتها إسرائيل.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن استهداف الموقع العسكري يأتي في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب طرقا جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية، في حين نفى البنتاغون ضلوع أي قوة عسكرية أميركية في هجمات أو عمليات داخل ايران.
إدانة روسية
من جهتها، دانت روسيا اليوم الهجوم بالطائرات المسيرة على مصنع عسكري في إيران، وحذرت مما وصفتها بالتصرفات "الاستفزازية" التي قد تثير تصعيدا في وضع ملتهب بالفعل.
وقالت الخارجية الروسية "مثل هذه التصرفات المدمرة قد تكون لها تبعات غير متوقعة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
كما دان الكرمين أيضا الهجوم، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة".
المصدر : الجزيرة + وكالات