أنقرة- “القدس العربي”: بدا أن حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي في تركيا لا يزال متمسكاً بدعم مرشح التحالف السداسي المعارض للرئاسة كمال قليجدار أوغلو رغم الغضب الذي تسبب به اتفاق قليجدار أوغلو مع حزب قومي يميني متطرف لكسب أصوات ناخبيه في جولة الإعادة الرئاسية التي ستُجرى الأحد المقبل.

وحثت الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب برفين بولدان في مؤتمر صحافي الخميس الناخبين الأكراد المؤيدين للحزب على المشاركة في التصويت في جولة الإعادة من أجل الإطاحة بحكم الرئيس رجب طيب أردوغان رغم الغضب الواسع الذي تسببت به تعهدات قدمها قليجدار أوغلو لحزب “النصر” القومي المتطرف الأربعاء باستمرار العمل في سياسة الوصي التي تنتهجها الحكومة الحالية على البلديات التي عُزل رؤساؤها بسبب صلتهم بحزب العمال الكردستاني المحظور.

وقالت بولدان: “إن أردوغان ليس خياراً لنا أبداً.. الخيار الوحيد هو تغيير السلطة التي يُمثّلها”.

يُعطي الموقف الجديد للحزب الكردي دفعة معنوية جديدة لقليجدار أوغلو الذي يُكافح من أجل عكس المد الانتخابي لصالحه في جولة الإعادة، لكنّه يُثير تساؤلات حول قدرة حزب الشعوب على إقناع جميع كتلته الناخبة بدعم مرشح المعارضة في جولة الإعادة كما فعلت في الجولة الأولى.

قالت بولدان: “مأزق المشكلة الكردية ليس في مصلحة المجتمع. ولن تتمكن الجمهورية من الاندماج مع الديمقراطية دون إفساد لعبة النهاية المسدودة. ومع دخولنا القرن الثاني للجمهورية، سنضع إرادة الشعب فوق كل الوصايا الأخرى تحت أي ظرف من الظروف”.

حصل حزب “الشعوب”، الذي خاض الانتخابات البرلمانية في 14 مايو على قوائم حزب “اليسار الخضر” لتجنب احتمال حظره بسبب قضية مرفوعة ضده أمام المحكمة العليا، على نحو 8% من أصوات الناخبين، وهي نسبة كانت أقل بنحو ثلاث نقاط مئوية عن تلك التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية السابقة في عام 2017. لكنّ تحالفه مع قليجدار أوغلو ساعد الأخير في الحصول على تصويت كبير بين الناخبين الأكراد ممن يدعمون حزب الشعوب الديمقراطي.

يسعى قليجدار أوغلو إلى استقطاب ما يقرب من 2.4% من أصوات حزب “النصر” المعادي للاجئين السوريين في جولة الإعادة، لكنّه بالنهج القومي المتشدد الذي يتبناه قبيل جولة الإعادة، يُخاطر بفقدان بعض الأصوات التي دعمته في الجولة الرئاسية الأولى لا سيما الأصوات الكردية.

مع ذلك، بدا أن حزب الشعوب الكردي يُحاول إقناع ناخبيه بالتصويت لصالح قليجدار أوغلو من خلال تقديم أولوية الإطاحة بحكم أردوغان على الموقف الرافض لتماهي خطاب قليجدار أوغلو الجديد مع القوميين المتشددين.

مع ذلك، كان قليجدار أوغلو يراهن قبل جولة الرئاسة الأولى على أن تحالفه مع حزب الشعوب الكردي سيُمكنه من الحصول على نسبة لا تقل عن 11% من الأصوات الكردية، لكن نتائج انتخابات 14 مايو جاءت مفاجئة وأظهرت تراجع نسب الدعم لحزب الشعوب بين الناخبين الأكراد مقارنة عما كانت عليه في السنوات الماضية. ولا تزال مواصلة دعم حزب الشعوب الكردي لقليجدار أوغلو إلى جانب دعم حزب “النصر” له غير كاف للمعارضة لضمان الفوز في الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة لأن قليجدار أوغلو تخلف عن أردوغان في الجولة الأولى بنحو خمس نقاط مئوية.

ونشرت شركة “كوندا” للأبحاث المستقلة استطلاعاً للرأي الخميس يُظهر أن أردوغان سيفوز بولاية رئاسية ثالثة وسيحصل على 52.7% في جولة الإعادة مقابل 47.3% لقليجدار أوغلو.

وكانت الشركة نفسها قد نشرت استطلاعاً قبل يومين من انتخابات 14 مايو توقع أن يتقدم قليجدار أوغلو على أردوغان بفارق 6 نقاط في الجولة الأولى. لم يأخذ الاستطلاع الجديد بعين الاعتبار التأثير المحتمل لتفاهم قليجدار أوغلو وحزب “النصر” على الأصوات الكردية والمحافظة لأنه أُجري بين 20 و21 مايو، أي قبل يومين من هذا التفاهم.

ويبدو الوضع الآن على شركات الأبحاث أقل تعقيداً من الجولة الأولى لأن نتائج الجولة الأولى ستكون أساسية في دراسة تقييمات جولة الإعادة، حيث يُفترض أن هذه الشركات لا سيما المستقلة استفادت من أخطاء منهجية البحث في الجولة الأولى.