الوثيقة | مشاهدة الموضوع - جنوب لبنان: تصعيد واسع على الحدود و«حزب الله» يطلق 50 صاروخاً على كريات شمونة والجليل
تغيير حجم الخط     

جنوب لبنان: تصعيد واسع على الحدود و«حزب الله» يطلق 50 صاروخاً على كريات شمونة والجليل

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين سبتمبر 09, 2024 12:26 am

1.jpg
 
بيروت ـ «القدس العربي»: برزت في عطلة الأسبوع جولة تصعيدية في جنوب لبنان عادت لتنذر بتطورات ميدانية خطرة في ضوء تصاعد الغارات الإسرائيلية ومبادرة «حزب الله» إلى الرد لعدم القبول بأي تغيير لقواعد الاشتباك كما أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، فيما عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التهويل بشن حرب، ونقلت عنه صحيفة «معاريف» العبرية «أن «حزب الله» هو الذراع الأقوى لإيران ولا يوجد احتمال لاستمرار الوضع هكذا في الشمال».
وأضاف نتنياهو «أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال، عند الحدود مع لبنان، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».
وما عزز الانطباعات المقلقة كلام وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب عن أن «إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».

المواجهات المتبادلة

وأبرز ما شهدته المواجهات المتبادلة جنوباً ليل السبت، غارات إسرائيلية على أحراج كونين وقبريخا وبني حيان وعيترون ومارون الراس، واستشهاد ثلاثة مسعفين من الدفاع المدني وجرح مسعفين آخرين خلال قيامهم بإخماد حرائق في بلدة فرون حيث رد «حزب الله» على هذا الاعتداء بقصف صاروخي على شمال فلسطين المحتلة، بـ50 صاروخاً سقط جزء منها على مقر الاستخبارات الرئيسية في قاعدة «ميشار» وعلى مقر قيادي كتائبي تشغله قوات من لواء غولاني بصليات من الكاتيوشا إضافة إلى استهداف موقع «حدب يارون» و«الراهب» وانتشار للجنود في محيط مستوطنة «منوت».

الاعتداءات الإسرائيلية

وقد نعت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان، «الشهداء الثلاثة الموظفين العملانيين قاسم عادل بزي ومحمد حبيب هاشم وعباس علي حمود من عديد مركز فرون العضوي النبطية الإقليمي، والذين استشهدوا اثناء تأدية واجبهم الوطني والانساني، بحيث استهدفت مسيرة إسرائيلية بلدة فرون عقب تنفيذ مهمة إطفاء في أحراج البلدة».

الحزب يرد بقوة على استشهاد 3 من الدفاع المدني ولن يغير قواعد الاشتباك

وتحدث جيش الاحتلال عن رصد إطلاق 50 صاروخاً من الأراضي اللبنانية في اتجاه الشمال. ونتيجة إطلاق صواريخ، تمت إصابة مبنى في «شلومي» واندلاع حريق في منطقة «ليمان» وكريات شمونة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان «حزب الله» استهدف قاعدة عسكرية استراتيجية قرب صفد تضم مجمعات عسكرية حساسة.
وتوالت الاعتداءات الإسرائيلية الاحد، واستهلت بإطلاق دبابة «ميركافا» قذيفة على عيتا الشعب. وشنّ الطيران الحربي سلسلة غارات على كفركلا ومرتفعات جبل الريحان واهداف ل «حزب الله» وزعم في بيان أنه «ضرب منشآت عسكرية لـ«حزب الله» في مناطق عيترون ومارون الراس ويارون في جنوب لبنان».

حرائق في الشمال

في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا الاعتداء الذي طال الطواقم الطبية في بلدة فرون وأدى إلى استشهاد وإصابة أفراد من الدفاع المدني، قصف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية يوم الأحد مستعمرة كريات شمونة بصلية من صواريخ الفلق، ومستعمرة «شامير» بصليات من صواريخ الكاتيوشا، ثم مستعمرة «كريات شمونة» بصليات مكثفة من الصواريخ، إضافة إلى استهداف التجهيزات التجسسية في موقع «المالكية» بمحلقة انقضاضية والتجهيزات التجسسية في موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا، ثم تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري وتجمع لجنود العدو الإسرائيلي في مرتفع «أبو دجاج» بقذائف المدفعية».
واندلعت عدة حرائق قرب بلدة «العفولة» بالجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة، السبت، جراء اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، وفق إعلام عبري. وقالت قناة «12» العبرية الخاصة إن «5 طواقم إطفاء و4 طائرات تعمل على إخماد حريق اندلع بالقرب من قرية ناعورة، قرب العفولة بالجليل الأعلى». ونقلت القناة عن طواقم الإطفاء قولها إن «الحريق يتسع ويصعب الوصول إليه بشكل خاص».
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إن «منظومة القبة الحديدية أطلقت صواريخ اعتراضية على أهداف جوية مشبوهة في الجليل الأعلى، دون تسجيل إصابات». وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي رصده إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان، ادعى أنها سقطت في مناطق مفتوحة بالجليل الأعلى، فيما أفاد «حزب الله» باستهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ كاتيوشا.

ميقاتي يدعو لاجتماع طارئ

وصباح السبت، دوت صفارات الإنذار في مستوطنة ماتات وجبل ميرون في الجليل الأعلى، للتحذير من إطلاق قذائف صاروخية، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت». من ناحيته، أفاد «حزب الله» صباح السبت، بقصف قاعدة جبل نيريا العسكرية الإسرائيلية بدفعة من صواريخ الكاتيوشا. ‏
ودعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مساء السبت، سفراء الدول الغربية وممثلي المنظمات الدولية في بلاده إلى اجتماع طارئ، الاثنين، إثر استهداف إسرائيل عناصر إطفاء من الدفاع المدني جنوبي البلاد.
وأدان في بيان وصل للأناضول، «العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف عناصر الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجبهم في إخماد حرائق جراء الغارات التي نفذها العدو الإسرائيلي على بلدة فرون الجنوبية».
واعتبر أن «هذا العدوان الجديد ضد لبنان يشكل خرقا فاضحا للقوانين الدولية، ويمثل عدواناً سافراً على القيم الانسانية، وهذا الأمر ليس غريباً على العدو الإسرائيلي، ونحن نشهد جرائمه المتتالية على المناطق اللبنانية وفي الأراضي الفلسطينية». وأضاف: «انطلاقًا من مبدأ أن العدو الإسرائيلي لا يأبه للقوانين والأعراف الدولية، فقد دعوت سفراء الدول الغربية وممثلي المنظمات الدولية إلى اجتماع طارئ في السرايا (القصر) الحكومي الاثنين».
وأوضح أن هدف الاجتماع «وضع الجميع أمام مسؤولياتهم في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والضغط على العدو الإسرائيلي الذي لا يأبه لأي قانون، ويمضي في إشعال نار جرائمه ضد لبنان واللبنانيين، وبشكل خاص ضد من يعملون على إخماد نيران حقده».
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله» مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر «الخط الأزرق» الحدودي الفاصل ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني. وتطالب الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلّف أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

نتنياهو يعود للتهويل: أصدرت تعليماتي لتغيير الوضع في شمال فلسطين المحتلة

تزامناً، شدد القيادي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش على «أن المقاومة لن تقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك وكسر المعادلات القائمة» وقال «كلما تمادى العدو في عدوانه وتوسع في اعتداءاته، كلما زادت المقاومة من ردها وتوسعت في عملياتها. والتصعيد الإسرائيلي الأخير والتهديد بالاستعداد لتحركات هجومية جديدة داخل لبنان، لن يغير موقفنا ولن يبدل معادلاتنا ولن يصرفنا عن الميدان، فالتصعيد ليس في مقابله إلا التصعيد، ونحن قوم لا نخشى التهديد ولا التهويل، لأننا أهل الفعل والعمل والجهاد والميدان والثبات، وعلى ثقة بوعد الله بالنصر، وعلى يقين بأن النصر آت بعون الله وتسديده».

دعموش: لا لكسر المعادلات

وأضاف «المقاومة في لبنان مصممة على مواصلة جبهة الإسناد، وستكمل طريقها حتى تحقيق الأهداف، ولن يتمكن العدو من إعادة المستوطنين إلى منازلهم مهما علا الصراخ إلا عن طريق واحد، هو وقف العدوان على غزة» مشيراً إلى «أن نتنياهو عالق بين ضربات المقاومة في غزة ولبنان، وبين الضغوط والانقسامات الداخلية وصراخ المستوطنين في الشمال، وهو لا يعرف كيف يخرج من المأزق الذي يتخبط فيه، وعاجز عن تحقيق النصر الذي يريده بفعل ثبات وتكتيكات المقاومة التي أدخلت جيشه في حرب استنزاف حقيقية، والتي ما إن ينسحب من مكان في غزة إلا وتعود المقاومة إليه بقوة أكبر، وآخر ابتكارات وقرارات هذا الجيش المأزوم والمهزوم، هو عدم دخول الأنفاق خوفاً من قتل أسراه».
و لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض إلى «تسريبات كثيرة تتحدث عن سيناريوهات جديدة واحتمالات تهدئة وتبث أجواء إيجابية، ومعظم هذه الأجواء يقف خلفها الأمريكيون والرد بالدرجة الأولى على هذه الأجواء يأتي من نتنياهو وحكومته الذين يُمعنون في مواقفهم المتصلبة». وقال: «العدو الإسرائيلي نفذ تصعيداً كبيراً في عدد غاراته الجوية التي استهدفت مناطق جنوبية، تنفيذاً لتهديد أطلقه رئيس أركان العدو. ان هذا التصعيد لا يجدي نفعاً ولن يسمح بجني أي مكاسب للإسرائيلي ولن يدفع المقاومة إلى أدنى تغيير في مواقفها تجاه الحرب على غزة. ولأن المقاومة قرار وسياسة تقوم على أن أي اعتداء يمارسه العدو ضد قرانا وأهلنا ووطننا سيدفع ثمناً موازياً له من كيسه أي من أمنه ومستوطناته واقتصاده، لن يمر اعتداء دون رد، ورغم ان إمكانات العدو اكبر من إمكاناتنا إلا ان قدرة مجتمعنا على التكيف مع مجريات الحرب اكبر من قدرة مجتمع العدو على ذلك».

الحاج حسن: هزيمة العدو محققة

وأشار رئيس «تكتل بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن إلى أن «العدو وحلفاءه حاولوا أن يضغطوا بوسائل مختلفة من خلال التهديدات والموفدين والرسائل، ومن خلال القصف والاغتيالات والمجازر والعدوان على المدنيين وعلى القرى الآمنة، من أجل التأثير على المقاومة لتتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها، ولكن المقاومة قالت كلمتها مرات عديدة نحن مستمرون في إسناد أهل غزة وشعبها ومقاومتها الباسلة والشريفة».
وقال «بدأنا في الشهر 12 من بعد طوفان الأقصى، ونتنياهو يتحدث عن نصر حاسم، وإن شاء الله لن يصل إلى النصر الحاسم، بل سيصل العدو الصهيوني إلى الهزيمة المحققة، في كيان اعتاد على الانتصارات قبل عصر المقاومة، اعتاد أن يتغول على الدول العربية والاسلامية، ففي حزيران/يونيو 1967 تمكن من الانتصار خلال أيام قليلة، لأول مرة في تاريخ الكيان مضى على طوفان الأقصى 11 شهراً وإسرائيل عاجزة عن تحقيق النصر، أو حتى عن رسم صورة نصر، هذا دليل عجز عند جيش العدو وكيانه».
وأضاف: «76 سنة والإسرائيلي والأمريكي والأوروبي والغربي يعملون لإبادة الشعب الفلسطيني، يرتكبون المجازر والإبادة والقتل والترهيب والتهجير، في المقابل نرى الصمود في غزة والمقاومة في الضفة، والشباب العربي الجاهز للشهادة، كما الشهيد الأردني صباح اليوم. لذلك لن يستطيع أحد أن يأخذنا بصورة الدمار ليثبط عزائمنا، أو بصورة القتل ليخيفنا، أو بصورة الجيوش ليرهبنا ويرعبنا».
العناوين الاكثر قراءة

 

العودة إلى الاخبار