بغداد/ تميم الحسن
يرجح ان توجه اسرائيل ضربات الى العراق خلال الساعات المقبلة، فيما لايزال هناك أمل ضعيف قد يبعد شبح الحرب عن البلاد.
وبدأ خبراء وصفحات على منصات الكترونية، بارسال تحذيرات إلى العراقيين بالابتعاد عن بعض المواقع التي قد تستهدف.
واغلب التحليلات تفيد بان الضربات الاسرائيلية المتوقعة، قد توجه حصراً ضد مقرات الفصائل.
ويبدو أن كل الوسائل الدبلوماسية قد استنفذت الآن في منع الهجوم المرتقب.
وقالت الينا رومانسكي، السفيرة الامريكية في بغداد، بأن إسرائيل حذرت العراق من “المليشيات التي تعتدي على إسرائيل”.
وأضافت في حديث لصحفيين، أن “هذه الميليشيات هي من بدأت في الاعتداء على إسرائيل. ورسالتنا الى الحكومة العراقية هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة”.
وأكدت أن ” اسرائيل أمة لها سيادتها وهم سيقومون بالرد على اي اعتداء من أي مكان ضدهم”.
وقف الهجمات
وكانت معلومات قد تداولت خلال الـ48 ساعة الماضية، بان اسرائيل ستهاجم العراق في يوم 26 او 27 من تشرين الثاني الجاري.
بالمقابل نفى مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، نقل السفير الأذربيجاني رسائل من الكيان الصهيوني إلى العراق.
وقال الأعرجي في تدوينة على منصة (اكس) “ننفي ما تداولته بعض المواقع، عن قيام السفير الأذربيجاني في بغداد، بنقل رسائل من الكيان المحتل إلى الجانب العراقي”.
ودعا الأعرجي وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار والاعتماد على المصادر الرسمية.
وكانت الحكومة قد اعلنت عن “إجراءات عسكرية” لتأمين الاجواء العراقية والحدود الغربية، ومنع نشاط الفصائل.
وكشف فادي الشمري، وهو مستشار رئيس الوزراء، عن أن “الحكومة أوقفت الكثير من منصات إطلاق الصواريخ”.
لكن الشمري، لم يعلق على اعتقال متورطين، فيما أكد أن “خطر الضربة الإسرائيلية لا يزال قائماً”، وفق تصريحات تلفزيونية.
وكانت وزارةُ الخارجيةِ الإسرائيلية قد بعثت رسالةً إلى رئيس مجلس الأمن الدولي للتصدّي لأنشطة الفصائل العراقية.
وقال مصدر سياسيٌّ قريبٌ من “الإطار التنسيقي” إن “رئيسَ الحكومةِ محمد شياع السوداني وعدَ التحالفَ الشيعي بوقفِ الهجماتِ وحمايةِ البلاد”.
وأكّد أن “منعَ هجماتِ الفصائلِ من الداخل سيكون عن طريق الحوار وليس باستخدام القوة”.
وكان التقريرُ الإسرائيليُّ إلى مجلسِ الأمنِ قد ضمَّ أسماءَ 6 تشكيلاتٍ عسكريةٍ عراقيةٍ:
عصائبُ أهلِ الحق، كتائبُ حزبِ الله، قواتُ بدر، حركةُ النجباء، أنصارُ الله الأوفياء، كتائبُ سيدِ الشهداء.
وقالت إسرائيل إنَّها تابعةٌ لـ”الحشدِ الشعبي”، متّهمةً تلكَ الهيئةَ بتلقي الرعايةِ من الحكومةِ العراقيةِ والتوجيهاتِ من إيران.
وقال وزيرُ الخارجيةِ العراقي فؤاد حسين إنَّ بغدادَ تلقّت “تهديدًا واضحًا” من إسرائيل.
وأكّد حسين، في كلمةٍ خلالَ منتدى في دهوك قبل ايام، أنَّ “القواتَ المسلحةَ تلقّت أوامرَ من رئيسِ الحكومةِ بمنعِ أيِّ هجماتٍ تنطلقُ من الأراضي العراقية”.
وشدّد على أنَّ العراقَ “لا يُريدُ الحربَ، ويسعى لإبعادِ خطرِها”، وفقًا لوكالةِ الأنباءِ الرسمية.
هدنة لبنان
الفصائل بدورها تستمر في خطاب التصعيد ضد اسرائيل، وترفض التخلي عن مبدأ “وحدة الساحات”. بحسب كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء.
و”حدة الساحات” هو تحالف عسكري تقوده إيران، لضرب اسرائيل من العراق، لبنان، سوريا، وغزة، واليمن.
الفرطوسي في تصريحات تلفزيونية، أكد ان “هدف المقاومة سيكون العالم كله في حال تعرضت للضرب”، وهدد باستهداف منشآت النفط في الخليج.
لكن بعض المعلومات ترجح انه في حال تم إبرام “هدنة” في لبنان قد تتوقف عمليات الفصائل، حينها سيتجنب العراق الضربة الاسرائيلية.
وحتى الان لم يعلن التوصل الى “الهدنة” التي يفترض ان تستمر لـ 60 يوما، وبضمانة الامم المتحدة وامريكا ودول أوروبية.
ويعتقد غازي فيصل، وهو دبلوماسي سابق، ان “ابرام الهدنة لا يعني زوال التهديد ضد الفصائل العراقية”.
ويضيف فيصل: “الهدنة ليست مع إيران او الفصائل العراقية او الجماعات في اليمن، ستتوقف الحرب في لبنان فقط بعد هزم حزب الله سياسيا وعسكريا”.
ويعتقد الدبلوماسي السابق أن “اسرائيل ستستمر في العمليات الجراحية –اذا توقفت الحرب في لبنان- في سوريا والعراق لضرب مخازن السلاح، ومقرات السيطرة، والعتاد”.
ويشير فيصل وهو يرأس المركز العراقي للدراسات الستراتيجية، الى ان العراق بذل جهودا دبلوماسية مع الولايات المتحدة والجامعة العربية “لكن الدولة ليست هي المستهدفة”.
ويتابع ان “حرب اسرائيل ليست مع الحكومة العراقية وانما مع الفصائل”.