الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السوداني يؤكد نجاح حكومته في النأي بالعراق عن صراعات الإقليم
تغيير حجم الخط     

السوداني يؤكد نجاح حكومته في النأي بالعراق عن صراعات الإقليم

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء يناير 15, 2025 7:25 pm

3.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، تمكّن حكومته من النأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية والتقلبات السياسية في المنطقة، وفيما جدد وقوف بلاده مع الشعب السوري في مواجهة التحديات، أكد ثبات موقف بغداد إزاء العدوان الإسرائيلي على غزّة ولبنان، متعهداً في الوقت ذاته بعرض الاتفاقات التي أبرمها مع الحكومة البريطانية في لندن على مجلس النواب في بلاده. ‏واستقبل في مقر إقامته في العاصمة لندن، مجموعة من الصحافيين وكتاب الرأي، متحدثاً عن زيارته إلى المملكة المتحدة ولقاءاته مع الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وعن أهمية وحجم الاتفاقات الأمنية والاقتصادية والتنموية المبرمة خلال الزيارة، مشيراً إلى أن «الاتفاقية الثنائية ستعرض على مجلس النواب لغرض تصديقها».
وعرج إلى «حالة الاستقرار والازدهار التي يعيشها العراق رغم التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة» ونجاح حكومته في «إبقاء العراق خارج الصراعات الإقليمية، مع الثبات على الموقف المبدئي إزاء العدوان على غزّة ولبنان». كما تحدث السوداني عن منهاج الحكومة العراقية، وعن رؤيته السياسية للوضع العراقي الداخلي، وخطواته لحفظ الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، مؤكداً «وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الأزمات والتحديات».
وتطرق أيضاً إلى خطوات الحكومة في مجال التكامل الاقتصادي، مشيراً إلى «المضي في الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وإنشاء المحطات المتعلقة، إلى جانب التعاون في مجالات التطوير العقاري، وبناء المدن الجديدة، ضمن نهضة تنموية خطط لها البرنامج الحكومي واشتملت على مشاريع استراتيجية، وإحداث نقلة في البنى التحتية التي تعتمد عليها التنمية المستدامة».
وأشار في حديثه إلى «توقيع العقد بين العراق وبريتش بتروليوم النفطية، الذي يعد الأكبر في المنطقة» مؤكداً «اتجاه العراق إلى تطوير صناعته النفطية، والتوسع في إنتاج وتصدير المشتقات النفطية، واستثمار حقول كركوك، والوصول إلى استثمار الغاز المصاحب بنسبة كاملة».
وتمحور حديث الإعلاميين العرب والأجانب حول الوضع في المنطقة، ومسارات العلاقة الدبلوماسية للعراق مع الدول المؤثرة في المنطقة والعالم، والمواقف من الأزمات الإقليمية، والعلاقات الاقتصادية التي يسعى لها العراق وخطوات التكامل الاقتصادي لمواجهة التحديات، واتجاه العراق إلى علاقات استراتيجية مع دول كبرى متقدمة اقتصادياً، ومنها بريطانيا ودول أوروبية أخرى، طبقاً للبيان. وسبق أن أشار السوداني في مقابلة مع محطة (بي بي سي) البريطانية، إلى أن العراق حافظ على سياسة مستقلة ومتوازنة تضع المصالح العليا للبلد فوق كل اعتبار، رغم التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة.
وأضاف: «شهدت المنطقة أحداثاً عديدة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وآخرها في سوريا، وسنتبادل الأفكار والرؤى بهذا الشأن، والعراق يلجأ للحوارات والحلول السلمية».
وتابع: «نحترم إرادة الشعب السوري في تقرير مصيره، ويجب احترام حقوق جميع السوريين والتصدي للإرهاب» مستدركاً: «أرسلنا وفداً إلى سوريا، والملف الأمني هو الضاغط بسبب تواجد داعش الإرهابي في مناطق لا تخضع لسيطرة الإدارة السورية الجديدة».

تعهّد بعرض الاتفاقات المُبرمة في لندن على البرلمان

وأكد أن «هناك وجودا عسكريا لأكثر من دولة في سوريا، ونحن بالضدّ من أي تدخل أجنبي في شؤون أي دولة عربية» مشدداً في الوقت عينه على أهمية أن تحترم الإدارة السورية الجديدة «إرادة الشعب السوري، وأن تضع مصالحه فوق كل اعتبار، وألّا تكون أداة بيد أي جهة أجنبية».
وزاد: «لدينا علاقات جيدة مع المحيط الإقليمي والدولي، وإيران دولة جارة تربطنا معها الكثير من الشراكات والتعاون، كما لدينا تعاون مع السعودية والأردن ومصر» مبيناً أن «العراق يمتلك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإيران، وهذه ميزة تحسب للعراق، ونساهم في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة». ووفق السوداني فإن «العراق لديه استقلالية في قراره ولا يوجد نفوذ يسيطر على القرار العراقي، ولا يسمح بالتدخل في شؤونه» لافتاً إلى أن «الحكومة تعمل منذ عامين، على بناء مؤسسات الدولة وإقامة علاقات خارجية مبنية على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية».
وبين أن «حكومة نتنياهو تحاول توسعة الصراعات، واستغلت صمت المجتمع الدولي بارتكاب الجرائم، والعالم فشل بإيقاف جرائمه، والإعلام الدولي والغربي يصمت إزاء الجرائم والانتهاكات الصهيونية».
وأبرم السوداني خلال زيارته لندن، جمّلة اتفاقيات شملت جوانب متعددة بقيمة تجاوزت الـ12 مليار جنيه استرليني، من بينها عقداً بقيمة 330 مليوناً لتعيين شركات بريطانية لإزالة حقول الألغام القديمة في جميع أنحاء العراق، فضلاً عن عقد آخر بقيمة 500 مليون لإعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية، بالإضافة إلى عقد بـ(66.5) مليون جنيه إسترليني لتكنولوجيا الحدود وتوفير الشركات البريطانية معدات لضمان أمن الحدود، لجعل المعابر ونقاط التفتيش والمطارات العراقية أكثر أماناً.
وأشار رئيسا الوزراء العراقي والبريطاني خلال التوقيع، إلى أن «عام 2025 يمثل مرور أكثر من عقد من الزمن على بدء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق، وتناولا كذلك النجاحات التاريخية التي حققتها قوات الأمن العراقية والتحالف في تحقيق الهزيمة الميدانية لداعش في العراق، وكرّما التضحيات التي قدمتها القوات العراقية والبريطانية وغيرها من القوات في تحقيق هذا الهدف».
وبهذا المجال، وقّع رئيسا الوزراء على «البيان المشترك حول العلاقات الدفاعية والأمنية الاستراتيجية الثنائية، الذي يضع الأساس لحقبة جديدة في التعاون الأمني ويمهد الطريق لاتفاق جديد يعكس طموح البلدين، بما يعمّق التعاون الأمني المستقبلي، وذلك من خلال توفير تبادل التعليم العسكري بين المملكة المتحدة والعراق، والدعم الاستشاري البريطاني في مجال تعزيز القدرات والإصلاح المؤسسي، وتطوير الشراكات الصناعية الدفاعية». وشدد البيان المشترك على «الأهداف المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وعراق قوي ومزدهر».
ووفق المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، زيارة السوداني إلى بريطانيا، ستعيد العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه، مشيرا إلى أن العراق يعمل على جعل المملكة المتحدة حليفًا استراتيجيًا داعمًا.
وقال للوكالة الرسمية، إن «زيارة السوداني لبريطانيا تاريخية؛ لقيمة ما نتج عنها» مبينا، أن «الزيارة ستعيد العلاقات العراقية – البريطانية إلى ما كانت عليه».
وأضاف، أن «الزيارة تضمنت سلة كاملة من الاتفاقات مع المملكة المتحدة» مشيرا إلى أن «الحكومة تعمل على جعل المملكة المتحدة حليفًا استراتيجيًا داعمًا للعراق».
وذكر أن «الزيارة تتضمن ما يقارب 13 لقاء اقتصاديًا و8 لقاءات سياسية و5 لقاءات إعلامية» لافتا إلى، أن «الملف الاقتصادي سيكون في قلب الزيارة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron