ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن إيران وجهت القوى والجماعات “الوكيلة” لها في الشرق الاوسط، بالحذر، وطالبت قادة هذه الجماعات بتجنب الأعمال الاستفزازية التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الاقليمية، وذلك ما يعكس خشيتها من تهديد وجودي بسبب مجيء الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وأوضح التقرير البريطاني المترجم ، ان تعليمات وجهت الى قادة الجماعات المدعومة من إيران، بالالتزام بالموقف الدفاعي وتجنب اي تصرفات يمكن تفسيرها على انها عدوانية ازاء القوات الامريكية او الحلفاء الاقليميين.
وتابع انه حتى المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي، بدا وكأنه يرتدي سترة واقية من الرصاص خلال جنازة اثنين من القضاة الذين قتلوا بالرصاص في طهران مؤخرا، وذلك بسبب الخوف من تعرضه لهجوم حسبما يتردد، مشيرا الى ان ثياب خامنئي بدت بارزة بزوايا غير عادية بينما كان يصلي على جثماني القاضيين اللذين قتلا برصاص مسلح في المحكمة العليا.
ونقل التقرير عن مسؤول إيراني كبير قوله انه “صدرت تعليمات للقوات والحلفاء في المنطقة بالتصرف بحذر لان (النظام) يشعر بتهديد وجودي مع عودة ترامب”، مضيفا ان الجماعات في العراق واليمن “تبلغت بعدم استهداف اي اصول أمريكية، وانها في حال قامت بذلك، فيجب الا تستخدم اسلحة ايرانية”، مشيرا الى انه جرى الطلب منهم الالتزام بمواقع دفاعية لفترة من الوقت وتجنب اية اعمال “قد تستفز الأمريكيين”.
ورأى التقرير انه جرى اضعاف النظام الايراني بشكل كبير بسبب الهجمات الاسرائيلية على حزب الله وسقوط الحليف الرئيسي بشار الاسد في سوريا، وجرى وقف تهديده لاسرائيل من خلال حماس وحزب الله، كما تمت خسارة سوريا كطريق لتهريب الاسلحة لوكلائها.
وبحسب المسؤول الايراني نفسه فان “سقوط الاسد ادى الى تعزيز المخاوف، وهناك الان مخاوف من انهم قد لا يتمكنون من الامساك بالبلد بعد ان شهدوا ما جرى للاسد، وهو ما لم يتوقعه احد هنا (في طهران)”، مضيفا ان هناك “عملية واسعة جارية لكشف هوية الجواسيس والمتسللين تابعين لاسرائيل واعتقالهم، وهناك مخاوف من احتمال اختراقهم هيئات رفيعة المستوى”.
وبعدما لفت التقرير الى ان عودة ترامب كانت ايضا ضربة كبيرة اخرى لطهران، حيث ان ترامب بحث امكانية اللجوء الى سياسة “الضغط الاقصى” واحتمال اللجوء ايضا الى ضربات عسكرية عندما قال “اي شيء يمكن أن يحدث”، على الرغم من انه قال في يوم تنصيبه رئيسا “علينا أن نوقف بعض الحروب، هناك بعض الاشياء الغبية التي تحدث”.
وتابع التقرير انه من المتوقع أن يتخذ الفريق الذي اختاره ترامب لولايته الثانية، بما في ذلك وزير خارجيته، خطوات اكثر تشددا ضد ايران، مضيفا ان ادارة بايدن حذرت ترامب من سعي ايران الى بناء قنبلة نووية بعد ان اضعفتها الصراعات في الشرق الاوسط.
واعتبر التقرير ان ايران اصبحت اضعف بكثير على الصعيد الداخلي مما كانت عليه قبل 8 سنوات عندما تولى ترامب السلطة للمرة الاولى، حيث بلغت شرعيتها ادنى مستوياتها منذ الثورة في العام 1979 بعد احتجاجات العام 2022.
ونقل التقرير عن المسؤول الايراني نفسه قوله انه “جرت نقاشات مكثفة حول ترامب والخيارات المتاحة لمواجهة اي ضربة محتملة على ايران، وان الموضوع الرئيسي للنقاش كان كيفية تجنب بدء حرب معه وكيفية منعه من بدء حرب معنا”. واضاف قائلا ان ترامب “يطلق التهديدات، ويتم اخذها على محمل الجد هنا، لانهم يعرفونه بالفعل”.
وبحسب المسؤول نفسه فان المحادثات الايرانية مع الروس حول الحصول على نظام الدفاع الجوي “إس-400” تكثفت ايضا.
وقال التقرير ان الرئيس الايراني مسعود بيزشكيان ضغط من اجل تسليم هذا النظام الدفاعي الصاروخي الى إيران خلال اجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين في الاسبوع الماضي.
واشار التقرير ان المسؤولين الايرانيين خففوا من حدة لهجتهم فيما يتعلق بمهاجمة اسرائيل، منذ فوز ترامب في الانتخابات، مذكرا بان وزارة الخارجية الايرانية قالت قبل ايام انها تأمل تبني ادارة ترامب سياسة خارجية “واقعية” قائمة على القانون الدولي واحترام مصالح ورغبات دول المنطقة، بما في ذلك الامة الإيرانية”.
وفي الوقت نفسه، قال التقرير ان مسؤولين ايرانيين اخرين اعربوا عن اعتراضاتهم على الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة، من بينهم رئيس الاستخبارات اسماعيل الخطيب الذي اعتبر ان المحادثات مع ادارة ترامب قد تلحق الضرر بطهران، مشيرا الى ان واشنطن قد تصعد الضغوط من خلال “العروض المغرية والإغراءات والتهديدات”.
لفت الى انقسام وسائل الاعلام الايرانية أيضا حول هذا الموقف من الأمريكيين، مضيفا ان المسؤولية النهائية عن تحديد ما اذا كانت إيران ستتحدث مع ادارة ترامب ام لا، تقع على عاتق خامنئي.