الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ضغط دولي وعربي لإنجاز التشكيلة الحكومية في لبنان و«المشكلة الأكبر حصرية التمثيل الشيعي»
تغيير حجم الخط     

ضغط دولي وعربي لإنجاز التشكيلة الحكومية في لبنان و«المشكلة الأكبر حصرية التمثيل الشيعي»

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة يناير 31, 2025 7:12 pm

5.jpg
 
بيروت ـ «القدس العربي»: يبقى الملف الحكومي في صدارة الأولويات في ظل مساعي الرئيس المكلف نواف سلام لوضع اللمسات على التشكيلة أسماء وحقائب. وتوقّع نائب تغييري مقرّب من سلام لـ«القدس العربي» «أن يشهد الأسبوع المقبل تذليلاً للعقبات نظراً لضغط دولي كبير لإنجاز التشكيلة الحكومية بسرعة» وأوضح النائب «أن المشكلة الأكبر هي حصة وأسماء وزراء الثنائي الشيعي وعدم حصرية التمثيل المحددة بخمسة حقائب من بينها المالية».
تزامناً دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الجمعة، إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان دون أي تدخل خارجي، وأكد حرص بلاده على انسحاب إسرائيلي غير منقوص من لبنان.
جاء ذلك في تصريحات له عقب لقاءات أجراها مع قادة لبنان، شملت الرئيس جوزف عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وانطلاقاً من هذا الكلام، فإن تفاهمات سابقة حول حصة الثنائي الشيعي يمكن أن يُعاد النظر بها بعد اعتراض «القوات اللبنانية» ونواب سنّة على منح الرئيس المكلف مَن لم يسمّه ما يرضيهم وعدم منح الكتل التي سمّته ما يرضيها.

الرئيس اللبناني متمسك بانسحاب إسرائيل ضمن مهلة 18 شباط وبإعادة الأسرى

وفي انتظار معرفة ما ستسفر عنه زيارة الموفد السعودي المكلف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان إلى بيروت في مهمة تفكيك العُقد، فقد كان لافتاً ما أعلنه النائب أشرف ريفي الذي كشف أنه طلب من الرئيس المكلف «ألا يتأخّر بتشكيل الحكومة كي لا يكسر الزخم» ورأى «أن أي حكومة تُشكَّل اليوم يجب ألا يكون فيها وجود لـ«حزب الله» وإلا قد لا يقف الخارج إلى جانبنا، وبذلك أنا أحمي التركيبة الحكومية ولبنان ولا أُقصي أي فريق» معتبراً «أن الشعب اللبناني هو مَن يُعطي الثقة لنواف سلام وللحكومة خصوصاً مع بداية انهيار المشروع الإيراني في المنطقة وفي لبنان».

بورصة أسماء

ومازالت التكهنات حول التشكيلة تتوالى وآخرها احتمال تسمية الوزير السابق طارق متري نائباً لرئيس الحكومة وترك تسمية وزراء الخارجية والدفاع والعدل لرئيس الجمهورية وعرض حقيبتي الاتصالات والطاقة على القوات اللبنانية التي تطالب بأربع حقائب نظراً لكونها أكبر كتلة نيابية، إضافة إلى إسناد حقيبة الاشغال للحزب التقدمي الاشتراكي واقتراح حقيبة الزراعة أو التربية على تكتل «الاعتدال».
وفي وقت بات معلوماً أن حصة الثنائي الشيعي تتضمن وزارات المال والصحة والبيئة والصناعة والعمل، فإن بعض الكتل تتخوف من استغلال حصرية التمثيل كأداة تعطيل في المستقبل انسجاماً مع توجهات «الثنائي».
وبالنسبة إلى تمثيل «التيار الوطني الحر» ومعه حزب الطاشناق، فيبدو الطرفان ممتعضين من عدم إعطائهما حقهما التمثيلي عدداً وبنوعية الحقائب. وقد طالب التيار باعتماد المبادئ ذاتها في التشكيل بالنسبة إلى جميع القوى السياسية والنيابية.
إلى ذلك، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أننا مع تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن لأن الشعب اللبناني يستحق حكومة على قدر توقعاته ونريد حكومة فاعلة ولا تكون ملخّصاً عن مجلس النواب» مسجلاً اعتراضه «على منطق عدم وجود أحزاب في الحكومة» وقال «لا نقبل بهذا المنطق ونحن كحزب نريد أن نشترك فيها، والعمل السياسي يقوم على الأحزاب ولا يجوز معاملة القوات كحزب أساء ل‍لبنان».
وقال جعجع «من مصلحة الرئيسين عون وسلام أن يكون لهما أكبر حضور قواتي في مجلس الوزراء لأن القوات هي أكثر حزب يتشارك معهما بما طرحه الرئيس عون في خطاب القسم والرئيس سلام في كلمته بعد تكليفه بتشكيلة الحكومة ناهيك عن عمل القوات في الوزارات السابقة التي توليناها». ورداً على سؤال حول حقيبة المالية قال «انطلاقاً من ومن نحن مع أن تعطى وزارة المالية هذه المرة إلى شيعي، ولكن ليس لأحد له علاقة بـ«حزب الله» و«حركة امل» مع احترامي الشديد لشخص الوزير السابق ياسين جابر».
في غضون ذلك، حمل وزير الخارجية المصري بدر أحمد عبد العاطي رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبّر فيها «عن دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الاعمار، فضلاً عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب».

رسالة السيسي

وجاء في رسالة السيسي إلى رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون «يطيب لي ان أتوجه إليكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب المصري بأصدق التهاني القلبية على توليكم منصب رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، تلك المسؤولية التي تحملونها على عاتقكم في مرحلة محورية من تاريخ لبنان الشقيق، لخدمة الشعب اللبناني العظيم الذي عانى ويلات الحرب على مدار الأشهر الماضية. وإنني إذ أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن دعم مصر الكامل للبنان العزيز حكومة وشعباً تحت قيادتكم الحكيمة، وأؤكد لكم استعداد مصر التام لمساندة لبنان الشقيق في تخطي تبعات الحرب والدمار والمشاركة في عملية إعادة اعمار لبنان، فضلاً عن التزام مصر بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، بما يضمن انتشاره بكافة الأراضي اللبنانية، بما في ذلك مناطق الجنوب اللبناني. كما يسعدني ان أغتنم هذه المناسبة لدعوتكم أخي فخامة الرئيس لزيارة بلدكم الثاني مصر في أقرب فرصة بهدف التنسيق والتشاور في مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية وبما يعكس علاقات الاخوة بين البلدين الشقيقين».
واستذكر الرئيس عون اللقاء الذي عقده مع الرئيس السيسي عندما كان قائداً للجيش والدعم الذي قدمته مصر للمؤسسة العسكرية، مؤكداً «أن لبنان يرحّب بأي مساعدة تقدمها مصر الشقيقة في المجالات كافة». وشدد «على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين بعد تشكيل الحكومة». وتناول عون الوضع في الجنوب فأكد للوزير المصري «أن لبنان متمسك بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة المحددة في 18 شباط/فبراير المقبل» معتبراً «أن لبنان يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة كانت. كما شدد على إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حربها على لبنان». وقال «إن المنطقة العربية تشكل جسماً واحداً متكاملاً والتحديات تحيط بالجسم ككل» مشدداً «على أهمية التعاون المشترك للتمكن من اجتياز المرحلة الراهنة في المنطقة والمخاطر التي تحيط بها».
على مقلب آخر، بعث الرئيس اللبناني الجمعة، ببرقية عزاء إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضحايا الطائرة الأمريكية التي اصطدمت بمروحية عسكرية بالقرب من مطار ريغان في واشنطن.

وزير الخارجية المصري نقل رسالة دعم من السيسي لبيروت ودعا للإسراع بتشكيل الحكومة

وقال عون في برقيته «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ اصطدام طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية «أمريكان إيرلاينز» بمروحية عسكرية أثناء اقترابها من مطار ريجان في واشنطن، الذي وقع يوم أمس وأسفر عن خسائر فادحة في الأرواح» حسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وكانت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الأمريكية قد تحطمت يوم الأربعاء الماضي، وعلى متنها 60 راكبا إلى جانب أفراد طاقم الطائرة، في أجواء العاصمة واشنطن، بعد اصطدامها بمروحية عسكرية تابعة للقوات الجوية الأمريكية، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
وشملت جولة الوزير المصري كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وأدلى بتصريحات من بيروت، أكد فيها «الدعم الكامل للبنان في إعادة الاعمار وحل الازمات وذلك في اطار جهد دولي» وأوضح «استعداد مصر والحكومة المصرية والشركات المصرية لخدمة لبنان وتنفيذ كل مشروعات التعافي واعادة الاعمار في اطار الجهد الدولي الذي سيبذل في هذا الشأن. كما تحدثنا عن الأهمية البالغة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وروحه من دون انتقاص».
وأضاف «أكدت أن مصر حريصة كل الحرص على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان دون الانتقاص من أي شبر من السيادة والأراضي اللبنانية. كما تناولنا ترحيب مصر الكامل بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وحرص مصر على تقديم كل الدعم الكامل إلى المؤسسة العسكرية والى الجيش اللبناني الوطني العظيم. كذلك تحدثنا عن أهمية عودة جميع النازحين إلى الجنوب اللبناني، وهذا موقف واضح. ونعيد التأكيد مرة أخرى على العودة إلى المنازل في الجنوب والبقاع وادانتنا الكاملة للاستهداف غير المبرر وغير المشروع للمدنيين اللبنانيين اثناء عودتهم إلى منازلهم».
وختم: «نتطلع إلى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لإعادة الاعمار وليعود لبنان مركزاً للإشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية».

نظرة «الخماسية»

وعن نظرة «الخماسية» إلى مسار تأليف الحكومة، وهل من بطء في تشكليها وانعكاس ذلك على الزخم الدولي الذي واكب انطلاق هذا العهد وانتخاب رئيس الجمهورية، قال: «ان تشكيل الحكومة يجب ان يتم بإرادة لبنانية وطنية تامة، ونحن ندعم كل جهود دولة الرئيس نواف سلام في تشكيل حكومة لبنانية لا تقصي احداً ولا تستبعد احداً وتعكس كل التنوع الطائفي والديني في لبنان الشقيق. ونحن نتطلع إلى سرعة انجاز هذا الامر وان تكون هناك حكومة لبنانية قوية تمثل الجميع حتى تتولى مسؤولياتها الوطنية في إعادة الاعمار وتلبية تطلعات الشعب اللبناني الذي عاني كثيراً وآن له ان يستريح ويستقر وينعم بالرفاهية وإعادة اعمار ما تم تدميره من الجانب الإسرائيلي».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار