غزة ـ الناصرة ـ الدوحة ـ لندن ـ مراسلو «القدس العربي»: تتجه الأنظار اليوم إلى قطاع غزة والضفة الغربية حيث من المتوقع أن تنجز عملية تبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، في إطار تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، وسط تخوفات من مفاجآت يخبئوها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتعدّ عملية التبادل هذه دمجا للدفعتين السابعة والثامنة اللتين نص عليهما الاتفاق، على أن تسلم المقاومة جثث أربعة إسرائيليين الأسبوع المقبل، حسب مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة “حماس”.
وبموجب عملية التبادل فإن المقاومة ستسلم إسرائيل 6 أسرى لديها، مقابل 602 فلسطيني، بينهم 50 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد، و60 أسيرا من ذوي الأحكام العالية، و445 أسيرا من أسرى قطاع غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أن جثة شيري بيباس التي كانت من المفترض أن تكون سلمت الخميس إلى إسرائيل، تبين أنها لا تعود لها بعد إجراء فحوص الحمض النووي. وعقب ذلك توعد نتنياهو “حماس” بدفع الثمن، وزعم أن الحركة تصرفت “بطريقة خبيثة بشكل لا يوصف”.
ورفضت “حماس” في بيان التهديدات التي أطلقها، وقالت إنها ستتحقق من الأمر، مطالبة بإعادة الرفات، وأكدت ضرورة المضي قدما في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات.
لكن مصدرا خاصا عاد فأكد لشبكة “الجزيرة” أن “كتائب القسام” سلمت مساء جثمان بيباس إلى الصليب الأحمر الدولي.
وكان ناهد الفاخوري، مسؤول الإعلام في مكتب الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قال لـ “القدس العربي” إن الدفعة التي سوف يطلق الاحتلال سراحها “فضلًا عن 4 جثث إضافية للإسرائيليين تحتجزهم فصائل المقاومة في غزة، سيسلمون الأسبوع المقبل” ستكون “آخر عمليات التبادل في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن تجري كل عمليات التبادل المقبلة ضمن شروط تحددها مفاوضات المرحلة الثانية”.
في هذا الوقت منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من ذوي الأسرى الذين سوف يتم إبعادهم إلى مصر كمحطة أولى، من السفر عبر معبر الكرامة الفاصل بين الضفة الغربية والأردن، في إجراء عدّه الفلسطينيون نوعًا من العقاب الجماعي.
وفي إسرائيل حذر محللون من أن تكون التصريحات والمواقف الإسرائيلية تتجه لتوظيف مسألة بيباس في اتجاه تملص نتنياهو من المرحلة الثانية.
من جهة ثانية، عقدت دول خليجية ومصر والأردن قمة مصغّرة “غير رسمية” في السعودية الجمعة، في ظل سعي عربي لتقديم خطة مضادة لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وأكّد مصدر مقرب من الحكومة السعودية لوكالة فرانس برس أنّ القمة “انعقدت واختتمت بعد ظهر الجمعة، مشيرا إلى “غياب” سلطنة عمان عنها. ولم يصدر بيان رسمي بشأن الاجتماع.
وفي سياق متصل، رفضت حركة “حماس” التصريحات التي أدلى بها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، والتي طالب فيها الحركة بالتنحي عن حكم قطاع غزة.
في هذا الوقت، وفي موقف عُدّ مؤشرا على احتمال تراجع ترامب عن خطته، قال الرئيس الأمريكي أمس إنه “لا يفرض” خطته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معربا عن تفاجئه برفض الأردن ومصر لها.