الوثيقة | مشاهدة الموضوع - معاريف.. إسرائيل: لن ننتظر التهديد المصري وتكرار 7 أكتوبر
تغيير حجم الخط     

معاريف.. إسرائيل: لن ننتظر التهديد المصري وتكرار 7 أكتوبر

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء مارس 05, 2025 4:20 pm

8.jpg
 
توجه أليّ أحد أصدقائي بسؤال – تعجب: “يا يوسي، كنت مقرباً جداً من إسحق شمير، عملت إلى جانبه ثماني سنوات، فهل كان يمكن لحدث مثل 7 أكتوبر أن يقع بينما يتولى هو منصب رئيس الوزراء؟”، هذا سؤال أفكر فيه بيني وبين نفسي غير مرة منذ نشبت حرب “السيوف الحديدية”. ثمة سؤال مشابه طرح بشأن رؤساء وزراء آخرين في الماضي، نفتالي بينيت ويئير لبيد. الأخير الذي شغل منصب أربعة أشهر فقط هو اليوم رئيس المعارضة، ويكثر اليوم من مهاجمة رئيس الوزراء نتنياهو على مسؤوليته العليا عن الإخفاق الذي وقع بعد أقل من سنة من عودته إلى المنصب.
بالنسبة لبينيت ولبيد، لا شك لدي. بينيت الذي يصعد في الاستطلاعات ولبيد الذي يهبط فيها، كانا جزءاً من المفهوم العسكري الذي استشرى أيضاً في المستوى السياسي وأدى إلى الكارثة. كلاهما، مثل نتنياهو، اعتمدا على المعلومات التي كانت تصل، أو لا تصل، من المستوى العسكري، عبر وزير الدفاع أو السكرتير العسكري لرئيس الوزراء. تحقيقات الجيش الإسرائيلي تدل بوضوح على فشل قادة الجيش ورئيس الأركان هليفي على رأسهم، وبخاصة رئيس “أمان” ورئيس “الشاباك”، في الليلة الدراماتيكية التي بين 6 و7 أكتوبر، وعلى ثقافة ترشيح المعلومات عن رئيس الوزراء. في التحقيقات نفسها هناك اعتراف بذلك.
في هذه الأيام يكثرون من الحديث عن المفهوم الذي يفيد بأن حماس مردوعة، زعماً. كانت الاستخبارات أسيرة له. هيئة الأركان كانت معتدة ومفعمة بالثقة بالنفس. في الليلة الرهيبة، نام رئيس “أمان” في إيلات، وكان قائد المنطقة الجنوبية في الشمال. فهل تنظف هذه الحقائق رئيس الوزراء، المنقطع عن الأخطار من مسؤوليته كرئيس المنظومة التي تشرف على ذراع الأمن. كانت لشامير علاقات عمل ممتازة مع جهاز الأمن. كان الموضوع الأمني – السياسي على رأس اهتمامه. أعطى إسناداً لوزير دفاعه، إسحق رابين، ولرئيس الأركان. طبيعته الشكاكة تتركه يفحص كل التفاصيل ويدرس كل موضوع. عند خروجه من مكتبه إلى بيته، كان يأخذ معه رزمة كبيرة من الوثائق السرية لقراءة ليلية وللتعمق في التقارير السرية قبيل اتخاذ القرارات في صباح الغد.
ما كان شامير ليسمح بتغذية حماس بحقائب المال والتعاظم القوي، وما كان ليقبل “عبادة” اعتدالها. ما كان ليخفف عن وزير الدفاع ورئيس “الشاباك”، ويسأل ويشكك كي يتلقى المعلومات الدقيقة. ما كان ليمر مرور الكرام عن القول “كل شيء على ما يرام”. بتعابير أخرى: ما كان ليتطور مفهوم متطرف بهذا القدر لدى شامير ثم يقوم على أساس الراحة وعلى أساس التحليل المغلوط للمعلومات الاستخبارية. وعليه، أغلب الظن، ما كان يمكن لنا أن نصل إلى 7 أكتوبر تحت شامير.
والآن، بعد سنة ونصف من نشوب الحرب، وليدة المفهوم المغلوط، علينا أن نكمل المهام التي لم تتحقق بعد: إعادة إخواننا الذين لا يزالون في أسر حماس، وتصفية حكم الإرهاب في غزة، وذلك بمساعدة الرئيس الأمريكي. عندما تنهى هذه المهام العليا، على النظرة أن تتجه إلى المستقبل، إلى التهديدات المتواصلة على الدولة وجودياً. جواب كاتب هذه السطور هو أن المفهوم المغلوط لم يغادرنا قط. فضلاً عن ذلك، فبينما لا نزال نلعق جراح 7 أكتوبر، يتطور مفهوم جديد عندنا. وما المقصود؟ في سيناء.
بخلاف اتفاق السلام قبل 40 سنة، الذي أخلت فيه إسرائيل كل شبه جزيرة سيناء وتعهد المصريون بألا يدخلوا جيشاً إلى نطاقها، تأتي معلومات مقلقة، ليست سرية على الإطلاق، عن قوات جيش ومدرعات مصرية تنتشر في أرجاء سيناء تتدرب وكأنها تستعد لحرب. فهل تكفي الأصوات الهزيلة للقلق من هذا الخرق المصري الخطير لاتفاق السلام؟ هل سنكون جاهزين لاستقبال وجه الشر الذي قد يقتحم حدودنا الطويلة مع دولة السلام، مصر؟ محظور أن ننسى: في 6 أكتوبر 1973 سبق للمصريين أن فاجأونا، وخدعونا بشدة.
هل بات جهاز الأمن ومكتب رئيس الوزراء أسرى المفهوم الجديد، حيال تهديد محتمل، من جانب مصر هذه المرة؟ في هذه الأيام، مصر إحدى الوسطاء في إعادة المخطوفين. فهل تعد هي وقطر وسيطين نزيهين؟ لا بديل آخر، فإعادة المخطوفين قيمة عليا. لكن يجدر الحذر من خطورة المصريين إزاء مناوراتهم في سيناء، حتى لا نغرق مرة أخرى في رمال المفهوم.
يوسي أحيمئير
معاريف 5/3/2025
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار