الوثيقة | مشاهدة الموضوع - على وقع استمرار العمليات العسكرية: أكراد العراق يدفعون لتنفيذ اتفاق السلام بين «الكردستاني» والأتراك
تغيير حجم الخط     

على وقع استمرار العمليات العسكرية: أكراد العراق يدفعون لتنفيذ اتفاق السلام بين «الكردستاني» والأتراك

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد مارس 09, 2025 8:49 am

1.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: يواصل المسؤولون الأكراد، لا سيما في الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، الدفع باتجاه تثبيت اتفاق السلام بين حزب العمال الكردستاني «pkk» والأتراك، عقب دعوة عبد الله أوجلان لعناصر حزبه إلقاء السلاح وحلّ الحزب والخوض في العملية الديمقراطية، غير أن هذه الجهود تصطدم في قمّم جبال كردستان العراق، التي لا تزال تشهد عمليات عسكرية بين القوات التركية ومسلحي الحزب الذي تعدّه أنقرة «منظمة إرهابية».
وفي مطلع آذار/مارس الجاري، أعلن حزب العمال الكردستاني، المحظور في العراق، وقفًا لإطلاق النار، استجابةً إلى دعوة زعيمه عبدالله أوجلان، وذلك بعد أكثر من 40 عاماً من القتال ضد الدولة التركية.
وفي 27 شباط/فبراير الماضي، وجّه زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان، دعوة وصفت بـ«التاريخية»، من سجنه في جزيرة إمرالي، حثّ فيها حزبه على إلقاء السلاح وحلّ نفسه.
وفي مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق استقبل الأسبوع الماضي، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، وفداً مشتركاً من ثلاثة أحزاب كردية من تركيا لمناقشة عملية السلام وتداعياتها على الوضع السياسي العام والقضية الكردية، وأهمية فهم الواقع الراهن واستثمار الفرص.
الوفد الكردي ـ التركي، مثّله رئيس حزب الوطن الكردستاني، مصطفى أوزجليك، ورئيس الحزب الاشتراكي الكردستاني، بايرام بوزييل، ونائبه مسعود تك، ورئيس حزب الحقوق والحريات، دوزكين كابلان، ونائبه محمد شيرين تيمور.
وجرى خلال اللقاء، حسب بيان لمكتب بارزاني، «نقاش مستفيض حول عملية السلام في تركيا وتداعياتها على الوضع السياسي العام والقضية الكردية في المنطقة، كما تم التأكيد على دعم مسار السلام وضرورة إيجاد حل عادل للقضية الكردية في تركيا».
وأكد بارزاني، حسب البيان، أهمية «فهم الواقع الراهن واستثمار الفرص والتعامل مع التحديات التي تواجه الشعب الكردي».
واتفق الأكراد في إقليم كردستان العراق مع دعوة أوجلان وجهود اتفاق السلام بين «الكردستاني» والدولة التركية.
السياسي الكردي المستقل محمود عثمان، يقول إن «مبادرة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بإيقاف إطلاق النار بين الحزب والقوات التركية، جيدة لإحلال السلام في المنطقة»، حسب وسائل إعلام تابعة لنقابة الصحافيين العراقيين.
وأضاف: «يبدو أنه كانت هناك، قبل هذه المبادرة، مفاوضات مكثفة بين تركيا ووفد من حزب العمال الكردستاني الذي التقى عددا من المسؤولين في إقليم كردستان وآخرين من المسؤولين في تركيا قبل إعلان المبادرة، بعلم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان».
ووفق السياسي الكردي فإن «بيان أوجلان كان قويا جدا من حيث محتواه بنزع السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، وبالتالي في المقابل يجب على تركيا تقدير هذا الشيء والذهاب نحو السلام الشامل مع الحزب باتخاذ خطوات عملية تثبت ذلك».
واشار إلى أنه «يمكن لتركيا منح إجازة حزب العمال الكردستاني رسميا، حزبا سياسيا، بعد نزع السلاح، ليكون حلا معقولا للجميع ومبادرة طيبة من قبل الأتراك، وبالتالي فالكرة في الملعب التركي الآن».
كما يمكن لدعوة أوجلان الأخيرة، توحيد الموقف الكردي في كل من العراق وتركيا وسوريا أيضاً، وتعزّز من قوتهم، حسبما يقول رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، محمد حاجي محمود.
وفي مؤتمر صحافي أضاف: «الكرد في تركيا وسوريا وإقليم كردستان أصبحوا أقوى من أي وقت مضى (عقب دعوة أوجلان)، خلافًا لما تريده الدول التي تعارض حقوقهم».
وشدد على أن «أي تطور في أحد أجزاء كردستان ينعكس على بقية الأجزاء»، مرجحاً في الوقت عينه أن «يتم الإفراج عن أوجلان، لا سيما وإن هناك لقاءات مستمرة حول هذا الملف».
وأكد حاجي محمود على أن حزبه «يواصل الحفاظ على علاقات متينة مع جميع الأطراف، مع التركيز على القضايا الكردية الكبرى، ومنها مصير عبد الله أوجلان».
ومنذ دعوة زعيم «حزب العمال» الكردستاني الشهيرة، لا يزال السياسيون الأكراد في إقليم كردستان العراق، يواصلون جهود الدفع باتجاه التوصل إلى تسوية بين الحزب والسلطات التركية، لكن من دون تحقيق أيّ تقدّمٍ ملموس على الأرض.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، قتلت القوات التركية 26 مسلحاً من «الكردستاني» في شمال العراق وسوريا.
وحسب بيان للدفاع التركية فإن «على تنظيم (بي كي كي) وجميع أذرعه وقف الأنشطة الإرهابية وحل نفسه وتسليم السلاح فورا بدون قيد أو شرط»، معتبرة أن «تنظيم (بي كي كي) أدرك ولو متأخرا بأنه لن يصل لأي مكان بواسطة الإرهاب وأنه لا خيار له سوى حل نفسه بعد أن انتهى عمره».
وفي أثناء الأسبوع الماضي فقط، شنّت القوات التركية 14 هجوما استهدفت بها مناطق في إقليم كردستان العراق، وفقاً لمنظمة «CPT» الأمريكية، المختصّة في توثيق العمليات بين مسلحي الحزب والأتراك ونتاجها.
ووفقا للإحصائية الصادرة عن هذه المنظمة، فإن «الجيش التركي نفذ 14 هجوما وقصفا على الإقليم موزعاً على النحو التالي: 9 هجمات في دهوك، و3 في السليمانية، و2 في أربيل».
وأشارت إلى «تنفيذ الجيش التركي 6 من تلك الهجمات بالمدفعية، و5 منها بالطائرات الحربية المقاتلة، و3 هجمات بالطائرات المروحية، في حين ردّ مقاتلو حزب العمال الكردستاني مرتين على هجمات الجيش التركي»، لافتة إلى إن «هذه الهجمات لم تسفر عن سقوط ضحايا من بين صفوف المدنيين».
وتمتلك القوات التركية نحو 100 قاعدة ونقطة مراقبة عسكرية في إقليم كردستان العراق ومحافظة نينوى، بذريعة محاربة مسلحي «الكردستاني»، حسبما أفاد به مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الذي أشار إلى أن انسحاب القوات التركية مرهون «بخروج حزب العمال الكردستاني من العراق».
وأضاف في تصريح صحافي، أن «تركيا لديها قاعدة واحدة فقط في نينوى، فيما تنتشر بقية قواعدها في كردستان»، مشددًا على أنه «لا يوجد أي قرار حكومي رسمي يسمح للقوات التركية بالتواجد داخل الأراضي العراقية، حيث يعود انتشارها إلى التسعينيات».
وذكر أيضاً أن «وجود حزب العمال الكردستاني في العراق غير شرعي»، داعيًا إلى «تنفيذ قرار زعيمه عبد الله أوجلان بإلقاء السلاح، باعتباره الخطوة الأساسية لإخراج القوات التركية من العراق بالكامل».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار