لندن – واشنطن-(أ ف ب) الزمان
اعتبر دونالد ترامب الجمعة أن «أمورا سيئة» ستحصل لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، وذلك غداة إعلان طهران أنها ردت رسميا على رسالة الرئيس الأميركي التي دعا فيها إلى إجراء مفاوضات.
وكان الملياردير الجمهوري الذي سحب بلده في خطوة أحادية من الاتفاق الدولي مع إيران خلال ولايته الأولى سنة 2018 قد أعرب مؤخّرا عن انفتاحه على الحوار مع طهران لضبط أنشطتها النووية.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي «أُفضل إلى حد بعيد أن نتوصل إلى حل مع إيران. ولكن إن لم نتوصل إلى حل، فإن أمورا سيئة ستحصل لإيران».
والخميس، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلده أرسل ردّا على رسالة الرئيس الأميركي من دون الإفصاح عن مضمونه.
وبموازاة الدعوات إلى الحوار، قام دونالد ترامب بتشديد ما يعرف بسياسة «الضغوط القصوى» إزاء إيران، مع عقوبات إضافية والتلويح بعمل عسكري في حال رفضت طهران الخوض في محادثات.
وصرّح وزير الخارجية الإيراني أن موقف بلده ما زال على حاله «بعدم التفاوض مباشرة تحت +الضغوطات القصوى+ والتهديدات بعمل عسكري»، مع الإشارة إلى أن «المفاوضات غير المباشرة كما جرت في الماضي يمكنها أن تتواصل». انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة سنة 1980. لكن البلدين يتواصلان بطريقة غير مباشرة بواسطة السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران.
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، إن المملكة المتحدة ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أنه سيتابع الملف قريبًا مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فقد هنأ لامي عراقجي بمناسبة عيد النوروز ورأس السنة الإيرانية الجديدة، مؤكدًا أهمية الحوار في معالجة القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
ورحب الوزيران بتعيين سفيرين جديدين لكل من إيران والمملكة المتحدة، معربين عن أملهما في أن يسهم ذلك في تعزيز العلاقات الثنائية. كما ناقشا بعض القضايا القنصلية، واتفقا على أهمية إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين لمتابعة الملفات المشتركة بفعالية أكبر. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن خيبة أمله من بعض المواقف الأوروبية التي وصفها بغير البناءة، منتقدًا العقوبات المفروضة على بلاده وداعيًا الدول الأوروبية الثلاث إلى إعادة النظر في نهجها تجاه إيران وقضايا المنطقة. وأشار عراقجي إلى أن النهج الإيراني يقوم على المشاركة الدبلوماسية، لكنه شدد على أن المفاوضات المباشرة لا يمكن أن تتم في ظل سياسة «الضغوط القصوى» والتهديد العسكري. كما اعتبر المواقف المتناقضة للمسؤولين الأمريكيين تجاه التفاوض مع طهران دليلًا على استخدام الدبلوماسية كأداة للضغط السياسي والنفسي، وهو ما وصفه بالأمر غير المقبول. وفيما يتعلق بالرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن، أوضح عراقجي أن إيران ردت رسميًا على رسالة الرئيس الأمريكي عبر القنوات المناسبة، مؤكدًا التزام بلاده بالأعراف الدبلوماسية.