الوثيقة | مشاهدة الموضوع - روسيا تزيد الضغط العسكري على الاتحاد الأوروبي ببدء استعمال غواصات نووية مزودة بصواريخ فرط صوتية
تغيير حجم الخط     

روسيا تزيد الضغط العسكري على الاتحاد الأوروبي ببدء استعمال غواصات نووية مزودة بصواريخ فرط صوتية

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد مارس 30, 2025 2:58 pm

1.jpg
 
لندن-“القدس العربي”:

تزيد روسيا الضغط العسكري على أوروبا بعدما قامت بتدشين أول غواصة نووية تعمل بصواريخ زيركون الفرط صوتي، الأمر الذي يعتبر تحديا ليس فقط للأوروبيين، بل حتى الأمريكيين بسبب قوة هذه الصواريخ.

وعمليا، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً الخميس الماضي، وفق الصحافة الروسية مثل سبوتنيك وروسيا توداي، بتدشين الغواصة ”بيرم“، وهي غواصة هجومية من الجيل الرابع تعمل بالطاقة النووية من فئة ”ياسن-إم“، وستدخل الخدمة الميدانية لتجوب البحار خلال الشهور المقبلة. وسُميت الغواصة على اسم مدينة بيرم في جبال الأورال.

مع أقصى عمق مغمور يصل إلى 600 متر وعمق تشغيلي يصل إلى 520 متر، يمكن أن تبقى بيرم مغمورة تحت الماء لمدة تصل إلى 100 يوم. وهي الغواصة السادسة في سلسلة غواصات “ياسن/ياسن-إم“، لكن الجديد فيها هو أنها غواصة نووية وتحمل صواريخ 3M22 زيركون الفرط صوتي.

إن صاروخ 3M22 زيركون 3M22، الذي تم إدماجه الآن رسمياً في بيرم كسلاح قياسي، هو صاروخ كروز روسي فرط صوتي طورته شركة الصواريخ التكتيكية الروسية (KTRV). وفقًا للبيانات المتاحة، يتراوح طول الصاروخ بين 8 و9.5 متر، برأس حربي يتراوح وزنه بين 300 و400 كجم. وهو مصمم للاشتباك مع الأهداف البحرية والبرية، ويمكنه الوصول إلى سرعة تصل إلى 9 ماخ 9 (حوالي 11,025 كم/ساعة) ويقدر مداه التشغيلي بما يتراوح بين 400 وأكثر من 1000 كيلومتر.

ويأتي رهان روسيا على الغواصات المزودة بالصواريخ الخطيرة عسكراي ضمن البحث عن توازن مع الولايات المتحدة التي تمتلك عدد من حاملات الطائرات، بينما روسيا تمتلك واحدة فقط، كما أن هذه الاستراتيجية غير مكلفة ماليا، ولكنها حاسمة عسكريا. وميدانيا، يمكن للغواصات الروسية الاقتراب من أي نقطة حساسة في الولايات المتحدة وأوروبا أو منطقة أخرى بالتواجد في المياه الدولية، وضرب أهداف عسكرية استراتيجية، لاسيما وأن الغواصات الروسية تطلق صواريخها من العمق البحري ولا تضطر الى الطفو الى السطح. ومما يجعلها خطيرة هو أن الغرب يفتقر لأنظمة مضادة للصواريخ فرط صوتية. ونظريا يجري الحديث عن احتمال اعتراض نظام الثاد الأمريكي المتطور جدا من اعتراض زيركون عند اقترابه من ضرب الهدف وليس خلال الطيران. وتستعمل البحرية الحربية الأمريكية هذه الصواريخ لاعتراض الصواريخ فرط صوتية.

وبالتزود بهذا النوع من الغواصات المحملة بصواريخ فرط صوتية، تعمل روسيا على رفع الضغط العسكري على الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير الذي يعقد مؤتمرات ويشكل لجان لتوحيد جهود التنسيق العسكري ميدانيا وفي مجال الصناعة الحربية. ورغم ذلك، تتفوق روسيا على باقي القوى الكبرى في مجال الصواريخ فرط صوتية، حيث لها الريادة المطلقة. وكان الخبير في العلوم والتكنولوجيا في وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية، بول فريشتلر، يقد حذّر الكونغرس الأميركي سنة 2023 من أنّ “روسيا هي الدولة الوحيدة التي تملك أنظمة استراتيجية فرط صوتية حقيقية وقاتلة”، مضيفا أن هذه الصواريخ جرى تصميمها لكي تتفادى مختلف أنظمة الرادار والاعتراض الأمريكية. وتلي روسيا في هذا المجال الصين ثم الولايات المتحدة، وانضمت دول مثل إيران وكوريا الشمالية، بينما لم تنجح دول غربية ذات باع كبير في الصناعة العسكرية مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا من صناعة ولو نموذجا أوليا لصواريخ فرط صوتية.

وكانت روسيا أول من استعمل في التاريخ العسكري صاروخ فرط صوتي ضد هدف عسكري، وحدث ذلك يوم 19 مارس 2022 ضد مخازن عسكرية في ديبلاتين الأوكرانية في الحرب الدائرة بين البلدين منذ فبراير من السنة نفسها. ويبقى أخطر صاروخ فرط صوتي هو الروسي “أفانغارد” الموجود في الخدمة منذ سنة 2019، وهو الأسرع بما بين 20 الى 27 مرة سرعة الصوت.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار