الخطوات الأمريكية الأخيرة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بالغة الأهمية؛ فالجيش الأمريكي يجمع قوات ووسائل لاحتمال هجوم في إيران.
إن مرابطة حاملات الطائرات “هاري ترومان” ومجموعة معركتها في المنطقة، واستدعاء حاملة الطائرات “كارل ونسون” التي تصل من الشرق الأقصى، هما أيضاً أمر بالغ الأهمية.
كل حاملة طائرات كهذه تعد قوة هائلة لقاعدة سلاح الجو. على كل حاملة طائرات عشرات الطائرات القتالية، ومروحيات الإنقاذ، وطائرات قيادة ونقل.
إلى جانب حاملات الطائرات أسطول بحري يضم سفناً حربية، وغواصات، وسفناً هي مستشفيات عائمة، وسفن توريد، وغيرها.
وجود حاملات الطائرات قرب منطقة قتالية يضاعف عملياً قوة الجيش. بمعنى أن الطائرات قد تخرج إلى طلعات هجومية قصيرة في وقت وتواتر عال.
تستخدم الولايات المتحدة عدداً كبيراً من القواعد، بما فيها قواعد جوية وقواعد بحرية.
القاعدة الأكبر موجودة في جزيرة دييغو غارسيا، الجزيرة الأكبر من بين جزر تشاغوس في قلب المحيط الهندي. الجزيرة جزء من الأراضي البريطانية في المحيط الهندي، وفيها قاعدة بحرية، لكن أيضاً قاعدة كبرى لسلاح الجو الأمريكي والبريطاني.
حسب منشورات أجنبية، تقف في المكان طائرات قصف من طراز B52، طائرة القصف الاستراتيجية ذات ثمانية محركات، يمكنها إلقاء كميات كبيرة من القنابل، بما في ذلك القنابل المخترقة للتحصينات.
القاعدة في قطر كبيرة على نحو خاص، ويخدم فيها آلاف الجنود الأمريكيين. قاعدة “العديد” تقع في جنوب غرب الدوحة.
يدور الحديث عن المنشأة العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط، وتستوعب أيضاً سلاح الجو القطري، وكذا قوات جوية من دول أخرى، بما فيها بريطانيا.
كان في البحرين آلاف من رجال الجيش الأمريكي في العام 2022، بما في ذلك القوات المرابطة في ميناء خليفة بن سلمان، وهو أحد المنشآت القليلة في الخليج التي يمكنها استيعاب حاملات الطائرات والسفن الأمريكية الكبيرة.
آلاف الجنود الأمريكيين يرابطون في الكويت منذ 1991 كجزء من التحالف برئاسة الولايات المتحدة، وذلك بعد أن طردت القوات العراقية من الدولة في أثناء حرب الخليج الأولى. في العام 2021، نشر أن 13.500 جندي أمريكي يرابطون في الدولة، وخصوصاً في معسكر أذربيجان وقاعدة سلاح الجو علي السالم.
وفي السعودية أيضاً وجود أمريكي واضح تحت عنوان “تدريب واستشارة لقوات الجيش السعودي”، في إطار الدفاع عن المصالح الأمريكية في وجه إيران. والجنود الأمريكيون في السعودية يحوزون منظومات دفاع جوي وصواريخ ويساعدون في تفعيل طائرات عسكرية.
أما في الإمارات العربية، الحليف القديم لأمريكا ففيها نحو 3.500 جندي أمريكي، يرابطون أساساً في القاعدة الجوية الضفرة وفي موانئ الدولة.
وفي عُمان يرابط بضع مئات من الجنود الأمريكيين ولا سيما من سلاح الجو. وتسمح الدولة للطيارين الأمريكيين بإجراء آلاف الطلعات. وجزء من الهجمات ضد اليمن يخرج من عُمان.
وما هو الوضع في تركيا؟ هذه هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط العضو في الناتو. تحتفظ الولايات المتحدة لها بقوات في قاعدة سلاح الجو آنجيرليك الواقعة على مسافة 11 كيلومتراً شرقي مركز مدينة أضنة، و33 كيلومتراً عن شرقي غربي شاطئ البحر المتوسط جنوب تركيا. الناتو هو من يشغل القاعدة، مع الجيش التركي وسلاح الجو الأمريكي. في القاعدة أسطول من الطائرات القتالية الاستراتيجية الأمريكية.
لقبرص، الجزيرة الصغيرة، قاعدة كبيرة للبريطانيين تسمح للأمريكيين باستخدامها عند القتال. وهناك احتمال أن يشارك البريطانيون أيضاً في الهجوم في حالة هجوم في إيران – من هذه القاعدة أيضاً.
ينبغي أن تضاف إلى كل هذا قواعد الجيش المصري والأردن، وبالطبع إسرائيل.
إن قوة الجيش الأمريكي في المنطقة كتلة حرجة بوسعها ضرب إيران بقوة شديدة.
صحيح أن الإيرانيين يعتبرون إحدى الدول ذات القدرات العسكرية الكبيرة، لكن سلاح الجو الإيراني قديم وليس له دفاع جوي بعد أن دمرت إسرائيل بطاريات S400 الروسية.
إلى جانب ذلك، ينبغي أن نذكر بأن لدى إيران آلاف الصواريخ وعشرات آلاف المُسيرات التي يمكن لبعضها أن تطير إلى آلاف الكيلومترات.
آفي اشكنازي
معاريف 31/3/2025