طهران- واشنطن -الزمان
كشف دبلوماسي إيراني سابق وقيادي في الحرس الثوري الإيراني عن جوانب لم يسبق إعلانها عن رسالة المطالب الامريكية الى طهران.
قال السفير الإيراني السابق في العراق وأفغانستان إن مسألة أمريكا “لا تقتصر فقط على وقف البرنامج النووي”، بل تطالب بـ”نزع سلاح المقاومة بالوكالة” وحل جميع المؤسسات التي تأسست في الجمهورية الإسلامية، وعلى رأسها ولاية الفقيه.
ويمتثل الحرس الثوري بكل تشكيلاته لاوامر الولي الفقيه حصرا، فيما انحسر منذ عقود دور الجيش الإيراني العادي.
وأوضح حسن كاظمي قمي، الذي كان من قادة فيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، خلال برنامج على قناة “أفق” التابعة للتلفزيون الإيراني أن أمريكا تريد “أن لا تتدخل إيران في قضايا المنطقة وأن تقلّص مدى الصواريخ إلى 200 كيلومتر وأن تنهي عمل المقاومة بالوكالة وتُفكك وتنزع سلاحها وأن تحل جميع المؤسسات التي تأسست بعد الثورة، وعلى رأسها ولاية الفقيه”.
وتريد واشنطن تطبيق نموذج نزع السلاح الثقيل الذي فرض على العراق ابان حكم الرئيس الأسبق صدام حسين عندما حدد المدى المسموح به للصواريخ العراقية بمائة وخمسين كيلو مترا فقط. كما تريد الإدارة الامريكية تطبيق نموذج ليبيا في تفكيك البرنامج النووي بالكامل ونقل معداته من ليبيا الى الخارج في العام 2003 ، بعد شهور قليلة من سقوط صدام حسين. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي امس الأول ان ذلك من الاحلام التي لن تتحقق، لكنه دعا الى المضي الى مفاوضات غير مباشرة عبر طرف ثالث ورجح ان يكون سلطنة عمان.
ولم يذكر السفير الإيراني السابق في العراق، الذي كان حاضرًا في مفاوضات عام 2007 مع رايان كروكر، السفير الأمريكي آنذاك في العراق، الحرس الثوري بالاسم، لكنه أشار إلى أن أمريكا تطالب بوجود “جيش واحد” لإيران: “قال الأمريكيون إن إيران لا تريد جيشين”. ووفقًا لكاظمي، فإن الطلب الرئيسي من أمريكا هو “تدمير القوة الدفاعية وكل المؤسسات الدفاعية التي تحافظ على الثورة، وإذا حدث ذلك، فلن يبقى شيء من الجمهورية الإسلامية”.
الطلب التالي من الحكومة الأمريكية، حسب كاظمي، هو الالتزام بحقوق الإنسان في إيران: “ترى واشنطن أن قوانين الجمهورية الإسلامية لا يجب أن تكون على أساس الإسلام، وإذا أراد الناس أن يكونوا مثليين، يجب أن تقبل الجمهورية الإسلامية بذلك”.
واستبعدت مصادر أمريكية ان يكون طلب المثليين بين الطلبات استنادا الى معاداة الرئيس ترامب المثليين وقراره بإخراجهم من الجيش مع المتحولين جنسيا.
وكانت الحكومة الأمريكية قد قالت إن دونالد ترامب أرسل رسالة إلى المرشد الاعلى لإيران، وهو صاحب السلطات المطلقة، وأعلنت ايران أنها ردت على هذه الرسالة، ولكن لم يتم الإعلان رسميًا عن محتوى أي من الرسائل.
ورفض ترامب مؤخرًا الكشف عن تفاصيل رد إيران أمام الصحفيين وقال فقط: “انسوا الرسائل. أعتقد أنهم يريدون التفاوض المباشر”.