الوثيقة | مشاهدة الموضوع - فايننشال تايمز: الفرصة تضيق أمام الحل الدبلوماسي مع إيران.. ولا بدّ من تنازلات قبل فوات الأوان
تغيير حجم الخط     

فايننشال تايمز: الفرصة تضيق أمام الحل الدبلوماسي مع إيران.. ولا بدّ من تنازلات قبل فوات الأوان

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء إبريل 15, 2025 1:11 pm

4.jpg
 
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة فايننشال تايمز افتتاحية قلّلت فيها من فرص التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران من دون تنازلات من جانبها ومن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت إنه، وبعد أسابيع من المبادرات الدبلوماسية الأمريكية التي اقترنت بتهديدات عسكرية، بدأت إدارة ترامب وإيران أخيراً في استكشاف إمكانية حلّ الأزمة المتصاعدة بشأن برنامج طهران النووي المتوسع.
وفي نهاية الأسبوع، أجرى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات غير مباشرة في سلطنة عمان، وصفها الطرفان بالبناءة. والأهم من ذلك، أنهما اتفقا على متابعة المحادثات في نهاية هذا الأسبوع.
ووصفت الصحيفة الجولة الأولى بأنها خطوة أولى مرحب بها، تشير إلى أن كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، يريدان التوصل إلى اتفاق لتفادي خطر المواجهة العسكرية.
وتعلّق الصحيفة بأن التحدي الآن يكمن في قدرة الطرفين على الحفاظ على الزخم والانخراط بجدية، إن كانا يريدان تجاوز انعدام الثقة والتوصل إلى اتفاق دائم يعكس التقدّم الخطير في البرنامج النووي الإيراني، فالرهانات لم تكن بهذا الارتفاع من قبل.
فعلى مدى السنوات الست الماضية، عملت إيران على توسيع برنامجها، وهي اليوم قريبة من عتبة الدولة النووية، وبإمكانها إنتاج مواد انشطارية كافية لعدة أسلحة نووية خلال أسابيع.

وبينما تصرّ على أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية، فإنها تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا تُستخدم إلا في صنع القنابل النووية، ما يضعها على مسار تصادمي مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب يتحمل مسؤولية قراره بالانسحاب من الاتفاقية التي وقعها الرئيس الأسبق باراك أوباما مع إيران عام 2015، وهو القرار الذي اتُخذ قبل سبعة أعوام. وكما كان متوقعاً، أدى هذا الانسحاب إلى تصعيد إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم.

الصحيفة: بينما تصرّ إيران على أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية، تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا تُستخدم إلا في صنع القنابل النووية

فقد دمّر ترامب اتفاقاً كانت طهران ملتزمة به، وفرض قيوداً صارمة على نشاطها النووي، شملت عمليات تفتيش دولية دقيقة. واليوم، يسعى ترامب إلى إعادة “الجني إلى القمقم”، ويؤكد دعمه للحل الدبلوماسي وعدم رغبته في التورط بحروب جديدة في الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه، هدد مراراً باستخدام القوة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
كما تدفع إسرائيل باتجاه عمل عسكري، بعد أن وجّهت ضربات لإيران وحلفائها الإقليميين العام الماضي. ويضغط الصقور في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ترامب لاتخاذ موقف أكثر تشدداً بهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما يُعد خطاً أحمر بالنسبة للمرشد خامنئي، الذي لا يريد أن يظهر بمظهر المذعن للضغوط.
وترى الصحيفة أن على إيران أن تدرك مدى ضعف موقعها الحالي، في ظل تصاعد ثقة إسرائيل بنفسها، ويجب عليها أن تتعامل بجدية مع فكرة التوصل إلى اتفاق. وتشير إلى أن طهران فوّتت فرصة إحياء الاتفاق مع إدارة بايدن، لكنها اليوم في موقف أضعف بكثير، إذ لم يسبق أن كانت بهذا القدر من التعرض للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية.
ويضاف إلى ذلك حالة السخط الشعبي المتزايد من القيادة الدينية، والأزمة الاقتصادية الخانقة الناتجة عن العقوبات، وهو ما يضع طهران أمام خيار جاد.
ودعت الصحيفة فريق ترامب إلى السعي نحو اتفاق يحيّد التهديد النووي الإيراني، مشددة على أن نجاح أي اتفاق يتطلب تنازلات من الطرفين. كما ينبغي أن يعكس الاتفاق المكاسب التي حققتها طهران، ويضع قيوداً صارمة طويلة الأمد على برنامجها للتخصيب، إلى جانب آلية رقابة فعّالة.
وفي المقابل، يجب أن يتضمن الاتفاق تخفيفاً ملموساً للعقوبات الاقتصادية.
وحذرت الصحيفة من أن الوقت يداهم الجميع، مشيرة إلى احتمال اندلاع أزمة جديدة في الخريف المقبل، إذا فشلت الدبلوماسية. ففي حال الإخفاق، تهدد الدول الأوروبية بتفعيل آلية “العودة السريعة” المنصوص عليها في الاتفاق الأصلي، ما سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقد حذرت طهران من أنها سترد على ذلك بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ما يزيد من احتمالية توجيه ضربات أمريكية أو إسرائيلية، الأمر الذي قد يقود إلى حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة أن مثل هذه الضربات لن تقضي بالضرورة على كامل البرنامج النووي الإيراني، بل قد تدفع النظام إلى مزيد من السرية، وربما تقتنع القيادة الإيرانية حينها أن امتلاك سلاح نووي هو السبيل الوحيد لحماية البلاد.
واختتمت الصحيفة بالتحذير من تفويت “الفرصة الضيقة” المتاحة الآن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار