القدس: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق خلال اجتماع مطول الأحد، على توسيع عملية الإبادة المستمرة في غزة، مؤكدا العزم على احتلال القطاع المحاصر.
وقال نتنياهو، في كلمة متلفزة نشرها عبر حسابه بمنصة “إكس”، “جلسنا مساء أمس (الأحد) حتى ساعة متأخرة في الكابينت، وقررنا إطلاق عملية عسكرية مكثفة في غزة، بناء على توصية رئيس الأركان (إيال زامير)”.
وأضاف أن “توصية رئيس الأركان تقضي بهزيمة حماس، ويعتقد أنه في الطريق سيساعد ذلك على إطلاق سراح المختطفين (الأسرى)، وأنا أتفق معه في هذا”.
وبذلك ينضم نتنياهو إلى وزراء كبار في حكومته أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي سبق وأكد أن استعادة الأسرى ليست الهدف الأهم للحكومة مقارنة بالقضاء على حماس.
وقال نتنياهو إن “هناك خطة لإجلاء السكان في قطاع غزة”، مدّعياً أن الهدف منها هو “حمايتهم”، دون الخوض في تفاصيل إضافية. وأضاف: “لقد تحدثنا كثيراً في هذه المسألة، ولن نخوض فيها الآن”.
واستدرك نتنياهو قائلا: “ليكن واضحا، لن ندخل إلى غزة ثم ننسحب كما حدث في الماضي. لن نرسل قوات الاحتياط للسيطرة مؤقتا على الأرض، ثم نغادر ونكتفي بمداهمات محدودة لما تبقى من القوات هناك. هذا لن يحدث. بل العكس تماما هو ما نخطط له”، دون أن يوضح ما يقصده بـ”العكس”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إن تل أبيب أرجأت تنفيذ عملية “عربات جدعون” التي تهدف لاحتلال كامل غزة، إلى ما بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المنطقة منتصف مايو/ أيار الجاري.
ومساء الأحد، أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، الخطة التي وضعها رئيس أركان الجيش إيال زامير، لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل احتلال كامل القطاع.
ووفق الهيئة، أطلقت إسرائيل على العملية اسم “عربات جدعون”، ولكنها أرجأت تنفيذها إلى ما بعد زيارة ترامب إلى المنطقة منتصف مايو/ أيار الجاري.
وحسب المعلن حتى اليوم، لا تشمل زيارة ترامب إلى المنطقة إسرائيل، وإنما تضم السعودية وقطر والإمارات.
وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد: “خلال الأيام القليلة الماضية تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم وطُلب منهم الاستعداد لذلك”.
وتسمى العملية بالعبرية “ميركافوت جدعون” وتعني “عربات جدعون” التي تحمل دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، حيث أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في “نكبة 1948” اسم “عملية جدعون” والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية وطرد سكانها.
وإطلاق اسم “عربات جدعون” على عملية توسيع الحرب في غزة، يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع ضمن الخطة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الاثنين، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير لم تسمه قوله: “بموجب الخطة التي وضعها رئيس الأركان وقيادة الجيش الإسرائيلي ووافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد مناقشتها في الكابينت، سيزيد الجيش من قواته وسيعمل بقوة لهزيمة حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية مع ضغوط قوية لإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وأضاف المسؤول: “ستحظى القوات المناورة بغلاف وقائي قوي من البر والجو والبحر، وستستخدم معدات ثقيلة لتحييد العبوات الناسفة وتدمير الهياكل المهددة”.
وتابع: “يشكل الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع، أحد المكونات المركزية للخطة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية إن “من المرجح أن تستمر العملية لعدة أشهر، وتشمل عدة مراحل، بدءًا من توسيع العمليات البرية في مناطق محددة، ومن ثم الانتقال إلى مناطق أخرى داخل القطاع”.
وقالت: “على النقيض من نمط العمل السابق، سيبقى الجيش الإسرائيلي في أي منطقة يتم احتلالها لمنع عودة المسلحين، وسيتعامل مع أي منطقة يتم تطهيرها وفقا لنموذج رفح، حيث يتم تدمير جميع التهديدات وتصبح جزءا من المنطقة الأمنية”.
وأضافت الهيئة: “لن يتم تنفيذ خطة إنسانية تفرق بين المساعدات وحماس، إلا بعد بدء العمليات العملياتية وإخلاء السكان على نطاق واسع إلى الجنوب”.
وتابعت: “سيتم ذلك من خلال تفعيل الشركات المدنية وترسيم المنطقة التي سيتم تأمينها من قبل الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك ترسيم منطقة آمنة في منطقة رفح خلف محور موراج (بين رفح وخان يونس)، حيث سيتم فحص الداخلين من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي لمنع تواجد عناصر حماس”.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
وأشار المسؤول الأمني إلى أن “نشر القوات قبل بدء المناورة سيتيح “فرصة” حتى انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، لتنفيذ صفقة رهائن وفق “نموذج المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف”.
وقال: “في حال التوصل إلى اتفاق، ستسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بالأراضي التي تم تطهيرها وإضافتها إلى المنطقة الأمنية”.
وأضاف: “في أي ترتيب مؤقت أو دائم فإن إسرائيل لن تخلي الشريط الأمني حول غزة والذي يهدف إلى حماية المجتمعات (الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة) ومنع تهريب الأسلحة إلى حماس”.
وتابع: “إذا لم يتم التوصل إلى صفقة الرهائن فإن عملية “عربات جدعون” ستبدأ بقوة كبيرة ولن تتوقف حتى تحقيق كافة أهدافها”.
وأشارت الهيئة إلى أن “من بين أهداف العملية أيضا خطة الانتقال الطوعي لسكان غزة، وخاصة السكان الذين سيتم تركيزهم في الجنوب خارج سيطرة حماس”.
ومطلع مارس/ آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(وكالات)