صنعاء- “القدس العربي”: أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، بتوقف حركة الملاحة الجوية مجددا في مطار بن غوريون في تل أبيب، أثناء اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وذلك بعد ثلاثة أيام من الهدوء النسبي. ويُعدّ هذا ثالث استهداف صاروخي يطال المطار خلال أقل من عشرة أيام، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي.
وكانت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) قد أعلنت نيتها فرض حظر على الملاحة الجوية الإسرائيلية، في إطار تصعيد عملياتها. وأسفر هذا التهديد المتكرر عن تعليق أو تأجيل العديد من الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غوريون، من قبل عدة شركات طيران.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوّت في مناطق واسعة غرب القدس وفي تل أبيب الكبرى، عقب رصد صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ عبر منظومة الدفاع الجوي، بينما بدأت الشرطة عمليات تمشيط ميدانية لتحديد مواقع سقوط شظايا نتيجة الاعتراض.
وأكدت القناة 12 العبرية توقف الرحلات الجوية في المطار خلال عملية الاعتراض. كما أفادت فرق الإسعاف بإصابة عدد من الإسرائيليين بحالات هلع وإغماء أثناء محاولاتهم الاحتماء، موضحة أنها قدمت إسعافات ميدانية للمصابين.
وكانت جبهة اليمن قد شهدت هدوءا نسبيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، عقب تصعيد شهدته في وقت سابق من الشهر الجاري. ففي السابع من مايو/أيار، أعلن الحوثيون تنفيذ عمليتين: الأولى استهدفت مطار رامون في منطقة أم الرشراش جنوب الأراضي المحتلة، والثانية استهدفت هدفا حيويا في يافا المحتلة. تلتها عملية أخرى في التاسع من مايو، حين استُهدف مطار اللد (المعروف إسرائيليًا بمطار بن غوريون) بصاروخ باليستي فرط صوتي، إلى جانب استهداف بطائرة مسيرة لموقع حيوي آخر في يافا.
وقبل تلك العمليات، كان صاروخ فرط صوتي أُطلق في الرابع من مايو قد نجح في الوصول إلى محيط مطار بن غوريون، مخترقا منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وأعلن زعيم جماعة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تنفيذ جماعته “عدة عمليات خلال الأسبوع الماضي باستخدام 10 صواريخ وطائرات مسيرة”، استهدفت مواقع في يافا، عسقلان، النقب، أم الرشراش، وحيفا.
وفي سياق متصل، أطلقت إسرائيل، يوم الأحد، تحذيرا للسكان في محيط ثلاثة موانئ يمنية بمحافظة الحديدة، تمهيدا لقصف محتمل، لكنها تراجعت لاحقا عن تنفيذه، ما دفع بعض وسائل الإعلام إلى نشر أخبار مغلوطة عن بدء القصف، قبل أن تعتذر عن ذلك لاحقا.
بالتوازي، أعلنت حكومة “أنصار الله” في صنعاء، الثلاثاء، الانتهاء من أعمال الصيانة في مطار صنعاء الدولي، بعد استهدافه بغارات إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وأكد رئيس الوزراء في حكومة الحوثيين، أحمد الرهوي، خلال زيارته التفقدية للمطار، أن التجهيزات اكتملت لاستئناف الرحلات المدنية بدءا من اليوم الأربعاء، مشيرا إلى أن المطار أصبح جاهزًا بالكامل لأداء وظائفه، وفقًا لمعايير الأمن والسلامة الدولية.
وقال الرهوي، في تصريح لوكالة “سبأ” بنسختها التابعة للحوثيين: “رسالة الشعب اليمني إلى الإمبريالية الصهيونية هي أنه مهما دمرتم من منشآت، فإننا قادرون على إعادة بنائها وتعميرها بشكل أفضل مما كانت عليه”.
وأضاف: “العدوان الصهيوني، مهما كان حجمه أو نوعه، لن يثني اليمن عن موقفه الثابت، دينيًا وأخلاقيًا، تجاه الأشقاء في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار وتُدخل المساعدات والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع”.