القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
يبدو أن الدائرة بدأت تدور على مجرمي الحرب بتل أبيب، وحكمة التاريخ تعلمنا أن على الباغي تدور الدوائر.
فها هو وزير الخارجية البريطاني يعلنها صراحة: “علقنا اليوم المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة”.
ad
وتزامنا مع هذا صدّق البرلمان الإسباني على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل، ومن قبله أكد وزير الخارجية الفرنسي تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين.
ولأن المصائب لا تأتى فرادى، جاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت لبي بي سي بأن ما تفعله إسرائيل الآن في غزة يقارب جريمة حرب، كل هذا يتزامن مع مظاهرات يومية غاضبة في أوروبا، فهل أغلقت أبواب النجاة في وجه مجرمي الحرب بتل أبيب وباتوا أمام المحاسبة؟
الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب يقول إن هناك تطورات مهمة في الموقف الأوروبي وحتى في الموقف الأمريكي نفسه، مستبعدا أن يكون الخلاف الأمريكي الإسرائيلي مجرد تمثيل وادعاء.
ad
ويضيف أن أوروبا التي تروج لصورتها المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وجدت نفسها في موقف محرج لأن رجل في الشرق الأوسط ” إسرائيل ” تمارس الإبادة الإجرامية في غزة ليل نهار ، وهي الإبادة التي شاهدها الجميع رغم محاولات التعتيم والإخفاء.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن هناك حركة شعبية غير عادية، مؤكدا أنه حسب المعلومات المؤكدة فإن غالبية الشعوب الأوروبية مع فلسطين ومع تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وضد الدولتين ومع فكرة خروج اليهود وعودتهم إلى بلدانهم التي أتوا منها.
ويصف حسين مظاهرة هولندا الأخيرة المليونية بأنها غير مسبوقة، لافتا إلى أن هولندا كانت حتى وقت قريب معقلا للصهيونية.
ويرجح إمكان سقوط أحزاب بسبب موقفها من الإبادة الإسرائيلية، لافتا إلى وجود تغير جوهري في مواقف بلدان مثل إسبانيا وأيرلندا سواء من الحكام أو الشعوب.
ويختتم لافتا إلى أن الضغط الشعبي غير العادي والمظاهرات اليومية ستغير المعادلة الظالمة ، مؤكدا أن إسرائيل باتت محاصرة عالميا، ومتوقعا أن يتم تركيع نتنياهو قريبا على كل الأصعدة.
من جهته يقول د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن الفلسطينيين ضحايا مؤامرة دولية كبيرة ، وهم وحدهم من يدفع ثمنها من دمائهم بهذه النكبة الجديدة التي دمرت لهم حياتهم كشعب عربي مناضل يدافع عن حقه في الحياة الحرة كغيره من الشعوب، مشيرا إلى أن هذا هو ما ينكرونه عليهم، ويدفعهم الي إبادة الفلسطينيين بهذا العنف المفرط للتخلص منهم وإغلاق ملف قضيتهم… وهو هدفهم الذي يعملون من اجله ويوشكون علي تحقيقه بحرب الابادة والتجويع المستمرة عليكم.
وخاطب مقلد قادة القمم الخليجية والعربية الفاشلة التي لم تخرج بأكثر من بيانات الشجب والادانة والمناشدات الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر قائلا: “إن حساب التاريخ لكم لن يرحمكم .. وان الاعصار قادم اليكم لا محالة.. واذا كانت اليوم غزة، فغدا غيرها من الاقطار العربية”.
وخلص إلى أن المؤامرة الاسرائيلية الامريكية علينا جميعا وليست علي الفلسطينيين وحدهم ، وهي اكبر واخطر بكثير مما يُتصور ، وهذا هو ما يصفونه من قبيل التمويه والخداع بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يعدون فيه بالخير والسلام والامن والرخاء، وهي كلها دعايات صهيونية كاذبة ومضللة وتراهن علي شراء الوقت لفرض الامر الواقع الجديد الذي يخدم مخططاتهم ومشاريعهم الامبريالية الخبيثة.
واختتم مؤكدا أن القادم سوف يكون اخطر بكثير من كل ما نحن فيه الآن علي سوئه وفظاعته، وان الحرب علي غزة هي مجرد مرحلة وان كانت بالغة الخطورة في ظروفها لكنها ليست نهاية المطاف…وهو ما يغيب عنا كعرب لاننا لا ننظر ابعد من تحت اقدامنا…او بهكذا يحدثنا التاريخ.
التحول في الموقف الأوروبي المندد بسياسات إسرائيل اعتبره الكثيرون حقيقيا ومبشرا، في حين يراه آخرون ليس أكثر من مجرد لعب “ثلاث ورقات” و كلام في كلام بعد التدمير الكامل لعمران القطاع.
انتفاضة الشعوب الأوروبية التي تزداد يوما بعد آخر يجدد التساؤل: أين الشعوب العربية؟ وهل كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين؟!