الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تواصل المعارك بكردفان وقتلى بقصف على الفاشر شمال دارفور
تغيير حجم الخط     

تواصل المعارك بكردفان وقتلى بقصف على الفاشر شمال دارفور

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة يونيو 06, 2025 7:13 am

1.jpg
 
حرب السودان مستعرة في وقت يواصل الجيش والقوات المتحالفة معه عمليات لعسكرية ضد قوات "الدعم السريع" في إقليمي كردفان ودارفور، إذ تدور معارك عنيفة بين الجانبين في محلية الخوي بغرب كردفان، ومناطق الدبيبات جنوباً، وسط تقدم ميداني للجيش في جبهات عدة.

يواصل الجيش والقوات المتحالفة معه عمليات عسكرية ضد قوات "الدعم السريع" في إقليمي كردفان ودارفور، حيث تدور معارك عنيفة بين الجانبين في محلية الخوي بغرب كردفان، ومناطق الدبيبات جنوباً، وسط تقدم ميداني للجيش في جبهات عدة، في وقت يتابع الطيران الحربي للجيش غاراته الجوية على مواقع "الدعم السريع"، إذ دمر مخزناً للدبابات والذخائر في مطار مدينة نيالا بجنوب دارفور، كما دمر مخازن للذخيرة تابعة لها في مدينة أبو زبد بغرب كردفان، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية.

حشود جديدة

وكشفت المصادر عن أن "الدعم السريع" دفعت بكبار قادتها الميدانيين وحشود كبيرة من المقاتلين من دارفور إلى جبهات القتال المختلفة في غرب كردفان وشمالها، بهدف منع أي تقدم للجيش لاستعادة المناطق المهمة التي سيطرت عليها في الإقليم. وقالت غرفة طوارئ دار حمر إن "الدعم السريع" هاجمت قرية جانقي التابعة لمحلية الخوي بغرب كردفان، وقامت بعمليات تخريب ونهب لممتلكات الأهالي تحت تهديد السلاح. وأوضحت الغرفة أن عناصر هذه القوات اعتدت على المواطنين، بمن فيهم شيخ القرية، ولم يسلم حتى كبار السن من الضرب المبرح، مما أدى إلى تشريد واسع للسكان.

هجوم الأبيض

في شمال كردفان قصفت "الدعم السريع" بالمسيرات الأحياء الشمالية والغربية، بما فيها الإستاد الرياضي لمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان. وقال تعميم صحافي لمكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش إن إحدى المسيرات الاستراتيجية استهدفت مناطق السوق الكبير والمنطقة الصناعية ومنشآت مدنية أخرى بمدينة الأبيض، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. واعتبر المتحدث باسم حكومة الولاية عبدالمطلب عبدالمتعال أن استهداف دور الرياضة والشباب والمنشآت المدنية انتهاك صارخ للمواثيق الدولية، إذ سبق أن استهدفت "الدعم السريع" الأسبوع الماضي المنشآت ذاتها وألحقت دماراً واسعاً ببنيتها التحتية.

إدانة وتهديدات

وطالب المتحدث المجتمع الدولي والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بإدانة هذه الاعتداءات التخريبية، التي تطاول دور الشباب والرياضة في الولاية.

وقبل أيام هدد قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في خطابه المصور، بمواصلة التصعيد العسكري واجتياح مدينة الأبيض والولاية الشمالية.

وفي نهاية الشهر الماضي قصفت "الدعم السريع" مستشفى وأحياء سكنية في المدينة، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

وخسر الجيش قبل أسابيع مناطق الدبيبات والحمادي والخوي جنوب المدينة، في وقت قالت "الدعم السريع" إنها سيطرت على منطقتي الحمادي وكازقيل جنوب المدينة.

قصف وضحايا

في شمال دارفور لقي 14 شخصاً مصرعهم وأصيب آخرون بجروح، جراء تكرر القصف المدفعي العنيف الذي استهدف سوق المعسكر والأحياء السكنية، وأعلنت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين بشمال دارفور أن هجوماً مدفعياً عنيفاً استهدف سوق نيفاشا المكتظ بالمدنيين داخل المعسكر. وإزاء حدة القصف حضت الأمانة العامة لحكومة الولاية سكان الفاشر على تجنب التجمعات في الأماكن العامة خلال عطلة عيد الأضحى حفاظاً على سلامتهم. وكشفت مصادر ولائية عن إطلاق "الدعم السريع" حملة تعبئة واستنفار واسعة في منطقة أبوري بمحلية رهيد البردي، شملت تجنيد أعداد كبيرة من الشباب واستقدام مقاتلين من بعض دول الجوار.

تهديد ومساعدات

وأوضحت المصادر أن "الدعم السريع" كثفت تحركاتها العسكرية في محيط المدينة.

في هذا الوقت، دشنت منظمة "ساحل سودان" بولاية شمال دارفور، مشروع الاستجابة السريعة الذي يستهدف توفير مياه الشرب وخدمة الطوارئ والغذاء لـ1200 أسرة بمراكز الإيواء السبعة بالفاشر ودار السلام كانت نزحت من معسكر زمزم في الأسبوع الأول من أبريل (نيسان) الماضي. وعبر مفوض العون الإنساني بالولاية عباس يوسف آدم عن تقديره لجهود المنظمة واستجابتها للاحتياجات الإنسانية للأسر النازحة، لسد الفجوة الكبيرة التي تعانيها الولاية في مجالي التغذية وإيواء النازحين.

عنف وجوع

وفي ولاية جنوب دارفور حيث تسيطر "الدعم السريع"، أوضح تقرير حديث لمنظمة "أطباء بلا حدود" بعنوان "أصوات من جنوب دارفور"، أن العنف والجوع يدمران حياة السودانيين في الولاية. وأشار التقرير إلى تعاظم المعاناة هناك جراء انسحاب المنظمات الإنسانية من المنطقة على رغم توقف المعارك البرية، لكن انعدام الأمن لا يزال قائماً، إذ يتعرض الناس لعنف مروع على الطرقات وفي المزارع والأسواق وفي بيوتهم.

العودة للخرطوم

وبمناسبة عيد الأضحى، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، خلال اليومين الماضيين، وصول عشرات الحافلات التي تقل مئات العائدين لديارهم، بعد أشهر من النزوح بسبب التدهور الأمني والصحي والمعيشي في عدد من مناطقها، ضمن حملة للعودة الطوعية من مدينة بورتسودان لولاية الخرطوم. وكان متطوعون أطلقوا حملة تمولها شركات وأفراد ومنظمات لحشد عدد كبير من الحافلات خصصت لنقل النازحين إلى منازلهم في الخرطوم، وتولت شرطة المرور مرافقة القافلة في طريقها إلى العاصمة السودانية. ووضعت لجنة أمن ولاية الخرطوم برئاسة والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة خطة لتأمين الولاية خلال عيد الأضحى، بالتركيز على الأسواق وأماكن الصلوات من خلال الانتشار الميداني مطالبة المواطنين بأداء صلاة العيد داخل المساجد.

الأمن والكوليرا

وفي سعي السلطات إلى فرض هيبة الدولة وإعادة الاستقرار للمناطق التي شهدت اضطرابات أمنية خلال الفترة الماضية، تحدثت مصادر ولائية عن تفويض للشرطة العسكرية بصلاحيات واسعة لمكافحة الانفلات الأمني وأعمال النهب في المناطق المحررة بخاصة في مدن البلاد الكبرى، على أن تتولى قوات الجيش والاستخبارات تأمين نقاط الارتكاز والمناطق الحيوية. وقررت لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بالولاية إسناد الشرطة المجتمعية بواقع 150 مستنفراً لكل محلية للعمل على بسط الأمن داخل الأحياء، وأكدت السلطات الصحية بالولاية توالي انخفاض الإصابات بالكوليرا، مع استمرار حملات التطعيم والإصحاح البئي وتشغيل محطات وآبار مياه الشرب النقية.

حرب التحالفات

في السياق اعتبر الباحث الأمني والسياسي أبو عبيدة حسين أن ما يجري من معارك في كردفان، الشريط الجغرافي الفاصل بين الوسط ودارفور، هدفه "نقل طبيعة الحرب إلى مربع جديد تحولت فيه من كونها بين الجيش والدعم السريع، كقوتين عسكريتين، إلى مواجهة متعددة الأطراف تعبر عن صراع بين المركز والهامش حول السلطة والهوية"، ورأى حسين أن التحولات الراهنة في طبيعة الحرب تعد مؤشراً على استدامة الحرب سنوات طويلة، نتيجة تحولها إلى حرب تحالفات بعد قيام التحالف التأسيسي (تأسيس) الذي تقوده "الدعم السريع"، وينضوي في ظله نحو 21 تنظيماً وحركة مسلحة، أبرزها الحركة الشعبية - شمال التي يقودها عبدالعزيز الحلو بجنوب كردفان، وهو التحالف الساعي إلى تغيير جذري في هيكل وبنية الدولة السودانية وإعادة تأسيسها من جديد.

العرق والجهة

وتابع حسين "باتت الانتماءات العرقية والجهوية الآن أحد أبرز مظاهر الحرب في مشهد يمهد لانقسام البلاد الفعلي، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، وتسيطر "الدعم السريع" وحلفاؤها على معظم مناطق الغرب في دارفور وبعض من جنوب البلاد"، ولفت إلى أن خطابات قائد "الدعم السريع" الأخيرة وإشاراته الجهوية والمناطقية بالتصعيد ونقل الحرب إلى ولايتي نهر النيل والشمالية في شمال البلاد، تعبر عن المنعطف الجديد للحرب بالانقسام على أساس الهوية والجغرافيا. وأشار الباحث الأمني والسياسي إلى أنه من الناحية العسكرية، "وعلى رغم إضعاف الضربات الجوية المتوالية التي يستهدف بها الجيش البينة التحتية العسكرية للدعم السريع في غرب البلاد، تشير المعارك في إقليمي كردفان ودارفور إلى أنه ما يزال هناك قدر من التوازن في القوة بين الجانبين على مستوى التكتيك والعتاد، وهي التي تقرأ في تبادل الطرفين المستمر للسيطرة على عدد من المدن والمناطق".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار